السادات أذاع البيان الأول بصوته.. وطلب من المذيعين أن يبقوا بعيدًا عن هذا الموضوع
ثورة 23 يوليو رسخت مبادئ المواطنة بنشر التعليم وتحقيق المساواة بين المصريين
منعونى من الوقوف أمام الميكروفون لمدة عام ونصف العام.. وهذه حكاية «المذيع الصعيدى»
لم يكن أنور السادات مجهولاً لدى جيلنا.. وعندما رأيته فى الدور الثانى قلت ما جاء هذا الرجل إلا ليحقق ما يجيش فى صدورنا
اثنان وسبعون عامًا تمر هذه الأيام على ذكرى ثورة 23 يوليو 1952 التى غيرت وجه الحياة فى مصر والمنطقة، تلك الثورة التى حققت إنجازات اجتماعية وحضارية غير مسبوقة بالمجتمع، ورفعت من مبادئ المساواة وأتاحت التعليم ووفرته مجانًا لكل أبناء الشعب المصري.
كانت الثورة حدثًا فريدًا بكل مقاييس عصرها، ورغم كثير مما كُتب عنها وأفاض الكثيرون فى شرحه وتقديم خفاياه، يبقى للحديث عن هذه الثورة – فى ذكراها الـ 72 – بريقه وأهميته خاصة إذا كان الحديث يأتى من الشاهد الأول على لحظاتها الأولي، الإذاعى الكبير فهمى عمر رئيس الإذاعة الأسبق، والمذيع الذى وضعته الأقدار – وقتها – ليكون فى استقبال أنور السادات أحد الضباط الأحرار الذى تم تكليفه بإذاعة البيان الأول للثورة.
وما بين سيطرة الضباط الأحرار على مبنى الإذاعة القديم فى شارع الشريفين، وإلقاء أنور السادات البيان الأول وقعت أحداث مثيرة وتفاصيل خطيرة، يختص بها فهمى عمر «الجمهورية» فى هذا الحديث ويرويها لأول مرة بعد هذه الفترة من الزمن .. وإلى تفاصيل الحوار..
> فى البداية سألت الإذاعى الكبير فهمى عمر: اثنان وسبعون عامًا مرت على ثورة 23 يوليو 1952.. كيف ترى مسيرة مصر خلال تلك الفترة؟
– قال: أرى أنها مسيرة ناجحة، وقد أصبح لمصر عقب ثورة 1952 وضعها فى القارة الأفريقية، إضافة إلى وضعها على مستوى العالم، وقد رفعت هذه الثورة من شأن مصر وجعلتها معروفة بين الأمم. صحيح أن مصر لها تاريخ طويل وعريق، فلا ننسى قدماء المصريين، ولا ننسى الحقب الجميلة، لكن هذه الثورة جاءت بعد جهد حتى يرحل الاستعمار عن بلدنا. وفى هذه المناسبة أحيى هذه الثورة لأنها كانت السبب فى خروج الاستعمار من مصر وبالتالى من القارة الأفريقية، وكانت ثورة مصر هى الأساس الذى بُنيت عليه كل الثورات فى أفريقيا ورحل الاستعمار الأجنبى عن القارة.
مواعيد الإذاعة
> عندما تعود بالذاكرة 72 عامًا وباعتبارك المذيع المسئول عن الإذاعة المصرية فى هذا اليوم .. كيف تذكر يوم 23 يوليو 1952؟
– قال فهمى عمر: خلال تلك الفترة كانت الإذاعة المصرية تعمل على فترات متقطعة ولم تكن تذيع برامجها على مدار اليوم كما هو حاصل الآن حيث تعمل حاليا على مدار 24 ساعة دون توقف. فى تلك الأيام كانت الإذاعة تقدم برامجها على فترات وهي: فترة الصباح وتبدأ الساعة 6,30 وتنتهى فى 8,15، ثم فترة الضحى وتبدأ فى العاشرة وتنتهى فى الحادية عشرة، ثم فترة بعد الظهر من الساعة 2 إلى 3,30، ثم فترة المساء والسهرة من الساعة الخامسة إلى أن نقرأ نشرة الأخبار الساعة 11، وينتهى الإرسال.
وكل مذيع – حسب الجدول – له فترة صباحية يستيقظ فيها الساعة الخامسة صباحًا، ثم تأتى له سيارة الإذاعة الساعة السادسة لكى تحضره إلى دار الإذاعة فى 4 شارع الشريفين. ومن حُسن حظى أننى كنت المذيع الذى شهد فجر الثورة المصرية، حيث كنت مذيع يوم الأربعاء من كل أسبوع، والثورة قامت يوم الأربعاء 23 يوليو 1952.
أذكر أننى انتظرت سيارة الإذاعة فى ذلك اليوم ولم تأت، فأخذت تاكسى وذهبت إلى الإذاعة، وفى مدخل شارع الشريفين من ناحية شارع صبرى أبو علم وجدت طابورًا من الجند يمنع الناس من دخول الشارع، ومنعنى أحد الضباط، وعندما رأنى بواب الإذاعة جرى عليه وقال له: هذا هو المذيع. فرحب بى الضابط الذى كان يقف على رأس الطابور، وكان بدرجة ملازم أول، وقال لي: تفضل.
– فسألته: ما هى الحكاية؟
– قال: ستعرف كل حاجة لما تطلع فوق
وكانت الاستوديوهات فى 5 شارع علوى الموازى لشارع الشريفين، فصعدت سلالم الإذاعة للدور الثانى وهى بالمناسبة 64 درجة سلم، فوجدت مجموعة من الضباط يتحلقون شابًا أسمر اللون، على كتفه رتبه مقدم «بكباشي»، فعرفته على الفور، إنه أنور السادات. لم يكن أنور السادات خفيًا على أبناء جيلي، كانت له مواقف عديدة جدًا.. حكاية العوامة والراقصة هند فهمى والجاسوس الألمانى والهروب من المعسكرات والهروب من الحبس، وكانت له قصص كثيرة جدًا، فكان معروفًا لنا – نحن شباب تلك الأيام – إنه من المكافحين والمناضلين ضد الانجليز، ويبغى رحيل الاستعمار.
فقلت بينى وبين نفسي: ما جاء هذا الرجل فى تلك اللحظة إلى الإذاعة إلا لكى يحقق ما يجيش فى قلوبنا من آمال، وليكون بداية لتحقيق ما يجيش فى أنفسنا من رغبة فى رحيل الاستعمار.
هذا ما دار فى ذهنى قبل أن أعرف شيئًا عن الثورة.
صافحته فرحب بى ترحيبًا شديدًا وطمأنني، لأنى كنت قلقًا بسبب المنظر الذى لم أره من قبل.
– قال لى أنور السادات: اليوم لدينا بيانات نريد إذاعتها .. فمتى تبدأ الإذاعة؟
– قلت: 6,30
– فقال لي: بمجرد فتح الإذاعة.. أنا سأقول البيان، هناك بيان سُيلقي.
دخلنا الاستوديو سويًا، واستعد السادات لإلقاء البيان عقب دقات الساعة.
– وقلت للسادات مُقترحًا: أنه بعد أن تدق الساعة ونفتح الإذاعة نقدم للمستمع موسيقى مارش عسكرى لكى تحمسه، فلنقدم هذه الموسيقى وبعد دقيقة واحدة نخفض من الصوت، ثم أقدم سيادتك
– فقال: موافق
– بدأ الإرسال، وقلت: أعلنت ساعة جامعة فؤاد الأول السادسة والنصف، وإليكم فترتنا الصباحية نبدأها بموسيقى مارش عسكري.
وبعد دقيقة واحدة فقط، اتصل بى المهندس بالتليفون الداخلى بعد أن أضاء لى النور الأحمر داخل الاستوديو.
– قال لى المهندس: قول للأخ الذى أمامك – ويقصد أنور السادات – إن ما سيقوله لن يسمعه أحد لأن الإرسال انقطع من أبوزعبل. فلا توجد إذاعة.
– فأغلقت الميكروفون وقلت للسادات: يا افندم أحب أقول لسيادتك حاجة .. الأمر كذا.
– فقال السادات منفعلًا: يعنى إيه؟
– قلت: الإرسال يبدأ من الشريفين، ويصل إلى أبوزعبل فى أسلاك تليفونية، وتستقبله محطات الإرسال هناك، وتقوم ببثه فى الهواء فتلتقطه أجهزة الراديو.
شعر السادات بالصدمة وبُهت، ثم خرج من الاستوديو، وأنا استمررت فى العمل كما هو مخطط فى برنامجى لربما يصل الإرسال فى أى لحظة فيجد مادة كأنى أذيع.
خرج السادات، وفى الساعة السابعة والثلث كانت الأمور قد استتبت، حيث ذهبت وحدات من الجيش واحتلت محطة أبوزعبل، وأعادت تشغيل محطات الإرسال، وعاد الإرسال الإذاعي.
– قلت للسادات: أنا لى رأي
– قال: ما هو؟
– قلت: نشرة الأخبار بعد 10 دقائق، ونشرة أخبار الساعة السابعة والنصف صباحا مسموعة، ويتابعها كل الموظفين قبل أن يخرجوا من بيوتهم، فأنا من رأيى أن بيان سيادتك يكون فى مستهل النشرة.
– فقال لي: فكرة .. ووافقنى على الأمر مباشرة
– خرجت على الهواء وقلت: أعلنت جامعة فؤاد الأول السابعة والنصف، وإليكم أولى نشراتنا الإخبارية نستهلها ببيان من القيادة العامة للقوات المسلحة يلقيه مندوب القيادة « طلب منى أن أقول مندوب القيادة». وخرج صوت أنور السادات بالبيان الشهير.
– قال لى السادات: أنتم كمذيعين إحنا عاوزين نخرجكم من الحكاية دى .. الضباط الموجودون بالخارج سيقومون بإعادة قراءة البيان مرة واثنين وثلاثة. وغادر أنور السادات بعد أن ألقى البيان الأول بصوته، وكل خمس دقائق يدخل أحد الضباط ويقرأ البيان حتى أنهينا الإرسال الساعة 8,30 صباحًا. وهكذا أذيع بيان الثورة.
قطع الإرسال
> إذن أتوقف أمام واقعة قطع إرسال الإذاعة .. من الذى تورط فى هذا العمل من وجهة نظرك؟
– نحن دخلنا الاستوديو الساعة 6,20 لأن الإذاعة تفتح الساعة 6,30، وعندما جلسنا فى الاستوديو كان السادات يحضر نفسه، وعندما قلت على الهواء: أعلنت ساعة جامعة فؤاد الأول السادسة والنصف صباحًا ونستهل هذه البرامج بموسيقى مارش عسكري، هذا الكلام أذيع على الهواء فعلًا، وبعد دقيقة أو دقيقتين اتصل بى مهندس غرفة المراقبة، وأبلغنى بقطع الإرسال من أبو زعبل، وأنه لا أحد يسمع الراديو، وأنتم تقولون كلامًا لا أحد يسمعه. وأنا أبلغت السادات بذلك لانقطاع الارسال من أبوزعبل، فشعر السادات بالانزعاج وقتها لأنه لم يكن يتوقع ذلك، فاتصل بهم وسيطروا على محطة أبوزعبل، وعاد الإرسال الساعة 7,20 مرة أخري، وأذيع البيان 7,30.
> من الذى قطع الإرسال من «أبوزعبل»؟
– قال فهمى عمر: آه .. الملك طبعًا، ومرتضى المراغى الذى كان محافظ القاهرة، الملك قطع الإرسال لكى يمنع إذاعة البيان، والزبانية الذين هم حول المك فاروق قاموا بقطع الإرسال، عندما سمعوا بتحركات الثورة، وأن الإذاعة احتلت، فقرروا قطع الإرسال من «أبو زعبل»، وعندما يتصل محافظ القاهرة بالمهندس فى أبوزعبل ويطلب منه قطع الإرسال، لن يقول له: لا.
وهذا تسبب فى تأخير إذاعة بيان الثورة لمدة ساعة.
> وماذا حدث بعد ذلك؟
– بعد أن أنهينا الفترة الأولى الساعة 8,30 أنا خرجت، وحكمت بينى وبين نفسى أن الثورة قد نجحت، لماذا؟ لأنى وجدت المقاهى الموجودة بشارع الشريفين تحتفى بجنود الجيش الموجودين. وجدت من يقدم لهم الشاى ومن يقدم السندويتشات ومن يهتف تعيش الثورة ويسقط الملك. فرأيت بعينى وسمعت بأذنى نجاح الثورة صباح يوم 23 يوليو.
إنجازات يوليو
> باعتبارك شاهدًا وبعد 72 عامًا .. ماذا تحقق من يوليو 1952؟
أضرب تعظيم سلام لثورة 23 يوليو لأنها كانت المعول الرئيسى فى رحيل الاستعمار الذى عانينا منه أكثر من 70 عامًا، وحاولنا جاهدين ليرحل المستعمر، وكانت الثورة هى الِأساس الذى بُنيت عليه عملية إجلاء الإنجليز ليس عن مصر فقط، بل عن القارة الأفريقية، وكان الدور الكبير للثورة المصرية أن حفزت كل الثوار فى القارة الأفريقية لأن يقوموا بثوراتهم وأن يهتفوا بسقوط الاستعمار، وبالتالى ثورة مصر كانت هى الأساس فى كل ما تلاها من ثورات.
> التاريخ حلقات متصلة .. ما أوجه الشبه بين 23 يوليو 1952 و30 يونيه 2013؟
– قال فهمى عمر: ثورة 23 يوليو كانت هى الأساس والبداية لكل ما شهدته مصر من ثورات بعد ذلك، والناس أخذت الجرعة منها.
> وما القاسم المشترك بين 23 يوليو وما تلاها من ثورات؟
– القواسم المشتركة كثيرة جدًا، هدف كل ثورة من الثورات الإصلاح، سواء كان إصلاحا إداريا أو إصلاحا قانونيا أو إصلاحا عسكريا. وكل الثورات التى جاءت بعد ذلك كان الأساس فيها هو ثورة 23 يوليو لكن ماحدث فى ثورة 30يونيو أنها حررت مصر من الجماعة الإرهابية التى كانت ستدمر البلد تماماً بفكرها المتطرف الاقصائى وكما انجبت 23 يوليو زعيم قاد مصر لاستعادة مكانها انجبت 2013 زعيم وطنى يقود الدولة لإعادة البناء واستعادة قوتها ومكانتها وهذه هى المؤسسة العسكرية التى تقدم رجال مخلصون وطنيون.
> وكيف كان الدور الذى لعبته شخصية الرئيس عبد الناصر فى نجاح تلك الثورة؟
طبعا .. عندما قامت الثورة كان محمد نجيب هو «عريس الثورة»، ولكن جاء عبد الناصر بعد ذلك وكان هو الرئيس الفعلى لها، وهو مُفجر الثورة ليس فى مصر فحسب بل فى كل بلدان العالم، وكان هو القدوة لكل الثوار فى أنحاء العالم الذين رحل الاستعمار عن بلادهم.
> جهود الحفاظ على الدولة المصرية من مخططات هدمها.. كيف تراها على مدار السبعين عامًا الماضية ما بين 1952 و2013؟
– الثورة المصرية كانت سببا فى انتشار التعليم، وتوزيع أراضى كبار الملاك على صغار المزارعين وأنشأت المدارس وجعلت التعليم مجانيًا، ويسرت الحياة أمام كل المواطنين، وطبعا الثورة كانت لها إيجابياتها الكبيرة وجعلت من مصر دولة مرموقة مسموعة، ولولا ثورة 23 يوليو ما كنا قد نجحنا فى تأميم قناة السويس واستعادتها وهو أيضا ماحدث فى ثورة 30 يونيو استعادت مكانة مصر ونفوذها.
> حرصت ثورة 23 يوليو على دعم المواطنة بمفهومها الشامل.. ما شهادتك على ذلك؟
– طبعا جاءت الثورة لكى تساوى بين الجميع، فأصبح المصريون جميعًا سواء من الناحية القانونية والتعليم المجانى لكل الناس، ولم يكن أحد يستطيع أن يتعلم إلا الموسرون فقط، فانتشرت المدارس، وانتشرت المستشفيات فى كل القري، وكل هذه الأمور كانت من نتائج ثورة 23 يوليو التى كانت فاتحة على كل ما جاء على مصر من مشاريع.
> وماذا عن إنجازاتها على الصعيد المجتمعي؟
– انتشار المدارس والجامعات، والتليفزيون. والإذاعة أصبت تذيع على مدار 24 ساعة، ونشأت إذاعة صوت العرب، والإعلام المصرى كان هو المُسيطر على أنحاء العالم العربي، كل هذه الأمور من ثمار الثورة.
المذيع الصعيدي
> بعد أن التقيت الرئيس أنور السادات لأول مرة.. هل تكررت اللقاءات لاحقًا؟
– نعم .. التقيت به كثيرًا، وكان كلما يقابلنى يضحك ويقول: «المذيع الصعيدى الذى فتح لى الميكروفون». وكنت معروفًا باسم المذيع الصعيدي. لأننى عندما دخلت الإذاعة كانت تغلب عليَّ اللهجة الصعيدية، فصدر القرار بتعيينى ولكن لا أقف أمام الميكروفون إلا بعد أن أتخلص من اللهجة الصعيدية. وكان من بين الكتاب واحد اسمه الأستاذ جليل البنداري، فكتب عمودا فى مجلة «آخر ساعة» عن المذيع الصعيدي، ومنذ ذلك التاريخ أصبح يُطلق على هذ اللقب، ومكثت نحو عام أو عام ونصف العام أتخلص من لهجتى الصعيدية، فقالوا لي: إن لم تتكلم «قاهري» فلن تعمل مذيعًا، وقد كان. وأذكر أن السادات دعانى وأسرتى لحضور حفل زفاف ابنته لابن عثمان. وجاء لزيارة مصنع الألومنيوم فى نجع حمادى سنة 1974، وكنت ضمن المجموعة الإذاعية التى ذهبت لمتابعة الزيارة، ورحبت به فى نجع حمادي، وكان يعرف المنطقة إبان خروجه من الجيش وزارها كثيرا.
> ما آخر مرة رأيت فيها الرئيس السادات؟
– آخر مرة رأيته قبل اغتياله بنحو عامين أو ثلاثة، حيث كنا فى سيوة، وكنت ضمن الإذاعيين الذين ذهبوا لتغطية زيارة الرئيس السادات.
> فى أى مرحلة توليت رئاسة الإذاعة؟
– توليت رئاسة الإذاعة من سنة 1982 حتى نهاية 1988 لمدة 6 سنوات.
> بأى قدر نجحت ثورة 23 يوليو فى مواجهة التحديات الموجودة وقتها؟
– والله على قدر أهل العزم تأتى العزائم، والثورة عملت كل ما تستطيع أن تعمله، ويكفى مجانية التعليم وهذا أبرز شيء فى المواطنة، زمان كان المقتدر فقط هو من يبعث ابنه للمدرسة الابتدائية، والثورة نشرت التعليم وانتشرت المدارس فأصبح التعليم مُتاحًا. والثورة جعلت الجميع سواسية، وعلمت الناس، وأنشأت المستشفيات.
ويختتم فهمى عمر شهادته قائلاً: 23 يوليو ليست حدثًا مصريًا فقط، بل امتدت آثارها إلى العالم العربى وكل العالم الذى كان يرزح تحت الاستعمار، فاتخذت الدول التى كانت مُستعمرة من مصر مثالًا لكى يرحل الاستعمار عنها. والثورة هى التى أججت المشاعر وأشعلت القلوب والنفوس لكى يقوم أى شعب محتل بثورته لرحيل الاستعمار. وثورة 23 يوليو كانت الأساس الذى بنيت عليه ثورات العالم كله.