الجمهوريون يستغلون الموقف.. ويطالبون بإقالته طبقا للمادة 25 من الدستور
حاول الحزب الديمقراطى فى الولايات المتحدة السيطرة على أداء الرئيس الأمريكى جو بايدن خلال فترة حكمه المستمرة منذ 3 سنوات ونصف السنة ومع تكرار زلات بايدن وتدهور غير معترف به فى حالته الصحية، جاءت المناظرة الشهيرة مع منافسه الجمهورى دونالد ترامب لتطلق رصاصة الرحمة على حملة بايدن.
منذ تولى الرئيس الأمريكى منصبه، كان على مساعديه مهمة صعبة وهى وضع خططا دقيقة لإخفاء زلاته، من التعثر إلى التلعثم والنسيان. كما تضمنت الخطط اختيار الأماكن التى يمشى فيها بعناية، واختيار الأحذية التى تمنعه من السقوط، وتقصير جدول أعماله حتى يحصل على مزيد من النوم.
وبالرغم من نجاح المساعدين إلى حد ما فى مهمتهم، إلا أنهم واجهوا اتهامات بالتورط فى إخفاء تدهور حالته الصحية قبل أن يتضح ذلك واضحا أثناء المناظرة التى جمعته بدونالد ترامب. فمنذ أداء بايدن «الكارثي» فى المناظرة، تسربت المزيد من التفاصيل حول كيفية جدولة مساعدى البيت الأبيض ليومه.
حيث تمت جدولة معظم مواعيده بين الساعة 10 صباحا و4 مساء، لأن هذا هو الوقت الذى يكون فيه بايدن «منخرطا بالعمل بشكل موثوق»، وفقا لما ذكره موقع «أكسيوس».
وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» أن استعداداته للمناظرة كانت أيضا خلال النهار حتى يتسنى له الحصول على قيلولة بعد الظهر. حتى أن زعماء العالم بذلوا قصارى جهدهم للتكيف مع جدول أعماله الأكثر صرامة، لكن الأمر لم ينجح بعد.
يذكر أن المطالب بتنحى بايدن عن حملته الانتخابية تصاعدت بعد أدائه الباهت حتى من أقرب مؤيديه مثل الرئيس الأسبق باراك أوباما ونانسى بيلوسى رئيسة مجلس النواب السابقة، وبعد اعلان انسحابه من السباق الرئاسى أصبح الرئيس الأمريكى فى أخر 6 أشهر من حكمه مفلسا سياسيا لا يقدر على اتخاذ قرارات مصيريه، لتصبح مهامه فقط تسيير أعمال، وهو المصطلح المتعارف عليه فى الولايات المتحدة بـ»البطة العرجاء».
وفى تفاصيل اعلان الانسحاب، كشفت صحيفة واشنطن بوست أن الرئيس الأمريكى الذى كان متواجدا فى منزله بولاية ديلاوير، اتصل هاتفيا السبت بستيف ريكيتي، مستشاره وطالبه بالحضور بصحبة مايك دونيلون، كبير الاستراتيجيين وكاتب خطابات الرئيس، وحضر الرجلان ليبدأ العمل حتى وقت متأخر من ليل السبت حيث عمل الثلاثة على أحد أهم الرسائل التاريخية لرئاسة بايدن وهى إعلان قراره بإنهاء حملته الانتخابية.
وفى النهاية، اختار بايدن الإعلان عن قراره بالانسحاب من سباق الانتخابات الرئاسية الامريكية عبر رسالة وعمل على صياغتها مع دونيلون، بينما ركز ريكيتى على الخطوات التالية للإعلان.
قالت واشنطن بوست، إن بايدن اعتمد السرية التامة فى قراره حيث لم يخبر الرئيس موظفيه إلا قبل دقيقة واحدة من إعلانه، على وسائل التواصل الاجتماعي، كما علمت نائبة الرئيس كامالا هاريس، التى أيدها بايدن لخلافته فى الحصول على ترشيح الحزب الديمقراطى بقراره، الأحد.
انسحاب بايدن الديمقراطى كان بمثابة فرصة للجمهوريين لتصفية الحسابات، فقد دعا رئيس مجلس النواب الأمريكى مايك جونسون (جمهورى من لويزيانا) – قد دعا – الرئيس الديمقراطى جو بايدن إلى ترك منصبه بعد إعلان انسحابه من الانتخابات. وقال جونسون، الذى يلى بايدن فى ترتيب الرئاسة بعد نائبة الرئيس «إذا لم يكن جو بايدن مؤهلا للترشح للرئاسة، فهو غير مناسب للعمل كرئيس. يجب عليه الاستقالة من منصبه فورا.
كما أيد المرشح لمنصب نائب دونالد ترامب، جى دى فانس نفس المطلب وكتب على موقع «إكس»: «إذا أنهى جو بايدن حملة إعادة انتخابه، فكيف يمكنه تبرير بقائه رئيسا؟». بينما طالب آخرون، حكومة بايدن بإقالته من منصبه من خلال تفعيل التعديل الـ25 للدستور الأمريكي.
وينص التعديل الـ25 من الدستور الأمريكى على أن نائب الرئيس يجب أن يحل محل الرئيس فى حالة وفاته وهو فى منصبه أو استقالته، أو إذا أعلن أعضاء حكومة الرئيس أنه غير قادر على أداء واجبات منصبه. وبموجب التعديل، يمكن لنائب الرئيس و15 مسئولا رئيسيا فى الحكومة تقديم «إعلان كتابي» يفيد بأن الرئيس «غير قادر على القيام بسلطات وواجبات» الرئاسة.
ويتم بعد ذلك إرسال هذا الإعلان إلى رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الشيوخ، وعندها «يتولى نائب الرئيس على الفور» صلاحيات الرئاسة، وفقا للمادة 4 من التعديل الـ25. ويمكن للرئيس بعد ذلك استخدام حق النقض ضد إعلان مجلس الوزراء واستئناف منصبه كرئيس.
بعد ذلك، سيكون أمام الإدارة الأمريكية ونائب الرئيس فترة 4 أيام لتقرير ما إذا كان سيتم تجاوز اعتراض الرئيس بشكل فعال أم لا، وعند هذه النقطة سيكون أمام الكونجرس 48 ساعة للإقرار. ويحتاج القرار إلى أغلبية ثلثى المجلسين ليصبح نافذا وهو أمر غير متوقع.