فى الوقت الذى يواصل فيه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية عقد مجلس الأمن، جلسته لمناقشة الأوضاع المتدهورة فى قطاع غزة.
قال المندوب الروسى لدى المجلس فاسيلى نيبينزيا أمس إن الوضع الإنسانى فى غزة لا يزال كارثياً مشيراً إلى إلقاء قوات الاحتلال الإسرائيلى أكثر من 50 ألف قنبلة على القطاع مما أدى إلى تدمير المساكن والبنية الأساسية المدنية بالإضافة إلى قتل وإصابة مئات الآلاف من المدنيين.
أضاف نيبينزيا خلال الجلسة التى شهدت الكثير من الأدلة على جرائم إسرائيل ضد الأبرياء أنه لا يوجد أى مكان آمن فى غزة معتبراً أن قرارات المجلس بشأن الصراع لا تزال حبراً على ورق.
واتهم المندوب الروسى الاحتلال الصهيونى بمواصلة عرقلة الإمدادات الإنسانية إلى القطاع محذراً من اتساع رقعة الصراع فى الشرق الأوسط إلى لبنان وسوريا.
من جانبها نددت بريطانيا من خلال مندوبها فى المجلس بزيادة المشروعات الاستيطانية فى الضفة الغربية مشيرة إلى أنها وصلت إلى حد غير مسبوق.
قالت المندوبة البريطانية إن الحكومة الإسرائيلية استحوذت على أراض فى الضفة خلال الفترة القليلة الماضية أكثر مما سيطرت عليه طوال العشرين عاماً الماضية.
رفضت المندوبة البريطانية أيضاً اتهامات حكومة نتنياهو للأونروا قائلة: إنها تلعب دوراً محورياً فى إدخال مزيد من المساعدات إلى قطاع غزة مناشدة المجتمع الدولى بأن المدنيين فى غزة يحتاجون مستشفيات ومزيداً من الأدوية بعد مرور 9 أشهر من العدوان الإسرائيلى على القطاع.
خلال الجلسة جددت الولايات المتحدة الأمريكية التزامها بالعمل على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
لكن المندوبة الأمريكية قالت إن حماس يمكنها إنهاء هذه المعاناة لأهل غزة إذا وافقت علىمقترح بايدن.
يأتى ذلك وسط حديث لبعض وسائل الإعلام الأمريكية عن وصول نتنياهو إلى ولاية فلوريدا للقاء الرئيس السابق دونالد ترامب المرشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية التى ستجرى فى نوفمبر المقبل.
من جانب آخر أعلن البيت الأبيض فى بيان أمس أن الرئيس الأمريكى جو بايدن عبر فى اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو عن الحاجة لسد الثغرات المتبقية وإبرام اتفاق بشأن غزة فى أسرع وقت ممكن.
كما أكد بايدن أيضاً الحاجة لإزالة أى عقبات تعترض تدفق المساعدات لغزة.
فى نفس الوقت، قال مسئول غربى ومصدر فلسطينى إن إسرائيل تسعى إلى إدخال تعديلات على خطة تهدف إلى التوصل لهدنة فى غزة وإطلاق سراح المحتجزين لدى حماس، وهو ما يعقّد التوصل لاتفاق ينهى القتال المستمر منذ 9 أشهر وأسفر عن تدمير القطاع، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
أشارالمصدران إلى أن إسرائيل تقول إنه يتعين فحص النازحين الفلسطينيين لدى عودتهم إلى شمال القطاع عندما يبدأ وقف إطلاق النار، متراجعة بذلك عن توافق يسمح للمدنيين الذين فروا إلى الجنوب بالعودة إلى ديارهم بحرية.
كما ذكر المصدران أن المفاوضين الإسرائيليين يريدون آلية فحص للسكان المدنيين العائدين إلى شمال غزة، بدعوى أنهم يخشون من أن يدعم هؤلاء السكان مقاتلى حماس الذين ما زالوا يتحصنون هناك.
فى المقابل رفضت حماس الشروط الجديدة التى أضافتها إسرائيل إلى الخطوط العريضة لاتفاق وقف إطلاق النار فى غزة وإطلاق سراح الرهائن.
قال سامى أبوزهرى القيادى البارز فى حماس ان نتنياهو ما زال يراوغ ولا يوجد أى تغيير على موقفه.
على صعيد آخر، انتقد وزير المالية الإسرائيلى بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومى إيتمار بن غفير، دعوات نائبة الرئيس الأمريكى كاملا هاريس إلى الوقف الفورى للحرب الإسرائيلية على غزة.
كتب بن غفير متحدياً بتطرف شديد على حسابه بموقع إكس: «لن تتوقف الحرب.. سيدتى المرشحة»، فيما قال سموتريتش إن «كاملا هاريس كشفت أمام العالم أجمع ما أقوله منذ أسابيع بشأن ما سيحدث من وراء هذه الصفقة، الاستسلام لـ»يحيى» السنوار، فوقف الحرب بهذا الشكل سيتيح لحماس استعادة قوتها والقضاء على معظم المخطوفين فى الأسر.. من الممنوع السقوط فى هذا الفخ».
كما انتقد مسئول إسرائيلى آخر تصريحات هاريس بشأن الأزمة الإنسانية المتدهورة فى غزة، زاعما ان الحاجة إلى إنهاء الحرب تضر بمفاوضات الإفراج عن المحتجزين فى غزة، معرباً عن رفض الرسالتين، فيما أبدى مساعد لهاريس استغرابه، قائلاً «لا نعرف عم يتحدثون.. تصريحاتها العلنية هى نفس التصريحات التى أبلغتها لنتنياهو».
أضاف المسئول «آمل ألا تقود تلك التصريحات إلى انتكاسة فى المحادثات، لأننا أحرزنا الكثير من التقدم».
من جانبها قالت «تايمز أوف إسرائيل»، إنه رغم إحباط المسئولين الإسرائيليين من تصريحات هاريس العلنية، إلا أن العلاقات مع إدارة الرئيس بايدن، لن تتدهور، فيما تتولى النائبة التى يرتقب أن تصبح مرشحة الديمقراطيين للرئاسة، دوراً أكبر.
من جهة أخرى قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، إن 9 من كل 10 فلسطينيين نزحوا قسرا فى قطاع غزة.
أشارت الوكالة الأممية فى منشور لها عبر منصة «إكس»، حول النازحين الفلسطينيين فى قطاع غزة، إلى أن العائلات النازحة تبحث عن مأوى أينما تستطيع، سواء فى المدارس المكتظة أو المبانى المدمرة أو الخيام المتواضعة على الرمال أو وسط أكوام القمامة.
أكدت الوكالة أن أيًا من تلك الأماكن ليس آمنًا ولم يعد لدى الناس مكان يذهبون إليه..من المقرر ان يعقد مجلس الأمن الدولى، خلال ساعات، جلسة إحاطة بطلب من الجزائر والصين وروسيا، بشأن «الحالة فى الشرق الأوسط، بما فى ذلك قضية فلسطين» لبحث الوضع الإنسانى فى غزة.
يستمع الأعضاء إلى إحاطة من المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» فيليب لازارينى، وإحاطة أخرى من منسق الشئون الإنسانية، نائب المنسق الخاص والمنسق المقيم لمكتب منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام فى الشرق الأوسط مهند هادى.
فى السياق دعا قادة أستراليا ونيوزيلندا وكندا، فى بيان مشترك إلى وقف فورى لإطلاق النار فى غزة.. مؤكدين أن المعاناة الإنسانية فى غزة غير مقبولة ولا يمكن أن تستمر.
قال قادة الدول الثلاث فى البيان انه يتعين حماية المدنيين، وأن هناك حاجة ماسة إلى زيادة تدفق المساعدات على أرجاء غزة باستمرار لمعالجة الوضع الإنسانى.
دعم البيان المشترك للدول الثلاث اتفاق وقف إطلاق النار الشامل الذى اقترحه الرئيس الأمريكى جو بايدن وأيده مجلس الأمن الدولى، بينما دعا إسرائيل إلى الاستجابة بشكل موضوعى للرأى الاستشارى لمحكمة العدل الدولية.
أكد البيان ضرورة ضبط النفس وعدم التصعيد لكل الأطراف، داعيا إسرائيل للعمل نحو حل الدولتين.
ميدانيا، تواصل اسرائيل حربها الوحشية فى قطاع غزة مخلفة عشرات الشهداء والمصابين بينما نفذ الاحتلال اقتحامات واعتقالات عدة وأطلقت قنابل الصوت والغاز السام فى مناطق مختلفة فى الضفة الغربية المحتلة.
اقتحمت قوات الاحتلال مدينة قلقيلية وبلدة عزون شرقا، واعتقلت 10 مواطنين على الأقل كلهم من ذوى وأهالى من تزعم أنهم مطاردين ومطلوبين لديها.
أفادت مصادر محلية بأن قوات كبيرة من جيش الاحتلال معززة بالجيبات والآليات العسكرية اقتحمت مدينة قلقيلية، ونفذت عمليات دهم واسعة فى العديد من الأحياء، واقتحمت منازل وبنايات سكنية وفتشتها واعتدت على قاطنيها واحتجزت بعضهم وأجرت عمليات تحقيق ميدانية معهم.
وفى غزة كثف الاحتلال قصفه الجوى على المناطق السكنية خاصة فى خان يونس مما أسفر عن سقوط عدد كبير من الشهداء والمصابين وكان معظمهم من النساء والأطفال، كما أسفر عن نسف عدة منازل سكنية.
تمكن مواطنون من انتشال جثامين عدد من الشهداء من تحت أنقاض منازل قصفها الاحتلال فى بنى سهيلا.a