.. الأرقام تشير إلى ما يقرب من 40 ألف شهيد وأكثر من 150 ألف مصاب ضحايا حرب الإبادة الصهيونية فى غزة خلال 9 شهور مضت فى واحدة من أكثر الصراعات تدميراً وفتكاً وعصياناً على الحل فى القرن الحادى والعشرين.
وحسب تقاريرالأمم المتحدة الغذاء بات نادرا، والمجاعة لم تعد وشيكة بل حدثت بالفعل، والمجازر مستمرة حتى اللحظة فى كل مكان ولا أستثناء للمناطق التى اُعلن عن انها امنه ولاعجب فى وعود السفاحين !!
التقارير تشير الى القضاء على جيل كامل من الفلسطينيين بعد مقتل نحو 15 الف طفل واصابة اضعافهم بالعجز جراء الاصابات الجسيمة وفق احصاءات تبين إن النساء والأطفال يشكلون حوالى ثلثى القتلى .. بينما بلغت نسبة المبانى المدمرة فى القطاع نحو 60 ٪، وتقفز الى 90 ٪ اذا ما أضيف اليها المبانى المتضررة بما فيها المساجد والكنائس والمدارس والمستشفيات.
وتقول الأمم المتحدة إن 1.5 مليون فلسطينى يواجهون انعدام الأمن الغذائى «الكارثي».
ونسبة ألاطفال الذين تقل اعمارهم عن عامين و يعانون من سوء التغذية الحاد تصل 13 ٪، فيما نسبة الطلاب غير الملتحقين بالمدارس فهى 100 ٪.
النازحون فى غزة تجاوز عددهم حسب التقديرات العالمية 1.7 مليون (70 ٪ من السكان)، كل ذلك مقابل هجوم المقاومة الفلسطينية الذى اثمرعن احتجاز 253 رهينة، تحرر منهم ما يقرب من 130 شخصاً. ويقدر ماتبقى منهم على قيد الحياة أو لم تتأكد وفاتهم نحو 98 شخصاً، بينما تأكدت وفاة 36 رهينة فى ألاسر، بالمقابل أطلقت إسرائيل سراح 240 من السجناء الفلسطينيين خلال توقف القتال فى هدنه وعلى الارجح انهم خرجوا من الاسر الى التشرد والموت تحت انقاض الدمار.
.. على جانب آخر فإن الأرقام تعنون بوضوح لمرحلة بشاعة وعار فى تاريخ الإنسان على هذا الكوكب وتترجم بوضوح حالة التشتت الذى نجح المستعمر فى وضع بذوره قبل الجلاء باشعال اطماع السيادة على حدود وهمية فى امة عربية امتدت من المحيط الى الخليج.. ولا يزال الانقسام مستمراً بخنجر الصهيونية المسموم فى الجسد العربى دون رادع أممي.
.. واقع يدلل بلا جدال على فشل المنظمات الاقليمية العالمية وعلى رأسها الامم المتحدة مثل سابقتها عصبة الامم التى انهارت لعدم قدرتها منع الحرب العالمية الثانية التى راح ضحيتها اكثر من 60 مليون إنسان.. ولكن على مايبدو ان مؤشر ضحايا النزاعات العالمية طوال 78 عاما من عمر المنظمة الدولية لاتجد من يتأملها ليلاحظ انها كيان لاجدوى منه دون اصلاح جذرى تقوده الدول الاعضاء ضغطا على الدول دائمة العضوية فى مجلس الامن المتحالفة بجدارة لمصالحها الكونية بافشال الامن والسلم الدوليين وهو الهدف الاسمى من وجود الامم التى لم تتحد على شئ حتى الان وكأنها تنتظر حرب كونية جديدة لن تبقى على اى أمم.