حدث ما حذرت منه مصر وتحذر منه مرارا.. وهو اتساع دائرة الصراع فى الشرق الأوسط، فقد شهدت المنطقة فى الآونة الأخيرة تطورات ملحوظة بعد العملية العسكرية الإسرائيلية فى اليمن، تعود خلفيات هذه العملية إلى الصراع المستمر فى اليمن بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا وجماعة الحوثى المدعومة من إيران، وجاءت هذه العملية فى سياق التوترات الإقليمية المتزايدة وتدخلات القوى الدولية والإقليمية فى الشأن اليمني.
اما أسباب العملية فيرجع إلى تزايد المخاوف الإسرائيلية من تعزيز النفوذ الإيرانى فى اليمن عبر دعمها للحوثيين، مما يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومى الإسرائيلي، وهدفت العملية إلى تدمير مواقع استراتيجية يستخدمها الحوثيون لتطوير وإطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية.
وشملت العملية أهدافا رئيسية وضعتها اسرائيل نصب عينيها ..منها القضاء على قدرات الحوثيين العسكرية التى تشكل تهديدًا على إسرائيل وحلفائها فى المنطقة، ومنع تهريب الأسلحة المتطورة من إيران إلى الحوثيين، نفذت إسرائيل العملية فى وقت متأخر من الليل، واعتمدت إسرائيل على ضربات جوية دقيقة باستخدام تكنولوجيا متقدمة لتحقيق أهدافها.
وقد قوبلت العملية بإدانة شديدة من الحكومة اليمنية التى اعتبرتها انتهاكًا للسيادة اليمنية. كما أعربت جماعة الحوثى عن غضبها وهددت بردود عسكرية.
وأدانت إيران العملية واعتبرتها تصعيدًا خطيرًا فى المنطقة، فى حين عبّرت الولايات المتحدة عن قلقها من التصعيد ودعت إلى ضبط النفس، فى حين أعربت الدول الأوروبية عن مخاوفها من تأثير العملية على الاستقرار الإقليمي.
التداعيات العسكرية والسياسية على المنطقة كثيرة ومنها:
>> التوترات الإقليمية: أدت العملية إلى تعميق التوترات بين إيران وإسرائيل وزيادة المخاوف من اندلاع مواجهة إقليمية أوسع، كما أثرت على علاقات إسرائيل مع بعض الدول العربية التى تقيم معها علاقات دبلوماسية حديثة.
>> التداعيات السياسية: داخليًا.. لاقت الحكومة الإسرائيلية دعمًا من بعض الأطراف، بينما انتقدتها المعارضة بسبب تداعيات العملية فى اليمن، واستغل الحوثيون العملية لتعزيز موقفهم ضد التحالف العربي.
>> التأثيرات الإنسانية: أدت العملية إلى تزايد معاناة المدنيين، حيث تعطلت جهود الإغاثة الإنسانية وزادت الأوضاع سوءًا فى مناطق النزاع.
>> جهود الإغاثة: سارعت المنظمات الدولية إلى تقديم مساعدات عاجلة للمتضررين، لكن الصعوبات اللوجستية والأمنية حدت من فعالية هذه الجهود.
>> سباق التسلح: يمكن أن تشهد المنطقة سباق تسلح متزايد بين إسرائيل وإيران، حيث تسعى كل منهما لتعزيز قدراتها العسكرية للتفوق على الأخري.
>> مواقف القوى العالمية: الولايات المتحدة.. بالرغم من قلقها من التصعيد، فإنها تستمر فى دعم حلفائها الإقليميين «إسرائيل ودول الخليج» لتعزيز استقرار المنطقة، هذا الدعم يمكن أن يأتى عبر تعزيز التعاون الأمنى والمساعدات العسكرية.. اما روسيا والصين فقد تتجهان لتعزيز دعمهما لإيران كوسيلة لمواجهة النفوذ الأمريكى والإسرائيلى المتزايد فى المنطقة، مما قد يؤدى إلى زيادة تعقيد الأوضاع الإقليمية.
أيضا.. أثرت العملية العسكرية الإسرائيلية فى اليمن بشكل كبير على التحالفات الجديدة فى الشرق الأوسط، حيث عززت التعاون بين إسرائيل وبعض دول المنطقة، وزادت من التوترات مع إيران، وأثرت على الديناميات الداخلية فى اليمن، ولكن يبقى المستقبل مرهونًا بقدرة الأطراف المختلفة على تبنى نهج دبلوماسى يهدف إلى تهدئة الأوضاع وتحقيق استقرار طويل الأمد فى المنطقة.
وبنظرة مستقبلية.. تشهد المنطقة تصعيدًا أكبر إذا لم تُتخذ خطوات جدية لتهدئة الأوضاع، من المحتمل أن تزداد التدخلات الدولية فى الشأن اليمني، مما يزيد من تعقيد الأزمة، ولذلك ينبغى على الأطراف الدولية والإقليمية تكثيف الجهود الدبلوماسية لإيجاد حلول سلمية للنزاع فى اليمن، وتعزيز الحوار بين جميع الأطراف والالتزام بقرارات الأمم المتحدة يمكن أن يخفف من التوترات ويؤدى إلى تحسين الوضع الإنساني.