الدولة الوطنية هى دولة مؤسسات لها رؤية واحدة وغاية سامية ينبثق عنها أهداف مرحلية تتطلب خططا تكتيكية واستراتيجية، وتحتاج دعائم وركائز عديدة تقوم عليها بما يستلزمه ذلك من مفردات القوى الشاملة للدولة وشخصية وطبيعة أبنائها وقدرتهم على الاستمرار فى رؤية الدولة والعمل عليها من جانب، والحفاظ على أمنها القومى واستقرارها من جانب آخر. تستلزم كافة دول العالم وجود خطاب إعلامى يقوم بأداء كافة الأدوار المنصوص عليها فى الأكواد العالمية للممارسات الاتصالية مع الجماهير وهى عديدة أخص منها ذكرا، إخبار المواطن بخطط الدولة وإنجازاتها، بناء وخلق الوعى السياسي، الحفاظ على استقرار الرأى العام، تشكيل قناة ثنائية الاتجاه بين الحكومة والشعب، والشعب والحكومة، نقل قيم المجتمع واخلاقياته للأجيال المختلفة، وغيرها من مبادئ أساسية لا غنى عنها. الالتزام بهذه الأدوار والقيام بها على الوجه الاكمل إنما يستلزم وجود هيئات إشرافية على العملية الإعلامية رائدة قادرة على وضع رؤية مهنية متكاملة قادرة على ضبط المنظومة الإعلامية فى شكل «أوركسترا» تعزف فى تناغم لتحقيق الأهداف الأساسية. ولكل دولة فى العالم المتقدم أسلوبها الخاص فى تنفيذ هذا الدور الإشرافي، وكان لنا فى مصر تجارب عديدة لعلنا اليوم بصدد أنجحها على كافة الأصعدة فوجود هيئات إعلامية تضمن للإعلام صفاته الأساسية التى يمتاز بها عن أى دور آخر فى مؤسسات الدولة ليعامل كمنظومة وليس مؤسسة، الأمر الذى تحث عليه أحدث أدبيات المهنة عالمياً، ويحافظ فى الوقت ذاته على أخلاقياتها ومتطلباتها وينظم عملها. عندما ننظر فى تشكيلات هذه الهيئات اليوم ومن يتولون قيادتها ندرك استمرار مسار دقيق يتكامل ورؤية الدولة المنعكسة فى تشكيل الحكومة ورئاستها، فإنما نقف اليوم فى تأملاتنا الوطنية لنرى طريقا يعبر أمامنا نحو جمهوريتنا الجديدة فيسرع من خطواتنا ويسهل من معاناتنا. والمؤكد أنه مع التشكيل الجديد للهيئات الإعلامية سوف تستكمل دورها التثقيفى التنويرى وتتصدى لأى أفكار هدامة أو ظلامية وتحافظ على منظومة القيم وتبرز إنجازات الدولة المصرية فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي.