يبدو أننا وصلنا إلى مرحلة خطيرة من الانحدار الأخلاقى بما ينذر بكارثة كبيرة لو لم يتم تدارك الأمر.. فى الكثير من المجالات.. فى الفن.. فى التعاملات اليومية.. فى عدم احترام الكبير.. فى تعاملاتنا مع جهات مختلفة.. أصبح الانهيار الأخلاقى هو سمة من سمات العصر الذى نعيشه الآن أصبح فى كل مكان.. فى الشارع قد تجد سيدة مسنة تتعرض للسب من شاب صغير السن أو رجلا تجاوز الخمسين من عمره يتعرض للضرب على يد شاب مستهتر..
ويمتد الأمر بشكل طبيعى لنصل إلى انهيار الأخلاق فى مجال الفن ويظهر على السطح نكرات تحقق الملايين والمليارات من الإسفاف والفجور والعرى حتى أصبح شبابنا لايمتلك أى قدوة صالحة يقتدى بها.. أصبحت لدينا أفلام هابطة لاتتحدث إلا عن الدعارة والمخدرات والبلطجة.. وحفلات تقام فى أماكن الأثرياء بتذاكر قيمتها تعادل أضعاف مرتب شهر لموظف كادح ينفق على أسرة كاملة.. وتجد فيها أشد أنواع الفساد والعري.. وأخيرا التيك توك الذى أظهر الكثير من فضائح أناس كنا نراهم صالحين!
ثم نتساءل بعد ذلك لماذا يفقد الشاب القدوة؟؟ ولماذا ينحرف ويبتعد عن الدين والأخلاق التى تعلمناها فى صغرنا وما زلنا نبكى عليها يوما بعد يوم حتى أصبحنا نعيش الآن أغرابا فى زمن لم يعد فيه مكان لاحترام الكبير أو لمجرد قيم كنا نعتبرها ركنا أساسيا فى حياتنا..
إن ما يحدث الآن ليس من قبيل الصدفة فنشر الانحراف بهذا الشكل الفج عن طريق الإنترنت والفضائيات وغير ذلك هو أمر عبثى بحق.. فبعد فشل مخطط ضرب مصر وإسقاطها بطرق نعرفها جميعا.. وصمود مصر هو ما دفع أعداءها للتفكير فى طرق أخرى لضرب استقرار المجتمع عن طريق هدم القيم والأخلاق ووجود جيل جديد لايحترم تلك المفاهيم القديمة التى يعتبرها من زمن ولى ومضي.. وما أسهل من بث الفتنة والانحراف على صفحات التواصل والانترنت.
الأمر خطير وجلل.. ولكنه رغم ذلك يمكن علاجه قبل فوات الأوان.. الأمر ببساطة يحتاج لعلاج شامل من كل مؤسسات الدولة التى تناست دورها ولم يعد لها مكان بين الشباب.. المؤسسة الدينية قادرة على استرداد ما فقدنا من قيم وأخلاق وتدين وسطى بعيدا عن التشدد والتعصب والإرهاب بشرط استعادة دورها المفقود..
أما المؤسسات الثقافية والرياضية فقد كان أهم أهداف تربية أجيال على مبادئ وقيم أخلاقية لم تعد موجودة الآن.. وللأسف المؤسسة الثقافية فقدت مكانها ومكانتها ولم يعد لها أى دور فى مواجهة تلك الظاهرة..
والخلاصة أننا لسنا فى حاجة لثورة يدعو إليها البعض لأغراض خبيثة بقدر ما نحن فى حاجة لثورة أخلاقية فقط لاستعادة ما فقدناه من قيم وأخلاق.