أتمنى أن يدير الكرة المصرية فى المستقبل القريب مجموعة جديدة من الكوادر غير الوجوه المكررة التى شاهدناها طوال العقدين الأخيرين فى لعبة الكراسى الموسيقية التى أصبحت موجودة برحيل بعض الوجوه فى قاعدة الثمانى سنوات ويأتون بالمقربين للمناصب حتى يحق لهم دخول الانتخابات مرة أخرى وتعود الأمور إلى الأشخاص القدامى وهكذا.
وأنا فى هذه السطور لا أقصد أشخاصاً بعينهم وإنما كل من تولى المسئولية منذ مطلع القرن الحالى لأنهم جميعا حصلوا على فرصة الإدارة أكثر من مرة ومعهم الكرة المصرية تسير فى النازل من سييء لأسوأ، وآن الأوان لتجربة أشخاص آخرين ربما يخلصونا من كل هذا الكم من السلبيات والأزمات والمجاملات التى عاشتها الكرة المصرية فى السنوات الأخيرة على وجه التحديد.
أقول ذلك لأن الانتخابات القادمة ستكون بعد الدورة الأولمبية التى تنطلق بعد أيام فى باريس بعد أن تابعنا فى الفترة الأخيرة تحركات جديدة من بعض الوجوه القديمة وهواة لعبة الكراسى الموسيقية للدخول فى معمعة الانتخابات القادمة.
ولولا أننى أعرف تماما توابع حل أى اتحاد من جانب الفيفا، وهو الأمر الذى عشناه عبر سنوات اللجان الخماسية والثلاثية والأحادية بعد استقالة مجلس الإدارة «أو بالأحرى الإقالة» عقب الفشل الفنى الذريع للمنتخب فى كأس الأمم الأفريقية التى نظمناها بنجاح كبير عام 2019، لطالبت برحيل كل مجلس إدارة اتحاد الكرة الحالي، ولكنها هانت وعلينا النظر من الآن للانتخابات القادمة لإفراز أشخاص قادرين على تحمل المسئولية وإعادة الكرة المصرية لما تستحقه.
والحقيقة أننى غير متفائل بالإنتخابات القادمة وأنها يمكن أن تفرز الأفضل لقيادة سفينة فى بحار عاتية الآن وليس أصعب من سفينة الكرة المصرية لأنها كما جرت العادة فى السنوات الأخيرة ستكون بين جبهتين ..الأولى هى محترفو الانتخابات وهم فى الغالب لا يملكون القدرة على إدارة الكرة المصرية إلى الأفضل لأنهم يبحثون فى المقام الأول عن مصالحهم ويحاطون بالمنتفعين فى كل المناصب وبالتالى لا طائل منهم ولا أمل فيهم، لأنهم فشلوا مرارا من قبل عندما تولوا.
أما الجبهة الثانية فهى لأشخاص مؤهلين لإخراج الكرة المصرية من الدرك الأسفل الذى نعيشه، وأشخاص لديهم رؤية فى التطوير، ولكنهم للأسف لا يجيدون لغة الانتخابات ومتطلباتها وبالتالى فهذه النوعية أمامها طريق من اثنين، فإما أن تجازف وتدخل الانتخابات ولكن النتيجة معروفة مسبقا وهى السقوط الذريع لأنهم لا يعرفون لغة الانتخابات ودهاليزها ولا يستطيعون مجاراة محترفى الانتخابات فى هذه اللعبة القذرة فى الكثير من أحوالها، أما الاحتمال الثانى فهو ما ينتهجه العدد الأكبر من أصحاب الفكر وهو عدم دخول المعركة الانتخابية من الأساس لأنهم يعرفون النتيجة مسبقا وبالتالى فنحن نفقد من الأساس نخبة من القادرين على تعديل الأوضاع وتحويل الكرة المصرية إلى سلعة رائجة وناجحة ولكنهم ينسحبون طواعية ابتعادا عن لعبة الانتخابات التى لا يجيدونها.
من الآن أبدى انزعاجى من تكرار الأشخاص القدامى الذين تكرر فشلهم أكثر من مرة وأتمنى تولى مجموعة جديدة قادرة على الأقل أن تسير بالكرة المصرية إلى الطريق الصحيح على غرار دول كثيرة حولنا لم تكن تعرف شيئاً عن الكرة ولكنها سبقتنا الآن بسنوات ضوئية.
أحلم بأن يتولى كرة القدم من يصلحها ويخرجها من أزماتها، ولكنى أستيقظت من الحلم على واقع أليم بعودة رجال الماضى إلى حكم كرة القدم مرة أخري!!.