فى تقرير صادم لليونيسيف
تلقى الحروب والنزاعات بظلالها على الأطفال فتحرمهم من الحصول على الحق فى الحياة أو العيش الكريم فيتعرضون للمجاعات الناتجة عن سوء التغذية بسبب نقص الغذاء واضطرارهم للشرب من المياه الملوثة وفقدانهم للخدمات الصحية وخروج كثير من المستشفيات فى أماكن الصراعات من الخدمة كشف أحدث تقرير أصدرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة والأمومة «اليونيسف» نهاية الأسبوع الماضى عن أن هناك حوالى 181 مليون طفل دون سن الخامسة فى العالم أو واحد من كل أربعة أطفال يعانون من فقر غذائى شديد، وهو الأمر الذى يهدد بقاءهم على قيد الحياة ويقطن 65٪ منهم فى 20 بلداً فقط. ويعيش حوالى 64 مليوناً من الأطفال المتأثرين فى منطقة جنوب آسيا، فيما يعيش 59 مليوناً فى منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبري.
قال إنه فى قطاع غزة، أدى النزاع المستمر منذ أشهر والقيود المفروضة على المساعدات الإنسانية إلى انهيار أنظمة الأغذية والصحة، وتسبّب بتبعات كارثية على الأطفال وأسرهم. وكشفت البيانات التى تم جمعها من ديسمبر العام الماضى وحتى أبريل أن 9 من كل10 أطفال فى قطاع غزة يعانون من فقر غذائى شديد وهذا دليل على التأثير الفظيع للقيود المفروضة وللنزاع على قدرة الأسر على تلبية الاحتياجات الغذائية لأطفالها والسرعة التى يضع فيها هذا التأثير الأطفال تحت خطر سوء التغذية المهدد للأرواح.
أضاف أن الأزمة تتفاقم فى السودان حيث أصبحت حياة جيل من الأطفال السودانيين وتعليمهم ومستقبلهم على المحك. وعلاوة عن التأثير المباشر للعنف على الأطفال، فقد أدت الحرب المستمرة ونزوح الملايين إلى تفشى الأمراض والجوع. وحسب توقعات الامم المتحدة يعانى حوالى 4 ملايين طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد هذا العام، بما فى ذلك 730 ألف طفل من المتوقع أن يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد الذى يهدد حياتهم. يعانى السودان حاليا من واحدة من أسوأ الأزمات التعليمية فى العالم، حيث لا يتمكن أكثر من 90 بالمائة من الأطفال فى سن المدرسة البالغ عددهم 19 مليون طفل فى البلاد من الوصول إلى التعليم الرسمي. وفى وسط اقليم دارفور فى السودان بلغ سوء تغذية الأطفال مستويات الطوارئ، يُقدَّر 15.6٪ من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية شديد، بينما تصل النسبة إلى 30 بالمائة فى مخيم زمزم. وقد تفاقم الوضع فى الأشهر الأخيرة، فى ظل استمرار النزاع والإعاقة الشديدة للوصول الإنسانى، وتزيد أرجحية وفاة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية بـ 11 ضعفاً عنها بين الأطفال الذى يتلقون تغذية جيدة وهو الأمر الذى جعل ثلاث وكالات فى الأمم المتحدة الشهر الماضى تصدر تحذيرا ً من أنَّ جميع المؤشرات تدلّ على تراجع كبير فى وضع التغذية.
وفى الصومال التى تعانى من نزاع وجفاف وفيضانات، يعيش 63٪ من الأطفال فى فقر غذائى شديد وفى مجتمعات محلية شديدة الضعف، و80 ٪ من القائمين على رعاية الأطفال لم يتمكن أطفالهم من تناول الطعام لمدة يوم كامل.
قالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل إن الأطفال الذين يعيشون فى فقر غذائى شديد هم أطفال يعيشون على حافة الهاوية. ويعد ذلك واقع ملايين الأطفال الصغار حالياً، ويمكن لذلك أن يترك تأثيرات سلبية لا سبيل إلى إصلاحها على بقائهم ونموهم وتطور أدمغتهم.
أوضح السفير ايمن مشرفه مساعد وزير الخارجية الأسبق ان الصراعات التى تدور لا تخلو من ضحايا ولكن هذه الصراعات محمية باتفاقيات جنيف الاربعة والتى تشمل حماية المدنيين والأطفال والنساء وبالتالى فإن أى هجوم أو قتل يتعرض له المدنيون فإن القوة المهاجمة أو قوة الاحتلال التى تكون مسئولة من الناحية القانونية أو الناحية الاخلاقية من المفترض فى العمليات الحربية تكون بين المتحاربين ولا تمتد اثار هذا النزاع الى المدنيين باى شكل من الاشكال ولا البنية التحتية المدنية المرتبطة بحياة المدنيين.
أضاف ان اسرائيل قتلت واستهدفت حتى الآن حوالى 37 الفاً واصابت ما يقرب من 80 الفاً من المدنيين فى قطاع غزة وهى تعتبر جريمة ابادة جماعية لذلك فان محكمة العدل الدولية تصدت لها كاحدى الجرائم المنصوص عليها فى ميثاق المحكمة ان ما يحدث يمثل جريمة ضد القانون والانسانية والاخلاق ولابد ان العالم الحر يبدأ يتصدى لها ليس فقط بالكلمات ولكن بالأفعال.