مع استمرار إسرائيل فى حربها الغاشمة على قطاع غزة، واصل الكنيست تعنته وصوت أمس بأغلبية ساحقة ضد إقامة دولة فلسطينية، قبل أيام من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو للولايات المتحدة، استكمالًا للسياسة العدوانية فى حق الشعب الفلسطيني.
صادقت الهيئة العامة لـ«الكنيست» الاسرائيلية على مشروع قرار يرفض إقامة دولة فلسطينية، بعد القرار الذى اتخذه الكنيست فى فبراير الماضي، برفض الاعترافات الدولية «أحادية الجانب» بالدولة الفلسطينية.
وينص القرار على أن «الكنيست يعارض بشدة إقامة دولة فلسطينية غرب الأردن»، ويعتبر أن «إقامة دولة فلسطينية فى قلب أرض إسرائيل سيشكل خطرا وجوديا على دولة إسرائيل ومواطنيها، وسيؤدى إلى إدامة الصراع الإسرائيلى الفلسطينى وزعزعة استقرار المنطقة.
وقدم مشروع القرار عضو الكنيست، زئيف إلكين، عن كتلة «اليمين الرسمى»، وحظى الاقتراح بتأييد من المعارضة والائتلاف، بما فى ذلك أحزاب «اليمين الرسمي» والليكود، و«المعسكر الوطنى»، و«شاس»، و»يهدوت هتوراه»، و»عوتسما يهوديت»، و»يسرائيل بيتينو»، و»الصهيونية الدينية».
وفى تعليقه على تبنى الهيئة العامة للكنيست للقرار، قال رئيس حزب «اليمين الرسمي»، جدعون ساعر، إن القرار «يهدف إلى التعبير عن المعارضة الشاملة الموجودة لدى الشعب الإسرائيلى لقيام دولة فلسطينية من شأنها أن تعرض أمن إسرائيل ومستقبلها للخطر».
وأضاف أن القرار يمثل رسالة إسرائيلية موجهة إلى المجتمع الدولي، تفيد بأن «الضغوط «الدولية» الرامية إلى فرض دولة فلسطينية على إسرائيل لن تجدى نفعا».
يأتى هذا بينما توالت الادانات العربية والدولية للقرار، حيث أعربت فلسطين أنه لا سلام ولا أمن لأحد دون قيام دولة فلسطينية وفق الشرعية الدولية، مشيرة إلى أن الإرهاب هو الاحتلال الذى يشن عدوانًا مستمرًا لقتل الأطفال والنساء والشيوخ.
وقال الناطق الرسمى باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن الدولة الفلسطينية قائمة باعتراف العالم بأسره، وأن هناك 149 دولة عضوًا فى الأمم المتحدة تعترف بدولة فلسطين، وما زالت الاعترافات الدولية تتوالى لتؤكد أن تجسيد قيام دولتنا المستقلة لا يحتاج إذنا أو شرعية من أحد.
وأشار إلى أن هذه القرارات تؤكد إصرار إسرائيل والائتلاف الحاكم فيها على دفع المنطقة بأسرها إلى الهاوية، محملًا الولايات المتحدة الأمريكية المسئولية، جراء انحيازها ودعمها اللامحدود.
وأضاف أن حكومة الاحتلال غير معنية بالسلام، الذى لن يتحقق دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.
من جانبها أدانت وزارة الخارجية وشئون المغتربين الأردنية، إقرار الكنيست، مشددة على أن هذا القرار يشكل انتهاكاً جديداً وخطيراً للقانون الدولى وإمعاناً فى تحدى المجتمع الدولي.
علقت وزيرة الخارجية الأسترالية بينى وونج على قرار الكنيست الإسرائيلى رفض الاعتراف بوجود دولة فلسطينية. إن تصويت الكنيست على نفى حل الدولتين «أمر مرفوض»، مضيفة أن أى بديل غير الاعتراف بحل الدولتين لن يكون مقبولًا وغير قابل للتحقيق.
وأضافت وونج، أن المستقبل الآمن للإسرائيليين والفلسطينيين لن يأتى إلا من خلال حل الدولتين.
وبن غفير يواصل الاستفزازات الإسرائيلية بـ «اقتحام الأقصى»
الأمم المتحدة والمفوضية الأوروبية تطالبان بالوقف الفورى لإطلاق النار فى غزة
الصليب الأحمر «يدق ناقوس الخطر»: المراكز الصحية جنوب القطاع وصلت إلى «نقطة الانهيار»
وسط الجهود المستمرة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة وتبادل الأسرى مع حركة حماس، دعا وزير الأمن القومى الإسرائيلى إيتمار بن غفير إلى تأجيل هذه الصفقة إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية.وقال فى اجتماع وزارى إن إبرام صفقة مع حماس الآن سيكون صفعة لدونالد ترامب وانتصاراً لجو بايدن، وفق ما نقلته القناة 13 الإسرائيلية.
جاءت تصريحات بن غفير تزامنا مع اقتحامه ساحات المسجد الأقصى تحت حماية من الشرطة الإسرائيلية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا. ونقلت الوكالة عن مصادرها القول إن بن غفير اقتحم المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، وتجول فى الساحة الشرقية برفقة عدد كبير من عناصر الشرطة، وإن القوات الإسرائيلية منعت المصلين من دخول المسجد الأقصى تزامناً مع عملية الاقتحام.
وأوضحت الوكالة الفلسطينية أن هذا هو الاقتحام الثالث الذى يقوم به بن غفير للأقصى خلال أقل من عام.
من جانبه، اعتبر رئيس الموساد الإسرائيلى دافيد برنيا أن إصرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على نقاط جديدة خلال المفاوضات مع حركة حماس من شأنه أن يحبط الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار فى القطاع. وكشف عن أن الخلاف الحالى سببه إصرار نتنياهو على آلية مراقبة لحركة سكان غزة من جنوب القطاع إلى شماله، حسبما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.
وأوضح التقرير أن الوسطاء ينتظرون رد إسرائيل فيما يتعلق بنقطتين، الأولى عودة عناصر حماس إلى شمال قطاع غزة، والثانية انسحاب الجيش الإسرائيلى من محور فيلادلفيا ومعبر رفح، على أن تبدأ المفاوضات بعد أن يصل الرد الإسرائيلي.
فى الوقت نفسه، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش «نريد صفقة يستسلم فيها رئيس حركة حماس فى غزة يحيى السنوار وليس نحن. واضاف ان الطريقة لإعادة الاسرى هى زيادة الضغط العسكرى.
فى سياق ذى صلة، قال وزير الثقافة الإسرائيلى «ميكى زوهار» المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله إن الحرب ستستمر لسنوات.
ووسط هذه الأجواء، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن آلاف الإسرائيليين، يتظاهرون فى تل أبيب ويطالبون نتنياهو بإبرام صفقة قبل سفره إلى واشنطن أو الرحيل والدعوة لأنتخابات جديدة .
وفى السياق، أفاد موقع واللا الإسرائيلى عن مصادر بأن وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت، حذر نتنياهو من أن السيطرة على محورى نتساريم وفيلادلفيا ينبغى ألّا يفشل صفقة التبادل.وذكرت «يديعوت أحرونوت» أن الوسطاء ينتظرون ردًا من إسرائيل فيما يتعلّق بعودة الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة والانسحاب من محور فيلادلفيا ومعبر رفح.ونقلت «هآرتس» عن رئيس الموساد قوله إن إصرار نتنياهو على نقاط جديدة فى المفاوضات مع حماس قد يحبط الاتفاق.
من جانبه، شدد الحاخام الأكبر لليهود الشرقيين يتسحاق يوسف خلال لقائه الرئيس الإسرائيلى إسحاق هرتسوج على ضرورة إبرام صفقة حاليا لإعادة المحتجزين، وسط تزايد احتجاجات الائتلاف الحكومى ضد عرقلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المفاوضات.
ميدانيا، أعلنت وزارة الصحة فى غزة ارتفاع عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 38 ألفاً و848 فلسطينياً، والمصابين إلى 89 ألفاً و459 مصاباً منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأضافت الوزارة، فى بيانها اليومي، أن إسرائيل قتلت 54 شخصاً وأصابت 95 خلال الساعات الـ24 الماضية. وذكرت أنه لا يزال هناك عدد من الضحايا تحت الركام وفى الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدنى الوصول إليهم.
كما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية باستشهاد 5 فلسطينيين وطفلتين، وإصابة آخرين فى قصف إسرائيلى على قطاع غزة. ونقلت الوكالة عن مصادر محلية قولها، إن الجيش الإسرائيلى استهدف منزلا لعائلة الرملى فى محيط ميدان فلسطين وسط مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد طفلتين.
وذكرت المصادر أن أربعة أطفال وصلوا إلى مستشفى العودة فى مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، بعد أن استهدفت قوات إسرائيلية شقة سكنية فى برج الاتحاد فى النصيرات، ما أدى لإصابتهم. وأشارت المصادر إلى أن خمسة مواطنين استشهدوا وأصيب آخرون، فى قصف إسرائيلى لشقة سكنية لعائلة أبو ركاب، فى بلدة الزوايدة فى المحافظة الوسطى بقطاع غزة.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلياستشهاد قائد القوة البحرية فى منطقة مدينة غزة، التابعة لـ»حركة الجهاد»، أنس مراد، وأحمد المصرى المحسوب على ذات الحركة التى تقاتل فى قطاع غزة إلى جانب حماس، فى غارات جوية استهدفتهما.
هذا وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو يرفض إقامة مستشفى ميدانى مؤقت بإسرائيل لأطفال مرضى من غزة رغم موافقة جالانت.واشارت الى ان نتنياهو يرفض إقامة المستشفى قبل إيجاد دولة ثالثة تعلن موافقتها على نقل المصابين إليها.
دوليا، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، مجددا الحاجة إلى وقف فورى لإطلاق النار فى قطاع غزة، لأسباب إنسانية.
وقال كورتيناى راتراى رئيس مكتب جوتيريش «إنه علاوة على الوضع المزرى فى القطاع الذى مزقته الحرب، فإن شبح المزيد من التداعيات الإقليمية يتزايد يوما بعد يوم»، مشيرا إلى أنه فى الأسابيع الأخيرة، تكثفت العمليات العسكرية الإسرائيلية والقتال فى جميع أنحاء غزة.
وأضاف أن «رفح فى حالة خراب – ومعبر رفح الفلسطينى لا يزال مغلقا، مما يزيد من عرقلة العمليات الإنسانية. لقد تم تهجير ما يقرب من مليونى شخص – تقريبا جميع سكان غزة – والعديد منهم نزحوا عدة مرات»، مشددا على أنه «لا يوجد مكان آمن فى غزة.
فى الوقت نفسه، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن إراقة الدماء فى قطاع غزة «يجب أن تتوقف على الفور. وأضافت: «نعمل على توفير المزيد من الدعم لسلطة فلسطينية قوية».
على صعيد الأوضاع الانسانية، حذر مسؤول فى اللجنة الدولية للصليب الأحمر من استنفاد قدرة المستشفى التابع للَّجنة فى رفح، وكذلك جميع المنشآت الطبية فى جنوب غزة، على تقديم الرعاية اللازمة لحالات الإصابة التى تهدد الحياة فى ظل تكرار تدفق أعداد كبيرة من المصابين جرّاء الحرب الدائرة فى غزة.
وقال رئيس وفد الصليب الأحمر فى غزة وليام شومبورج إن «أى حادث آخر يسقط به عدد كبير من الضحايا سيضع أطباءنا وممرضينا أمام خيارات فى غاية الصعوبة..
وأضاف: «الحاجات الطبية الحالية للمدنيين تتجاوز بقوة الإمدادات المحدودة المتوافرة والقدرة على تقديم الرعاية الصحية اللازمة، وتضطر المستشفيات مراراً لإغلاق أبوابها».
وأوضحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على موقعها الإلكترونى أن الكثير من الإصابات الخطيرة سببها الشظايا، وأن المصابين يحتاجون لعمليات جراحية متعددة وعلاج قبل السماح لهم بالخروج من المستشفي.
يأتى هذا بينما قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، إنَّ المستشفيات والمراكز الصحية يجب ألا تكون جزءًا من الصراع فى غزة. وأكد «دوجاريك أنَّ الأمم المتحدة ترفض استهداف المرافق الصحية، وأنه لا يجب أن تكون المستشفيات مناطق صراع، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا.
وأوضح أنَّ الجيش الإسرائيلى أوقف اليوم كل المساعدات الإنسانية المارة من وادى غزة إلى مناطق شمال القطاع. وأردف أن هذا الأمر حال دون إيصال المساعدات إلى آلاف الأشخاص المحتاجين، مبينًا أن العديد من الأشخاص نزحوا من مدينة غزة.