أسقطت عملية طوفان الأقصى التى نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية حماس والجهاد وشهداء الأقصى وألوية الناصر فى قطاع غزة، بجانب حزب الله اللبنانى فى السابع من أكتوبر الماضى «نظرية الوطن الآمن» ليهود العالم التى روجت لها الصهيونية العالمية طوال عشرات السنين باعتبار الكيان الإسرائيلى هو أرض الميعاد التى تفيض لبنا وعسلا لكل يهود العالم.
المقاومة ومعها باقى الفصائل تمكنت خلال عملية طوفان الأقصى من تدمير الأسوار الحديدية والأسمنتية والجدران الإلكترونية التى صنعها الكيان الإسرائيلى حول قطاع غزة ونفذ عملية عبور جريئة للجانب الآخر والقضاء على فرقة غزة التى كانت تراقب قطاع غزة ليلاً ونهاراً بالمسيرات وتغتال الناشطين ولديها قدرات عسكرية فائقة تستطيع تدمير غزة، كل ذلك استطاعت المقاومة اجتيازه والقضاء عليها نهائياً، فضلاً عن مهاجمة معظم النقاط العسكرية التى تواجه قطاع غزة بالإضافة لمهاجمة المستعمرات الإسرائيلية فى الغلاف، ولو كانت حماس قد استعدت ونفذت عملية طوفان الأقصى بعدد أكبر من المقاومين أو وسعت بنك أهدافها لربما تمكنت من الوصول لنقاط أبعد ليس بعيداً عنها قواعد عسكرية جوية أو مفاعل ديمونة أو مدينة القدس المحتلة نفسها.
رغم عدد الضحايا الكبير من المدنيين الذى سقط فى العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة إلا أن الشعب الفلسطينى الحاضنة الشعبية الصامدة والدافعة للمقاومة لا يزال متمسكا بأرضه وسيظل كذلك ولم ولن يخرج من أرضه ولو سقط شهداء آخرون بمقدار من سقط منذ السابع من أكتوبر الماضى حتى الآن.
أما فى الشمال من أرض فلسطين المحتلة حيث الشعب اللبنانى الذى يتلقى كل يوم تهديدات عنترية من الكيان الإسرائيلى بإعادة لبنان إلى القرون الوسطى والعصور الحجرية، بعد تدخل حزب الله كجبهة إسناد للمقاومة الفلسطينية سيظل باقيا على أرضه ولن يخرج ولن يهرب.
حزب الله اللبنانى الذى يطلق يومياً عشرات الصواريخ والقذائف على ما يسمى الشمال الإسرائيلى والذى تحول إلى خراب أكثر من مرة استعداده وتأهبه للدخول فى حرب طويلة وتمكن من الحصول على معلومات دقيقة عن مواقع مهمة ومخازن أسلحة وموانئ وقواعد عسكرية من خلال مسيرات الهدهد التى أطلقها وتمكنت من تجاوز القبة التى يصفها الكيان الإسرائيلى بأنها حديدية وهو ما يعطى حزب الله إحداثيات دقيقة لصواريخه حينما يخرج جيش الكيان الإسرائيلى عن قواعد الاشتباك المقبولة ليمطر الكيان الإسرائيلى بأكثر من ثلاثة آلاف صاروخ أعلن الحزب عن جهوزيته لإطلاقها يومياً.
الخاسر الوحيد هو ما يسمى الشعب الإسرائيلى الذى تم استقدامه من بلدان العالم وزرعه فى مستوطنات غير شرعية بالقرب من غزة أو فى قلب الضفة الغربية أو فى الشمال بالقرب من الحدود اللبنانية، فبمجرد بدء عملية السابع من أكتوبر وتنفيذ عمليات فضائية من جانب عناصر المقاومة بالقرب من الضفة الغربية وبدء المناوشات مع حزب الله، حجز عشرات الآلاف منهم تذاكر العودة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا ودول أوروبا التى جاءوا منها بحثا عن الحياة الآمنة لهم بعيدا عن أرض فلسطين المحتلة التى يعلمون انها ليست أرضهم ولا تأتى ضمن أهدافهم كما أنها أصبحت وطنا غير آمن لهم.