فى عام 2008 كنت كصحفية حوادث وقضايا فى هذا الحين مختصة بمتابعة محكمة الجلاء والتى من ضمن دوائرها محكمة جنح الأزبكية التى كانت تنظر واقعة سرقة حارس عقار لفيلا مجاورة وعندما سأل رئيس المحكمة اللص الذى جاء رده بعفوية شديدة «ريحة المانجا كانت حلوة يا بيه» حيث تبين أنه لم يدخل حديقة الفيلا إلا للحصول على إحدى ثمرات المانجا التى تتدلى من بين أشجارها بعد أن داعبت رائحتها الزكية أنفه وهو يجلس على دكة العمارة لكن فور مشاهدة كلاب الحراسة له حدث ما حدث وتم تسليمه للشرطة على اعتباره لصاً اقتحم المكان.
رئيس المحكمة كان أمام واقعة سرقة مكتملة الأركان لكن فى نفس الوقت كان أمام واقعة إنسانية بطلها رجل عانى من ضيق الحال وقسوة البشر فكان حكمه يحبس أسبوعاً لتكن مدة حبسه قد انقضت ويخلى سبيله فى ذات اليوم بعد أن تعاطف معه وبعد رفع الجلسة استدعاه لغرفة المداولة ومنحه مبلغاً من المال وطلب منه ألا يمد يده على ما ليس ملكه ثانية.
تلك الواقعة لرئيس المحكمة الإنسان استدعتها ذاكرتى وأنا أشاهد الفيديو الذى نشرته محافظة الدقهلية على الصفحة الرسمية لها على منصة « فيس بوك» وفيه يظهر المحافظ وهو بداخل منزل إحدى السيدات ويقوم بتفتيشه ومصادرة ما ضبط بداخله من أكياس عيش مدعوم ولا أعرف ما هى الجريمة التى ارتكبتها هذه السيدة عندما حصلت على هذه الكمية من الخبز من خلال بطاقات تموينية ربما هى لأهل القرية أو الحى أعطوها لهذه السيدة المسكينة لتقف أمام هذا الفرن بدلاً منهم مقابل عدة جنيهات تتحصل عليها نظير خدمتها لهم أو ربما رق قلبهم لحالها والذى يظهر جلياً لكل من رأى الفيديو فقرروا مساعدتها بهذه الطريقة من خلال منحها البطاقات للحصول على الخبز وبيعه بزيادة عدة جنيهات تجنبها شر السؤال والحاجة.
سيادة المحافظ هل سألت هذه السيدة عن السبب الذى دفعها لارتكاب ما رأيته جريمة، ألم يستوقفك منزلها الذى يخلو من كل مقومات الحياة الكريمة لتسألها عن مصدر دخلها ومن أين لها تدبير احتياجاتها.
سيادة المحافظ ألا تعلم أن من ضمن مهامك الوظيفية توفير سبل الحياة الكريمة لهذه السيدة وأسرتها فى ظل توجيهات السيد رئيس الجمهورية الذى أقسمت أمامه بأن تراعى مصالح الشعب رعاية كاملة.
سيادة المحافظ اللواء طارق مرزوق أتمنى أن تصلك كلماتى وتأخذها بعين الاعتبار وتُفَّوِت الفرصة على كل من انتقدك وتعلن للجميع أنه إذا كان علينا تطبيق القانون فأيضاً علينا أن ننظر للبسطاء بروح هذا القانون وقتها سيصفق لك الجميع وستساعد الدولة الذى وثق مسئولوها فى قدراتك وامكانياتك وأتوا بك إلى هذا الموقع.