مشكلة الرياضة المصرية المزمنة عندنا أننا شعب يكتفى بالفرجة على الرياضة ولا يمارسها ..ولذلك فإننا سنظل نعانى دائما من عدم وجودة قاعدة رياضية واسعة وحقيقية تؤهلنا لبناء نهضة حقيقية فى الرياضة للمنافسة فى البطولات العالمية والدورات الأوليمبية .
اختفت الملاعب فى المدارس تقريبا بعد أن تحولت إلى مبان وفصول مدرسية.. ومراكز الشباب والأندية الشعبية لم تعد تستوعب الشباب للنقص الشديد فى الملاعب والمرافق الرياضية.. فاتجه الغالبية منهم إلى الجلوس على المقاهى والكافيهات ..والتنطع فى الشوارع والنواصى .
وللأسف فإن العدد القليل من الأطفال والشباب الذين يمارسون الرياضة يواجهون مشاكل كثيرة وعلى رأسها الأعباء المالية التى تثقل كاهل أولياء الأمور.
الإهتمام فى مصر يتركز على الأندية الكبرى مثل الأهلى والزمالك التى تمتلك الإمكانات الملاعب وهما يمثلان الشريان الحيوى للمنتخبات الوطنية ومعهما بعض أندية المؤسسات والشركات.. بخلاف ذلك فإن باقى الأندية الشعبية تعانى من نقص الإمكانات والملاعب بعد أن أنهكتها ديون ومشاكل كرة القدم !!
لا أنكر جهود الدولة المصرية فى إقامة الكثير من المنشآت الرياضية وآخرها المدينة الأوليمبية الرياضية فى العاصمة الإدارية الجديدة .. وكذلك فى بعض الأقاليم .. ولكن لم نصل بعد إلى انتشار هذه المرافق والمنشآت بالشكل الذى يسهم فى جذب الشباب وتوسيع قاعدة الممارسة والمنافسة الرياضية.
من هنا فإن حصادنا من الميداليات سيظل محدودا.. ويتوقف على بعض الجهود والطفرات الفردية فى بعض اللعبات الفردية التى تعتمد على القوة والتحمل مثل رفع الأثقال والمصارعة والملاكمة على اعتبار أننا شعب حمول وصبور أو بعض اللعبات الأخرى مثل السلاح والتايكوندو والجودو.. أما بقية اللعبات الفردية وخصوصا الرقمية فإننا بعيدون عن المنافسة تماما على الميداليات.
وبخصوص اللعبات الجماعية فإننا كنا قريبين من الفوز بميدالية ولكن لم يحالفنا التوفيق واكتفينا بالمركز الرابع فى كرة القدم مرتين عامى 1928 و1964.. وفى كرة اليد المرة الأخيرة فى أوليمبياد طوكيو 2020.
فى أوليمبياد باريس الذى تنطلق منافساته غدا ببطولة القدم نشارك بثلاث لعبات جماعية هى القدم واليد والطائرة ..ونطمع فى انتزاع ميداليتين أو واحدة على الأقل ..ففى كرة القدم من الممكن التأهل للدور الثانى وقد يحالفنا التوفيق للتأهل لدورالثمانية كما حدث فى أوليمبياد طوكيو الأخير.. والأمل الأكبر على منتخب اليد فهو أكثر جاهزية واستعدادا واحتكاكا ويمكنه المنافسة على ميدالية.. أما الطائرة فأعتقد أنه من الصعب حتى المنافسة على مركز شرفى ..فالفريق وقع فى مجموعة قوية جدا تضم منتخبات متقدمة جدا فى اللعبة وهى إيطاليا والبرازيل وبولندا ومن الصعب الفوز على أى منها.. بل إن الطائرة المصرية التى شاركت فى خمس نسخ أوليمبية من قبل لم تحقق سوى فوز وحيد فى 19 مباراة خاضتها!!
أخيرا وليس آخرا.. كل التوفيق لبعثتنا الأوليمبية فى هذه المنافسات الأوليمبية الصيفية الساخنة ..ويارب نعود من باريس بعدد من الميداليات يزيد على ما حققناه فى طوكيو وماقبلها.