التحركات العسكرية فى المنطقة خاصة فى البحر الأحمر تسعى لإحداث تغيرات جيوسياسية وإستراتيجة لصالح قوى اقليمية فى ظل حاجة الدول العربية لمشروع عربى موحد قادر على مواجهة مخططات التفكيك وإعادة التقسيم لتحجيم المشروع الصهيوأمريكى التوسعى لإسرائيل، والمشروع الفارسى الصفوى لإيران، كما ان الولايات المتحدة الأمريكية تعلم ان تحسن الاقتصاد الإيرانى يؤدى لزعزعة الاستقرار وارتفاع وتيرة العمليات الإرهابية والعسكرية لوكلاء إيران فى العديد من الدول العربية، وعلى الرغم من ذلك فقد كشفت إيران أن إدارة الرئيس الأميركى الاسبق باراك أوباما منحها مبلغ 1.7 مليار دولار من قيمة عقود عسكرية قديمة، وتعهدت بالإفراج عن كافة أرصدة طهران المجمدة والتى تقدر بـ3 مليارات و 200 مليون دولار، بالاضافة إلى تعاون ادارة اوباما مع إيران فى قضايا إقليمية وتقسيم النفوذ فى المنطقة، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث أخطر وزير الخارجية الأميركى أنتونى بلينكن، الكونبرس وبنوكا أجنبية، بتحويل مبلغ 6 مليارات دولار إلى إيران، وهى عبارة عن أصول مالية كانت مجمدة فى كوريا الجنوبية ضمن حزمة عقوبات على طهران، كما توقعت أوساط سياسية وإعلامية أن تعلن إدارة الرئيس الأميركى جو بايدن عن خطوة لرفع القيود على حسابات إيرانية بقيمة لا تقل عن 10 مليارات دولار مجمدة فى العراق.
الولايات المتحدة الأمريكية تتناقض فى تصرفاتها فهى تدفع الأموال لإيران، وفى المقابل تمكن إسرائيل من لعب دور الشرطى فى المنطقة، حيث قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلال فترة حكمه الأولي، إن القلق المتزايد من إيران فى المنطقة «قرّب» الدول العربية من إسرائيل، كما قال ترامب فى جولاته الانتخابية ان سبب نجاح عملية طوفان الأقصى هو توفر الأموال مع طهران، ولكنه لم يستكمل بقية الأسباب، حيث تناسى ترامب ان الولايات المتحدة الأمريكية هى التى دفعت الأموال وان طوفان الأقصى هو نتيجة لاعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقله للسفارة الأمريكية إلى القدس، وان طوفان الأقصى هو نتيجة لسنوات طويلة من القهر والقتل والإبادة الجماعية والمجازر والمذابح ضد المدنيين من الأطفال والنساء والمسنين، وعدم تنفيذ القرارات الدولية وعدم الاعتراف بدولة فلسطين ولذلك كان طوفان الأقصى الشرارة التى اشعلت قلوب الفلسطينيين للمطالبة بحقوقهم المشروعة، وعلى الرغم من المخططات والمؤامرات والتموجات التى تتسارع فى المنطقة ستظل مصر هى رمانة الميزان فى الخريطة الجيوسياسية والعسكرية بالشرق الأوسط ضد المشروع الصهيوأمريكى وأى مشروعات أخرى فى المنطقة، فمصر قادرة على تحمل كل الأعباء بمفردها عبر ثبات موقفها وقدرتها على مواجهة القوى الاقليمية، وهى احد الأطراف الفاعلة والمؤثرة فى القضية الفلسطينية وفى إرساء حالة الأمن والاستقرار فى ليبيا وسوريا والسودان، لذلك مطلوب رؤية عربية موحدة فى مواجهة كافة الاخطار ،وستظل مصر دائما رغم أنف كل حاقد أو حاسد.