أنظر بقلق إلى نوعية الجرائم البشعة التى لم أعتد سماعها والتى انتشرت بين الشباب والأزواج والزوجات من حوادث قتل واغتصاب بالقوة وتحت تهديد السلاح.. إضافة إلى مظاهر العنف بين الطلبة فى المدارس وبين الأبناء وآبائهم وأمهاتهم.. فى صورة تحتاج إلى النظر فى أسبابها ودوافعها والتفكير فى كيفية علاجها.. فالبطالة بين الشباب وشيوع المخدرات تجعل الابن يقتل أمه وأباه.. وقد يقتل أولاده أيضاً بلا سبب أو يقتل صديقه بسبب سلفة بسيطة ويقول «لم أكن أقصد».. وهذه الأسباب أكثرها ترجع إلى التربية الأسرية.. وقد يلقى علماء النفس السبب هى الأم.. بينما لا يتهم المتخصصون أبداً الأب كأنه على رأسه ريشة، بالرغم من أن صفحات الجرائم فى الصحف المصرية دائماً أو غالباً يكون الرجل هو السبب فى خنق أبنائه الأطفال أو قتل ابنه الشاب من أجل حفنة بسيطة من الجنيهات.
لابد أن نعود إلى أصل تكوين الأسرة وأصل الزواج هل هو مناسب أم تم بسبب الحاجة للزواج فقط بدون النظر إلى عادات وأخلاق الطرفين.. نحن فى حاجة إلى تعليم أكثر عمقاً مع الطلبة عن طريق إجراء الحوار بين الطلبة ومعلميهم، والعمل على دمجهم فى الأنشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية فتفرغ طاقاتهم فى الإبداع والخير والبناء والعطاء، وأهم من هذا كله ما تبثه وسائل الإعلام خاصة المرئى منها.. من مسلسلات وأفلام «الأكشن» مع تبجيل أصحاب البطولة وتقديمهم كقدوة مثل الذين تجاوزوا كل الخطوط فى أدوار البلطجة وتعاطى المخدرات وتكوين الملايين من الجنيهات التى تجعل الشباب يفكرون لماذا لا يكونون مثله فى كل شئ على أساس ان البلطجة أرسلت له الملايين الذى يتباهى بهم سواء بالسيارة أو البيت أو كل ما يملكه فهذه الأعمال الهابطة تتسلل إلى شبابنا بكل مساوئها وتساعد على ارتكاب الجريمة كجرائم قتل الشاب محمود البنا على يد راجح وربما لن تكون الأخيرة.. بالرغم من أن الداخلية تقوم بدورها كاملاً بالقبض والتعرف على أصحاب الجريمة.. وربما لن تكون أى حادثة هى الأخيرة إذا لم تقض الدولة على العوامل التى تؤدى إلى سفك الدماء وزهق الأرواح.
الحسد موجود.. ولكن
الحسد آفة اجتماعية موجودة فى كافة المجتمعات وورد ذكره فى العديد من آيات القرآن الكريم، يقول الله تعالى فى سورة النساء آية 54 «أم تحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله».
يقول تعالى فى سورة الفلق آية 5 «ومن شر حاسد إذا حسد».. وفى الحديث الذى رواه الإمام مسلم عن أنس بن مالك رضى الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – «لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث» والحسد هو تمنى زوال نعمة الغير».. ولذلك يجب على الإنسان أن يقول ما شاء الله لا قوة إلا بالله عند رؤية أثر نعمة على غيره أو حتى على نفسه. يقول تعالى فى سورة الكهف آية 39 «ولولا إذ دخلت جنتك قلت ماشاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالاً وولدا».. وهو ما يدعو إلى ذكر الله ورد النعمة والفضل إلى مشيئة الله تعالى وقدرته وإرادته فى ذلك.. وقد أصبحت فوبيا الحسد عند الكثيرين مدعاة للتواكل والاعتمادية وشماعة للأخطاء والتكاسل.. وهو ما أثر على أدائهم.. بل وصل الأمر عند الكثيرين إلى الوهم المرضى بدعوى الحسد.. وهو ما يدعونا إلى تغيير نظرة الأفراد المبالغة فى تأثير الحسد.. فى جميع الأحوال لن يصيب الإنسان إلا ما كتب الله.. والسعى بجد واجتهاد متحصناً بذكر الله وهو ما سيقلل من فوبيا الحسد والمبالغة فى تأثيره إن كان هو السبب.