انخفاض المعروض من الجلود الخام انعكس على أسعار الأحذية
شهدت أسعار الجلود الخام ارتفاعًا كبيرًا بالأسواق خلال الأيام الماضية ليصل سعر القدم من الجلد الجاموسى إلى 850 جنيهًا بدلاً من 200 جنيه منذ ثلاثة أسابيع بسبب زيادة عمليات التهريب التى تتم فى جلود الوايت بلو وهى الجلود النصف مدبوغة لتصديرها للخارج بطرق غير شرعية رغم قرار حظر تصديرها الصادر من وزارة التجارة والصناعة.
أكد أصحاب مصانع الأحذية والمصنوعات الجلدية عدم توافر الجلود الخام اللازمة لعمليات التصنيع وتراجع حجم المعروض منها بنسبة كبيرة بسبب التحايل والتلاعب والتدليس الذى يتم فى عمليات التصدير لمنتجات أخرى يتم من خلالها تهريب الجلود النصف مدبوغة للخارج لارتفاع أسعارها فى التصدير.
قالوا إن النقص الشديد فى حجم المعروض من الجلود الخام انعكس على أسعار الأحذية والمصنوعات الجلدية بالارتفاع الكبير واصبح سعر الحذاء 3 أضعاف سعره السابق وكذا الملابس والحقائب تباع حاليًا بأسعار فلكية بسبب نقص المعروض من الجلود.
طالب أصحاب مصانع الأحذية والمصنوعات الجلدية بضرورة تشديد الرقابة على المنافذ وموانيء التصدير وأن يحرص ممثلو الجمارك وهيئة الرقابة على الصادرات والواردات على فتح الكونترات ومتابعة خط سيرها خاصة المعبأة على أنها رخام وجرانيت حيث يتم خلالها تهريب جلود الويت بلو.
«الجمهورية» تابعت عن قرب ما يحدث فى المدابغ ومصانع الأحذية للتعرف على أزمة نقص الجلود الخام وارتفاع أسعارها وانعكاس ذلك على أسعار الأحذية والمصنوعات الجلدية.
فى البداية يقول جمال السمالوطى رئيس غرفة صناعة الجلود باتحاد الصناعات إن عمليات تهريب الجلود الوايت بلو النصف مدبوغة متواصلة فى الروبيكى منذ فترة طويلة ولكنها زادت بنسبة كبيرة رغم قرار وزير التجارة والصناعة بمنع تصدير الوايت بلو ولكن أصحاب المدابغ ضربوا عرض الحائط بهذا القرار حتى الصينيون الذين يقومون بتأجير بعض المدابغ يمارسون أيضا عمليات التهريب بشتى الطرق ومن أكثر من مكان لافتًا إلى أن هناك تلاعبًا وتحايلاً فى تصدير الجلود والوايت بلو على أنها صادرات رخام وجرانيت وهى فى الحقيقة جلود نصف مدبوغة.
قال إن غياب الرقابة المحكمة أدى إلى زيادة عمليات التهريب واستمرارها بشكل يهدد صناعة الأحذية والمصنوعات الجلدية مشيرًا إلى أن هناك تحديات كبيرة تواجه صناعة الجلود فى مصر وأهمها خامات الكيماويات اللازمة لعمليات الدباغة والتى يتحكم فى بيعها ثلاثة أفراد ويفرضون الأسعار على أصحاب المدابغ مما أدى إلى ارتفاع أسعار الجلود وأضاف أن صناعة الجلود والمصنوعات الجلدية فى خطر شديد وبسبب تراكم المشاكل والمعوقات التى تحاصرها منذ سنوات ولم يتم حلها حتى الآن مما أدى إلى جعلها عاجرة عن المنافسة فى الأسواق الخارجية مشيرًا إلى أنه سبق وأن تقدمنا بمذكرة إلى وزارة التجارة والصناعة تتضمن كافة المشاكل والحلول المقترحة لها وحتى الآن لم يتم الرد علينا.
يقول الدكتور حمدى حرب رئيس غرفة دباغة الجلود السابق وعضو مجلس الإدارة الحالى إن هناك أزمة حقيقية فى نقص الجلود الخام وارتفاع أسعارها بشكل جنونى إلى عشرة أضعاف ليصل سعر القدم الجاموسى إلى 850 جنيهًا مقابل 200 جنيه منذ 20 يومًا وذلك بسبب استمرار عمليات التهريب التى تتم بشكل خطير فى جلود الوايت بلو النصف مدبوغة والتى يتم تصديرها بشكل خفى لان تصديرها محظور تمامًا وفقًا لقرارات وزارة التجارة والصناعة حيث يتم التحايل والتلاعب فى العديد من المدابغ التى تقوم بعمليات التهريب فى كونترات باسماء منتجات أخرى مثل الرخام والجرانيت فى شق الثعبان وفى ميناء العين السخنة والعاشر من رمضان.
أضاف حرب أن من أهم أسباب عدم توافر الجلود الخام أيضا لجوء المدابغ إلى تحويل استخدام الجلد الخام إلى خام الجلاتين وأكل للكلاب وهو ما يعرض المدابغ للتوقف والاغلاق.
قال إن صناعة الدباغة من أقدم الصناعات فى مصر منذ أجدادنا القدماء المصريين وأن الجلد المصرى من أفضل الجلود فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ولكنها تواجه صعوبات وتحديات صعبة تجعلها فى مهب الريح ما يتطلب التدخل السريع من الحكومة لانقاذ صناعة تحقيق قيمة مضافة وصادرات كبيرة خلال الفترة الماضية.
قال محمد يحيى زلط عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الجلود باتحاد الصناعات إن ارتفاع أسعار الجلود الخام إلى أرقام فلكية أصاب مصانع الأحذية والمصنوعات الجلدية بالشلل التام حيث ارتفع قدم الجلد الخام الجاموسى إلى أكثر من 800 جنيه بدلاً من 200 جنيه منذ شهر تقريبًا وهو ما انعكس على أسعار الأحذية والمصنوعات الجلدية بالارتفاع الحاد مما أدى إلى إحجام المستهلكين عن الشراء بسبب الارتفاع الكبير.
أضاف أن استمرار ارتفاع أسعار الجلود بالأسواق يهدد مصانع الأحذية والمصنوعات الجلدية بالتوقف تمامًا عن التشغيل.
وطالب بضرورة منع تصدير الوايت بلو ومنع استخدام الجلود الخام فى تصنيع أكل الكلاب والذى يكون فيه هامش الربح كبيرًا جدًا على حساب مصانع الأحذية والمصنوعات الجلدية.