الأرقام القياسية هى أفضل برهان على كل ما تتحدث عنه!! وهذا الموسم الكروى المصرى وطبقاً للأرقام التى لا تكذب.. هو الأضعف والأسوأ والأفشل على مر التاريخ، وليت اتحاد الكرة أو الرابطة المسئولة اتخذا القرار مبكراً بعدم استكمال هذا الموسم الطويل الممل.. لو حدث هذا لكان الأفضل لكل اللاعبين الذين ضربهم الارهاق وطاردتهم الاصابات.. حتى أنه لسوء الحظ سقط أحدهم الخلوق أحمد رفعت ورحل عن دنيانا!!
هو موسم القلق الكروي.. نعيشه بكل مرارته.. وقسوة مبارياته.. وفشل رابطته التى تديره فشلاً لم يسبق من قبل وعلى مدار أكثر من نصف قرن.. من زمن الهواية والعمل المجاني.. إلى زمن الاحتراف والاغتراف وفشل التنظيم!!
كل شيء يدور حولنا فى الوسط الكروى يؤكد الفشل فى تنظيم كل شيء حتى أصبح القلق وقلة الراحة النفسية هى السمة الواضحة على وجوه وتصرفات الجميع، وبالتالى تحولت العلاقات بين الأندية إلى الندية حتى فى التخاطب، وأحياناً للقطيعة كما حدث بين الأهلى وبيراميدز.
وتحولت رابطة المحترفين إلى ند قوى متحكم.. الآمر الناهى ومعظم قراراتها خاطئة مما انعكس على مستوى الدورى المصرى المهزوز تنظيمياً، الطويل الممل الذى أرهق الجماهير.. قبل اللاعبين.. وكبد الأندية الملايين لطول المعسكرات وتكاليف المباريات!!
نعم.. هو موسم القلق الكروي.. والبدنى للاعبين وللمسئولين حتى أن بعض الأندية لا تملك الآن ما تنفقه على اللاعبين أو المعسكرات أو أجهزة التدريب!!
صدقنى عزيزى القارئ.. فالقلق الذى نحياه كروياً انعكس على الإدارة المسئولة عن المسابقات.. وانعكس على رابطة المحترفين.. وهى ضائعة كروياً وإدارياً وتنظيمياً.. وانعكس على الجماهير التى أصابها الملل من كثرة تغيير وتعديل مواعيد المباريات ونقلها بعيداً أو قريباً.. حسب المزاج، الجماهير أصبيت بحالة من القرف وسوء المزاج الكروى لطول الموسم، وامتداده حتى وصل إلى ذروة ارتفاع الحرارة.. فخلت المدرجات فى كل المباريات باستثناء عدد قليل من المدرجات التى تستقبل عدداً محدوداً لا يليق باسم الدورى المصرى وتاريخه ونجومه السابقين!!
ناهيك عن المشاكل التى كلما طال الموسم وامتد تظهر فوق سطح الأحداث!! هاهى أزمة المرحوم الراحل أحمد رفعت ضربت الجميع فى مقتل.. وعرت رابطة الأندية.. وكشفت حالة العوار الإدارى والتنظيمى فى الكرة المصرية.. وكيف تدار الأندية على «مزاج» أصحابها وملاكها.. والأهم من ذلك تفرق دم المظلوم بين كل المتهمين وأراهن من الآن أن حق الراحل أحمد رفعت أصبح فى ذمة الله.. ولن نجد متهماً حقيقياً يتفق عليه الجميع!!
أما أزمة المنتخب الأولمبي.. فما هى إلا جزء صغير قليل ونقطة فى بحر المشاكل الإدارية والفشل التنظيمى الذى يحياه اتحاد الكرة على مدار أربع سنوات.. وبنفس الأسلوب.. لن تجد متهماً واضحاً لتحاسبه.. بل كلنا متهمون.. والله أعلم!!