محافظة الدقهلية من المحافظات العظيمة بشعبها العريق بتاريخها ويقترب تعدادها من الثمانية ملايين نسمة بما يوازى أو يفوق تعداد دول وتبلغ مساحتها الكلية 3.500 كم2 تقريباً وأطلق على عاصمتها مدينة المنصورة عروس النيل حيث تحمل تاريخاً بارزاً وكان يطلق عليها جزيرة الورد وسميت بذلك الاسم كونها محاطة بالمياه من ثلاث جهات وكانت بها أكبر حدائق ورد فى مصر.. ثم تحول الاسم من جزيرة الورد إلى المنصورة بعد أن تحقق النصر فى معركة المنصورة والذى حققه الشعب المصرى على الحملة الصليبية السابعة بقيادة لويس التاسع وتم اسره فى دار بن لقمان الموجودة بمنتصف المنصورة.
وانشأت مدينة المنصورة على يد الملك الكامل بن العادل وهو من ملوك الدولة الايوبية 1219 وفى عام 923 صدر قرار والى مصر سليمان الخادم بنقل ديوان الحكم إلى مدينة المنصورة، لتوسطها بين بلاد الإقليم وحسن موقعها على النيل حيث أصبحت المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية ومقراً لمبنى المحافظة والمديريات.
وتقع محافظة الدقهلية شمال شرق الدلتا وتعد من المحافظات الغنية بامكانياتها الزراعية والمائية بالإضافة إلى امتلاكها للثروة السمكية وإنتاجها الضخم من اللحوم الحمراء والبيضاء والبيض إضافة إلى انتشار القلاع الصناعية وتمتلك الدقهلية العديد من المعالم القديمة والحديثة التى ترجع لحقب تاريخية مختلفة ومنها دار بن لقمان وتل الضبعة والسمارة وكوم الخلجان بتمى الامديد وتل البلامون ودير القديسة دميانة وتعتبر الدقهلية من المحافظات الأولى من حيث المساحة المنزرعة على مستوى الجمهورية، إضافة إلى الطفرة العلمية المتمثلة فى جامعة المنصورة العريقة وجامعتى المنصورة الجديدة والاهلية وجامعة الدلتا الخاصة، كما أن المنصورة يطلق عليها عاصمة الطب حيث يوجد بها أكبر مركز للكلى وللجهاز الهضمى والكبد وبها رموز عالمية للطب بمختلف تخصصاته.
وفى سياق الحديث عن محافظة الدقهلية وتاريخها فإنه تجدر الإشارة إلى أن الشعب الدقهلاوى انتظر كثيرا حركة التغييرات الأخيرة للمحافظين حيث من الله سبحانة وتعالى على محافظة الدقهلية وشعبها باختيار محافظ جديد وعلى ما أعتقد ولما أعلمه جيداً عن شخص المحافظ الجديد وقدراته وإمكانياته الإدارية والشخصية والفنية فإننى استطيع أن اؤكد أنه بالفعل سيكون بطعم جديد مستبشراً أن هذا الاختيار سوف يرضى طموح المواطنين وحسنا فعل السيد اللواء طارق مرزوق المحافظ الجديد حيث وصل إلى قلب الحدث مباشرة متفاعلا مع هموم المواطنين واحتياجاتهم متواجداً ميدانياً باعثاً الأمل بأن اجهزة الدولة لا يمكن أن تترك المواطن وحيداً فى مواجهة التحديات.
وحقيقة لقد اعاد المحافظ الجديد للاذهان رموز العمل التنفيذى فى حقب زمانية مختلفة وعلى رأسهم المرحوم اللواء سعد الشربينى واللواء فخر الدين خالد وللواء سمير سلام والدكتور أحمد شعراوى والدكتور كمال شاروبيم الذين تركو بصمات واضحة ورسخوا فى اذهان المواطنين اهتمامهم بالشارع والتحامهم وتجاوبهم مع الواقع فى إطار من الحب والود والتعاون تأكيداً على أن الدعم المجتمعى هو أساس نجاح المسئول.
أعلم جيداً أن اللواء طارق مرزوق سيصنع نموذجاً متميزاً فى الاداء بطعم النجاح الذى ينتظره شعب الدقهلية مدركا قدرته على الالمام بكل المشكلات التى تعانى منها المحافظة بمراكزها وقراها وتوابعها متبنيا خطة استراتيجية بالتنسيق مع الوزارات المعنية للارتقاء بالخدمات بأنواعها المختلفة سواء ما يتعلق بالطرق أو بالتعليم والصحة ومياه الشرب والصرف الصحى ومد يد العون للفلاح تأكيداً على ما أشار إليه السيد الرئيس بأن رضاء المواطن هو معيار نجاح الحكومة مقترحاً أن تكون البداية بتبنى حل مشكلات المراكز الصغيرة المحرومة من الخدمات ومنها مركز تمى الأمديد وميت سلسيل والنهوض بالخدمات فى المراكز التى تحتاج إلى متابعة جادة ومنها على سبيل المثال السنبلاوين ودكرنس والمنزلة وميت غمر وصولا لاقتحام المشكلات بكافة المراكز وهنا اقترح تعظيم الاستفادة من المؤسسات العلمية لخدمة المجتمع من خلال جامعة المنصورة وعلمائها مع أهمية الاستماع إلى رموز مؤسسة تطوير الدقهلية هذا الكيان المجتمعى الذى يضم وزراء ومحافظين حاليين وسابقين ورؤساء جامعات حاليين وسائقين وقامات علمية ومجتمعية لديهم دراية كاملة بكل مشكلات الدقهلية ورؤى ومقترحات متوازنة للحل.
وإلى المحافظ الجديد طارق مرزوق أقول إن الأمل معقود عليكم والرهان على اسمكم وتميزكم فى أن تحقق للدقهلية وشعبها ما يلبى طموحهم وصولا لإرضائهم واعتقد أنك تمتلك من المقومات والقدرات ما يسهل عليكم المهمة مؤكداً لكم أن شعب الدقهلية متميز ويعشق المتميزون وأنت منهم وكل فئات ورموز الدقهلية داعمين لكم فى أداء مهمتكم غير مبالين بالمتربصين وأعداء الوطن.
حفظ الله مصرنا الحبيبة
حما شعبها العظيم وقائدها الحكيم