كثير من الناس لا يعرفون العلاقة الحقيقية بين اليهود على مستوى العالم، وخاصة اليهود الأمريكان، والصهيونية العالمية، فضلاً بأن أمريكا بها أكبر تعداد من اليهود على مستوى العالم، بل أكثر من عدد اليهود فى إسرائيل نفسها. ويجيب على هذا السؤال: مورغان باسيشيس من مواليد 1983، فى نيوتن بولاية ماساتشوستس بأمريكا، وهو يهودى أمريكى وكاتب وناشط سياسى فى جماعة «الصوت اليهودى من أجل السلام»، المناهضة للصهيونية، خلال حديثه فى فعالية نظمها مهرجان فلسطين للأدب فى لندن، بالمملكة المتحدة، فى 13 ديسمبر 2023. وهى تعتبر من الكلمات الصادقة التى سمعتها من يهودى أمريكى عن حقيقة الصهيونية، وذلك من خلال مقطع فيديو شاهدته وسمعته فى إحدى منصات التواصل الاجتماعي، وقمت بتحويله إلى نص كتابى وترجمته إلى اللغة العربية، حتى يعلم القارئ مدى معاداة اليهود الأمريكان للصهيونية، وهى شهادة من أهلها، والحديث كالتالي:
يشرفنى جدا أن أكون هنا الليلة، كواحد من مئات الآلاف من اليهود المناهضين للصهيونية. إنهم يتمنون أن نستسلم ونُسلِّمْ، ولكنى أريد أن أخبركم بهذا: نحن لا نزداد فى أعدادنا فقط، بل أيضاً نحن ننمو فى الوضوح الأخلاقي، وننمو فى القوة. الشيء الوحيد الذى نشعر به، أكثر من حزن القلب والرعب والغضب. نحن نرفض أن نقف مكتوفى الأيدي، بينما تمارس إسرائيل أعمال عنف لا يمكن تصورها ضد 2.3 مليون شخص فى غزة، الذين يعيشون تحت الحصار منذ عام 2007، وأغلبهم بالفعل لاجئون بسبب النكبة، وبينما تقتل إسرائيل الآلاف من أطفال ونساء وشيوخ وصحفيين وأطباء ومعلمين وعائلات بأكملها فى غزة، ولا يزال الكثيرون منهم محاصرين تحت الأنقاض، والعديد منهم يتضورون جوعا، والعديد من المرضى دون رعاية طبية. نحن نحزن على كل حياة، كل حياة هى عالم بأكمله. ومن هذا الحزن الذى ندينه، فإن 57 عاما من الفصل العنصرى والاحتلال الإسرائيلي، هو الذى خلق الظروف لهذه الأزمة. وبكل كينوناتنا نرفض الصهيونية ذاتها، باعتبارها أيديولوجية عنصرية واستعمارية.
لن نسمح بلستخدامنا كغطاء أخلاقى لقمع الشعب الفلسطيني، ليس بأسمائنا. لقد سافرت إلى هنا مباشرة من واشنطن العاصمة، حيث كان لى شرف عظيم دعم 18 امرأة يهودية مسنة أثناء تقييد أنفسهن بالبيت الأبيض، ومطالبة الرئيس بايدن بوقف هذه الإبادة الجماعية، والدعوة إلى وقف فورى ودائم لإطلاق النار. هؤلاء النساء، والعديد منهن أكبر سناً من دولة إسرائيل، والعديد منهن من أطفال محرقة الهولوكوست، والعديد منهن عشن أهوال القمع الكارثي، صرخن: بايدن لا يمكنك الاختباء، نحن نتهمك بالإبادة الجماعية. وبينما تحاول وسائل الإعلام الأمريكية وصف النمو الهائل لمعاداة الصهيونية «معاداة السامية» بين اليهود الأمريكيين، بأنه مجرد موقف هامشى بين الشباب، إلا أننا أدرى من ذلك. إنه ليس صراعا بين الأجيال، إنه إرث مشترك بين الأجيال. لقد علمنا كبار حركتنا أنه إما أن نكون جميعاً أو لا أحد منا، وأن الجميع يستحق فرصة بأن يكونوا أطفالا، ويستحق الجميع فرصة أن يكبروا. ولهذا السبب، فإننا نرفض من قلوبنا وأرواحنا الصهيونية، لأنها استخدمت كوعد لأكثر من 75 عاما، من السلب والنفى والتهجير والموت للفلسطينيين. لأنها تحاول باستماتة الخلط بين اليهودية والصهيونية، فى حين أن اليهودية هى إرثنا الزاخر منذ آلاف السنين، وإسرائيل دولة فصل عنصرى استعمارية استيطانية عمرها 75 عاما، لأنها استخدمت لتوليد الثروة، لمصنعى الأسلحة والمستفيدين من الحرب وشركات التكنولوجيا والجيوش الغربية القوية.