نواصل الحديث عن مدينة الطود التى تقع الآن جنوب الأقصر وتتبعها من الناحية الإدارية.. وتضم 14 قرية ونجعاً يسكنها نحو 60 ألف نسمة يعمل أغلبهم فى الزراعة والسياحة.
وقد كان لمدينة الطود مكانة تجارية وصناعية مهمة فى العصور القديمة، حيث اشتهرت آنذاك بأنها مدينة زراعية تعج بالزراعات ومزارع تربية الماشية، كما عُرفت بجودة صناعاتها، خاصة الأوانى الفخارية، حيث كانت المعابد الفرعونية تعتمد على الصناع المهرة بالمدينة فى تزويدها بالأوانى التى كانت تستخدم لتقديم القرابين بالمعابد وفى الاحتفالات والمواسم الدينية والطقوس الجنائزية.
وقد قامت الطود بتصدير إنتاجها من الفخار لخارج مصر، وقد وجدت رسائل باللغة السومرية أرسلها ملك بابل «العراق» إلى حاكم الطود آنذاك يطلب فيها إرسال مجموعة من الأوانى الفخارية لاستخدامها بمعابد بابل.
يروى علماء المصريات أن الملك «أوسر كاف» الذى قام بأعمال تطوير لمعبد الطود أن فى عهده ارتبطت الطود بأول علاقات تجارية مصرية مع البلدان المطلة على بحر إيجة وكانت التجارة آنذاك تجرى بنظام المقايضة.
السؤال الذى يطرح نفسه، لماذا لا يتم إدراج هذه المدينة على خريطة المزارات السياحية بالأقصر، وذلك لوجود معبد الإله منتو ودير القديسين أقدم أديرة الصعيد، والجامع العمرى الذى بُنى أثناء الفتح الإسلامى لمصر، والمدينة تستطيع الآن استقبال الأفواج السياحية نظراً لوجود النزل الدولى بها الذى سبق وأن استقبل ضيوف لفعاليات عدة أقيمت بالأقصر فى وقت سابق، من بينها منتدى شباب الافريقي– العربى فى 2018، ومهرجان السينما الافريقية عام 2011.
يضم النزل الدولى 172 غرفة وملعباً قانونياً «11 لاعباً» بنجيل طبيعى وملعب نجيل صناعى وملعب طائرة وملعب إكليريك أى ملعب يضم ألعاباً متعددة بينها الطائرة والسلة.
كما أن النزل يستقبل 50 فرداً بشكل أسبوعي، وفقاً للخطة التى وضعتها وزارة الشباب والرياضة للرحلات المخصصة لقطار الشباب أو ضمن رحلات «اعرف بلدك» من شهر أكتوبر حتى شهر ابريل، ويحتوى أيضا على مسرح يتسع لـ 500 فرد وتوجد 2400 متر مساحات خضراء وصالة بينج بونج وبلياردو وجيم، إضافة إلى الملاعب وقاعة مؤتمرات تتسع لـ 500 فرد، فيما تشمل عملية التطوير تنفيذ حمام سباحة خلال الآونة المقبلة.
بالطود معالم حديثة أخري، مثل منتجع هضبة الطود السياحى «جار الإنشاء» وقرية التلسكوب الفلكى بقرية منشية النوبة والساحة الجيلانية بالحسينات وقصر ثقافة الطود ومبنى إعداد القادة.
فهل تخضع المنطقة المحيطة بالمعبد لأعمال تطوير لمعالمها بهدف وضعها على الخريطة السياحية لمصر، وفتح معابدها للزيارة أمام السياح وسط آمال العاملين بالقطاع السياحى بسرعة تنفيذ المشروع المقترح لتطوير المنطقة المحيطة بالمعبد وفتح طرق جديدة تنقل السياح لزيارته.
حقاً إن من بين أيدينا كنوزاً لم نستغلها الاستغلال الأمثل.. نأمل أن نحسن استثمارها، خاصة فى ظل الحكومة الجديدة التى نعقد عليها آمالاً كبيرة.