لم تكن نجاة المرشح الرئاسى ترامب كافية لإنهاء تداعيات محاولة اغتياله فى ولاية بنسلفانيا، فقد تحول الحادث إلى نقطة فارقة وفاصلة فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية فى ظل تأكيد الجميع أن الحادث يمثل طعناً وإصابة للديمقراطية الأمريكية فى مقتل
ساعات حالكة للديمقراطية الأمريكية، ومأساة للديمقراطيات الغربية، أمر لم نسمع به من قبل فى أمريكا.
هكذا تعددت الأوصاف من رؤساء وقادة الدول الغربية والولايات المتحدة لمحاولة الاغتيال على يد شاب عشرينى تم تحديد هويته.. ولم يتم التعرف على هدفه من العملية لكن كل ما تجمع عليه هذه الأوصاف المختلفة للحادث أن الديمقراطية الأمريكية تتعرض للخطر، وربما أصابتها الشيخوخة ولم تعد كما يصورونها للعالم، فالدقيقة التى أثارت الرعب فى الولايات المتحدة ونتج عنها اصابات طفيفة لترامب ومقتل شخص واصابة اخر بجانب مصرع منفذ العملية كشفت كذب الادعاءات الامريكية بأنه ليس هناك مكان للعنف السياسى فى الولايات المتحدة بل إن العنف هو الذى أصبح سائداً وكانت مؤشراته واضحة طوال السنوات الماضية، وتحديداً منذ الانتخابات السابقة التى فضحت حقيقة الديمقراطية الامريكية الشكلية، وتجسد ذلك فى عملية اقتحام البيت الأبيض، واتهامات بتزوير الانتخابات والتدخلات فى توجيه عمليات التصويت، ثم صراع التخلص من ترامب عبر دعاوى قضائية وفتح ملفات عديدة لمنعه من خوض الانتخابات وصولاً إلى مشهد الأسبوع الأخير والذى بدأ بمطالبات متزايدة داخل المعسكر الديمقراطى بانسحاب بايدن الذى بدا غير قادر على إدارة الدولة الأكبر فى العالم، وانتهى بمشهد محاولة اغتيال ترامب وسط أنصاره.