> اترقب بأمل كبير ما سوف يتخذه وزير السياحة والاثار شريف فتحى من قرارات فى العبء الكبير الذى عليه ان يواجهه.. عبء تجهيز وتحضير وانشاء متطلبات تحقيق الاستراتيجية السياحية التى تقول بأن نحقق فى عام 2028 ثلاثين مليون سائح وثلاثين مليار دولار..
> وقد كانت هذه الاستراتيجية معلنة عندما جاء الوزير السابق إلى الوزارة..وقد انجز هذا الوزير بلا شك الكثير.. خاصة فيما يتعلق بالاصلاح التشريعى لقوانين السياحة التى بدأها الوزير الاسبق واستكمل غالبيتها الوزير السابق.. وهو جهد بلا شك كبير..توج بعودة المجالس المنتخبة لتشكيلات القطاع الخاص السياحي.. بعد نحو أربع سنوات اديرت هذه المجالس من خلال لجان تيسير مؤقتة.. لكن الاسهام المطلوب فى تجهيز ادوات تحقيق الاستراتيجية السياحية كان شديد البطء.. خاصة فى مجال تجهيز الغرف الفندقية المطلوبة لاستيعاب الرقم المطلوب تحقيقه وهذا هو العبء الاكبر الذى على الوزير شريف فتحى ان يتصدى له..
> ولهذا فأنا اشفق فعلا على الوزير شريف فتحى واشعر ان هناك وقتا طويلا قد ضاع.. وانه لم يعد لدينا بعد ما ضاع ترف اضاعة المزيد من الوقت.. يكفى ما ضاع..
>>>
> واملى ان يشرع الوزير الجديد على الفور فى تهيئة الفرص لاقامة الغرف الفندقية المطلوبة.. ووضع الحوافز اللازمة لجذب الاستثمار المحلى والخارجي.. وقبل كل شئ تهيئة الاراضى والمواقع التى ستقام فيها هذه الغرف.. ووضع شروط وضوابط الحصول على هذه الاراضى بشكل يجذب المستثمرين ويخفف العبء الاقتصادى عن كاهل المشروع.. ويسبق هذا بطبيعة الحال عبء تحديد المواقع التى نحتاج إلى اقامة منشآت فندقية فيها.. وهو وحده عبء كبير..
> وقد ابدى الوزير السابق احمد عيسى اهتماما باعادة تشغيل الفنادق المغلقة.. وهو امر يستحق مزيدا من الجهد.. لانه يضيف طاقة فندقية جاهزة أو شبه جاهزة.. وهناك امثلة كثيرة لهذه الفنادق فى القاهرة وخارج القاهرة.. مازالت مغلقة لاسباب بعضها غامض ويستدعى الدهشة..
> وإلى جانب هذا هناك حلول سريعة وتسهم فى توفير طاقة اقامة مختلفة منها بعض الاقتراحات التالية:
> بعض العمائر التى يمكن تحويلها إلى شقق فندقية فى مواقع مختلفة ..هى أيضا حل قريب ويسير.. يمكن ان يسهم فى هذا الامر..
> القصور ودور الوزارات التى لم يحدد مصيرها حتى الآن ستكون اضافة هامة عند تحويل ما يصلح منها للاستخدام الفندقي..
> الريف المصرى يمتلئ بعشرات بل ربما مئات من القصور.. وبعضها مهمل.. ولكنها كنز اذا امكن تهيئتها للاسخدام الفندقي.. وهى قد تفيد أيضا فيما يسمى السياحة الريفية.. والتى سنفرد لها حديثا خاصا فيما بعد.. اذا امكن التوسع فيها والترويج لها..
> اضافة وحدات فندقية إلى الفنادق القائمة الآن، قد يكون أيضا حلا سريعا ويسيرا يستفيد بخدمات الفندق ويوفر طاقة اضافية فى الفنادق العائمة..
> الاسهام فى استعادة الفنادق العائمة غير المجددة.. بالاسراع فى تجديدها وتوفير التمويل اللازم لها.. سيضيف طاقة مطلوبة إلى السياحة النيلية..
> فتح الباب لتقنين الشقق المفروشة وادخالها إلى منظومة السياحة سيفيد فى توفير المزيد من الطاقات سواء للموجودة حاليا.. أو التى يمكن ان تنضم للمنظومة ..بالمناسبة توجد فى لبنان غرفة سياحية لاصحاب الشقق المفروشة.. ويمكن ان تكون هذه شعبة من شعب غرفة الفنادق لدينا ..
> اقامة معسكرات شاطئية تصلح للسياحة الداخلية.. وسياحة الاسر التى حرمت من السفر فى ظل الاسعار الفلكية الان للفنادق.. وتصلح لسياحة الشباب أيضا.. واعداد سياح المستقبل خارج هذه المعسكرات فيما بعد..
> تشجيع بيوت الشباب على اقامة أماكن للاقامة ونزل الشباب فى مواقع عديدة لشباب الخارج وشباب الداخل أيضا..
> العودة إلى اقتراحات رئيس مجلس الوزراء د.مصطفى مدبولى التى طرحها على المستثمرين منذ فترة طويلة ولم تجد تفعيلا.. رغم سخاء العروض التى قدمها رئيس الوزراء.. والتى يمكن الترويج لها من جديد داخليا وخارجيا..
>>>
> هذه بعض أفكار سريعة قد تسهم مع غيرها فى تحقيق قدر كبير من الطاقة الفندقية المطلوبة.. ولكنها لا تغنى عن اقامة الفنادق فى المناطق التى تحتاج إلى طاقة فندقية اضافية وخاصة فى القاهرة والأقصر وأسوان والساحل الشمالي.. والأخير على وجه الخصوص يحتاج إلى مزيد من الطاقة الفندقية.. ولكل المستويات وليست المستويات الفاخرة فحسب.. ولابد من عمل ما يناسب الطبقة المتوسطة على الاقل.. حتى لا تحرم هذه الطبقة من الاستمتاع بالسياحة فى بلدهم فى ظل الاسعار الفلكية التى نسمع عنها..
>>>
> تأخرنا أيضا فى الاستجابة لمطالب القطاع السياحى الخاص بتيسير استيراد سيارات أتوبيس ذات استعمال خفيف.. يمكن ان تخضع لشروط معينة.. وهذا يسارع بحل أزمة النقل السياحى فى مصر التى ارتفعت اسعاره بشكل مبالغ فيه.. ويوفر فى نفس الوقت احتياجات الحركة السياحية.. كما يوفر أيضا فى حجم العملة الصعبة التى نحتاجها لاستيراد اتوبيسات جديدة.. مع استخدام الانتاج المحلى بقدر الامكان..
>>>
> آلاف بل ربما مئات الألوف من الوظائف الجديدة ستتاح للخريجين الجدد.. وأخرى لمن سيعاد تأهيلهم للعمل فى وظائف فندقية ستحتاجها الطفرة السياحية المنتظرة.. والتدريب لهؤلاء جميعا هو تحد اخر لا بد من الاسراع به.. حتى لا تتأثر الخدمة بتشغيل عمالة غير مدربة.. أو لعدم وجود التخصصات المطلوبة..
باختصار التحديات كثيرة.. وهذا جانب بسيط منها.. وقد ضاع وقت كثير منذ أعلنت الاستراتيجية السياحية دون ان نعد انفسنا لمتطلباتها.. اعان الله وزير السياحة والاثار شريف فتحى على النهوض بالاعباء المتراكمة.. واقول مرة أخرى لم يعد لدينا وقت نضيعه.