فى أجواء متقلبة وطقس غير مستقر يتناسب مع تلك الشهور الشتوية شديدة البرودة، نتابع على الهواء مباشرة حالة «السوق السوداء» التى تسبق حالة الوفاة الكلية، يحاول البعض إنعاش تلك السوق بإدخالها غرفة العناية الفائقة أملاً فى استمرارها على قيد الحياة، لكن الدولة وأدواتها أبت إلا أن تتحول تلك السوق إلى ذكري، حررت الدولة شهادة وفاة السوق السوداء وأعدت شواهد القبور لتكون دليلا للزائرين الباحثين عن عظة وعبرة ودرس، الأجواء الجنائزية التى ينصبها تجار السوق السوداء تواجهها الأجواء المتفائلة التى صنعتها أيادى الدولة ورجالها فى صمت وحكمة بالغة، الآن نتابع معركة فاصلة ومباراة نهائية بين تجار الأحباط وصناع الأمل على بطولة السوق السوداء الدولارية، نعلن أننا لدينا ثأر تاريخى مع الدولار وتجاره وسماسرته ومريديه وحائزيه، لقد قررنا قهر الدولار بالانقضاض المخطط على سوقه السوداء التى يديرها البعض لحساب أطماعهم الرخيصة، الدولة اتخذت حزمة من الإجراءات المتناغمة والمتكاملة والمتزامنة يمكن رصدها فى النقاط التالية:
– إنهاء الاتفاق مع صندوق النقد الدولى وإعادة جدولة الديون والحصول على تمويلات إضافية تقدرها الدوائر المتخصصة بسبعة مليارات من الدولارات تدخل البنك المركزى خلال أيام قليلة قادمة.
– موافقة الاتحاد الأوربى على حزمة تمويلية إضافية لمصر قدرها الخبراء المعنيين بعشرة مليارات دولار تدخل البنك المركزى خلال أسابيع.
– عوائد دولارية من المشروع الاستثمارى التنموى الضخم فى رأس الحكمة تقدر بـ 22 مليار دولار تدخل البنك المركزى خلال أسابيع ايضاً.
– انطلاق خطة الطروحات الحكومية للشركات والمؤسسات المحددة منذ عام والتى ينتظر أن تدر عائدا دولاريا لا يقل عن ستة مليارات دولار خلال هذا العام.
– ومن خلال الحملات المكثفة لوزارة الداخلية وكافة الأجهزة الرقابية على أوكار السوق السوداء وتجار العملة وصبيان وأباطرة «الشغلانة» تم محاصرة وتجفيف المنابع وقطع خطوط الاتصال بين الرؤس والأجساد والأطراف مما اصاب السوق بحالة شلل رعاش.
– انعكس وينعكس ذلك على سوق الذهب الموازى الذى يؤثر ويتأثر بما يدور فى السوق السوداء للعملات الصعبة.
– انخفاض قيمة الدولار أمام الجنيه فى السوق السوداء بمقدار 30٪ خلال اليومين الماضيين.
– انخفاض سعر الذهب عيار 21 بمقدار 500 جنيه فى يوم واحد.
– انخفاض أسعار الأرز لأرقام قياسية لأول مرة منذ اندلاع الأزمة.
– الحملات المكثفة والمستمرة على الأسواق لضبطها ووضع الأمور فى نصابها بعد مرحلة الفوضى العارمة أدى إلى ظهور ملايين الأطنان من السلع المخزنة والمحجوبة عن السرب انتظارا لارتفاعات جنونية شهدها السوق المصري.
كل هذه الإجراءات والتحركات المتزامنة ستؤدى حتما إلى تسريب الأمور المنفلتة وكشف خيوط المؤامرة التى حيكت ضد مصر واقتصادها فى إطار حزم الإجراءات العقابية الصامتة والسرية ضد الدولة المصرية.. تحيا مصر رغم أنف الكارهين والحاقدين والمرجفين والمتربصين والكائنات الرخوة وسكان الحى الرمادي.