حدث ذات يوم.. فى إحدى الحروب التى شنتها إسرائيل ضد «العرب».. حدث أن «جيش الاحتلال» طلب استدعاء مجموعة من «الحاخامات» على وجه السرعة للقيام بمهمة عاجلة داخل الجيش.. مطلوب «إعادة تأهيل» نفسى ومعنوى «وديني» لعشرات الجنود والذين انهارت حالتهم المعنوية نتيجة ما يلاقونه فى الحرب من مقاومة ومن «ضربات نوعية مذهلة» لم يكونوا يتوقعونها.. على الفور حضر الحاخامات وبدأت جلسات إعادة التأهيل «والترميم» لجنود جيش إسرائيل!!.
«الحاخامات» فى جلسات العلاج النفسى والمعنوى «والديني» لم يأتوا بجديد ولم يقولوا شيئاً غريباً.. فقط قاموا باستدعاء القواعد «الأخلاقية والعقائدية» القديمة والمترسخة التى كانت أساساً لقيام الجيش والدولة منذ عام «1948» وقبل ذلك وبعده ثم قاموا بتأكيدها «وتثبيتها» فى أنفس هؤلاء الجنود.. قال الحاخامات للجنود.. وفق ماوردفى «وثيقة»- تم نشرها من قبل- «ولكن لا أحد يكلف نفسه حتى القراءة»..قال الحاخامات للجنود فى جلسات «العلاج» إن كل من ليس يهودياً يجوز قتله حتى بدون سبب طالما أن ذلك يحقق مصلحة «إسرائيل».. القتل فى الحرب ليس لأفراد «جيش العدو» فقط بل والمدنيين أيضًا لأنهم جميعا أعداء إسرائيل.. لا تأخذكم شفقة بأطفال أعداء إسرائيل.. تخلصوا من هؤلاء الأطفال لأنهم عندما يكبرون سوف يلتحقون بجيوش أعدائنا.
تصيبنى «حالة» لا أستطيع وصفها بعد كل مذبحة أو مجزرة ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى فى «حرب العار» التى تشنها على غزة منذ أكثر من تسعة شهور.. تصيبنى هذه «الحالة» عندما أسمع وأرى وأتابع «رد فعل العالم» المندهش والمتفاجيء والحزين.. وكأن إسرائيل تفعل ذلك لأول مرة أو أنها فعلته خروجا عن السياق أو المتبع أو المألوف أو المفضل لديها طوال تاريخها..يتعامل «العالم» مع كل مجزرة أومذبحة إسرائيلية ضد الفلسطينيين بنفس الطريقة ونفس رد الفعل منذ «النكبة» وحتى الآن.. العالم يسلك نفس «النهج» وإسرائيل تكرر نفس «الفعل».. يحدث ذلك لأن إسرائيل تدرك حقيقة «العالم» وأقصى مدى يمكن أن يصل إليه «رد الفعل»..نعم تدرك إسرائيل أكثر من غيرها «كيف تسير الأمور فى هذا العالم».. لذلك فهى لاتهتم كثيرا بردود الأفعال العالمية ولاتتوقف عندها وتمضى بكل جرأة وإجرام وإرهاب «منقطع النظير» فى تنفيذ المجزرة تلو المجزرة.. ولا تضع أمام عينيها إلا «الهدف الكبير»!!.
هناك فى «وثائق التاريخ».. مواقف وأفعال وسياسات وكلمات «كاشفات مضيئات» لاتعبر عن «لحظة بعينها» وإنما هى بمثابة «عقيدة ثابتة» تؤسس وترسم «سلوك دولة» لم ولن تحيد عنه حتى وإن إدعى قادة هذه الدولة غير ذلك «فى أى مرحلة من المراحل».. من بين هذا «الوثائق» ما جاء على لسان رئيس وزراء إسرائيل الأسبق «مناحيم بيجن» خلال إحدى جلسات «الكنيسيت» وهو يتحدث عن إسرائيل والجنس اليهودي» والفارق بينهم وبين سائر الأجناس الأخرى فى العالم.. قال مناحيم بيجن إن اليهود هم «أسياد العالم».. واستطرد «نحن نختلِف عن «الأجناس السفلية» مثل اختلافهم عن الحشرات.. إن الأجناس الأخرى مقارنة باليهود تعتبر «بهائم وحيوانات». .ماقاله مناحيم بيجن رئيس وزراء إسرائيل الأسبق «قبل عشرات السنين» يؤكده «الآن» يوآف جالانت وزير الدفاع الإسرائيلى الحالى عندما لايتردد فى تكرار قوله أمام الجميع إن إسرائيل تقاتل فى حربها على غزة «حيوانات بشرية».. عقيدة إسرائيل العسكرية والسياسية والاجتماعية.. لم تتغير ولن تتغير!!.
قبل أيام.. تابعت مابثه «الإعلام الإسرائيلي» من شهادات واعترافات لبعض جنود «جيش الاحتلال» الذين يشاركون فى «الحرب على غزة» وكيف أن هؤلاء الجنود أشاروا بكل وضوح إلى التعليمات الصريحة الصادرة من قيادة «جيش إسرائيل» والتى أتاحت للجنود ارتكاب كافة أشكال جرائم الحرب من «قتل وحرق وسلب ونهب» كل شيء يقابلهم فى غزة.. تابعت أيضا المجازر الإسرائيلية المروعة التى نفذتها إسرائيل ضد «النازحين»فى المناطق التى صنفها «الاحتلال نفسه»بأنها مناطق «آمنة».. مجازر داخل المخيمات والمساجد والمدارس والشوارع والطرقات..أهم «درس» يمكن استخلاصه من ذلك وغيره هو أن «إسرائيل هى إسرائيل» كانت ومازالت وستظل «على العهد» من أجل تحقيق «كل الأهداف» التى قامت من أجلها!!.
الآن.. بعد أن اقترب عدد «الشهداء» فى الحرب الإسرائيلية على غزة من «حاجز» الأربعين ألف شهيد.. هناك «سؤال» صار يفرض نفسه بقوة على المجتمع الدولي.. بعد كم ألف شهيد آخرين يمكن أن يتحرك العالم لوقف «مجازر إسرائيل».
ضد البشر والحجر ؟!!..
اقرأوا التاريخ يرحمكم الله.
من خرج فى طلب العلم كان فى سبيل الله حتى يرجع.. صدق حبيبنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم فى العالمين انك حميد مجيد..اللهم بارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم فى العالمين انك حميد مجيد.. وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
فلسطين.. أرض الأقصى.. أرض المحشر.. أرض المسرى.. مسرى حبيبنا وسيدنا محمد رسول الرحمة والإنسانية.. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.