أنباء متضاربة عن مقتل رافع سلامة وإصابة محمد الضيف جراء الهجوم
ارتكب الاحتلال الإسرائيلى أمس مجزرة جديدة فى المنطقة الإنسانية بالمواصى التى تعج بمئات الآلاف من النازحين فى خان يونس عن طريق شن عدة غارات جوية عنيفة ومتتالية باستخدام 5 صواريخ مما أسفر عن استشهاد مالايقل عن 71 شخصاً وإصابة 300 من بينهم أفراد وضباط من الدفاع المدنى فى حصيلة غير نهائية.
انتشرت فرق الإغاثة والدفاع المدنى لانتشال الشهداء والمصابين من تحت الأنقاض ونقلهم إلى المستشفيات بينما قالت وزارة الصحة الفلسطينية ان المستشفيات عجزت عن استيعاب هذا العدد الكبير من المصابين خاصة أن المجزرة تتزامن مع تدميرالاحتلال للمنظومة الصحية فى قطاع غزة.
أفاد المتحدث باسم الدفاع المدنى محمود بصل، انه ما زال هناك العديد من جثامين الضحايا متناثرة فى الشوارع وتحت الركام وبين خيام النازحين لا يمكن الوصول إليها بسبب حجم القصف الكبير الذى استهدف بها الاحتلال أماكن وخيام النازحين، واصفاً ما حصل بأنه «مجزرة جديدة».
من جانبها قالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلى نقلاً عن ثلاثة مصادر إن الهدف من الغارات، كان قائد كتائب القسام محمد الضيف، الذى كان مختبئاً فى مكان فوق الأرض ضمن المنطقة الإنسانية غربى خان يونس، وكان الاحتلال على علم بهذا بناء على معلومات مخابراتية سابقة، ثم تقرر تنفيذ الهجوم رغم خطر مقتل العشرات من المدنيين.
أضافت الإذاعة ان رافع سلامة قائد لواء خان يونس، كان ضمن أهداف الضربة الإسرائيلية.
تواترت أنباء عن مقتل سلامة وإصابة الضيف بجروح خطيرة جراء الهجوم ولكن لم يتم تأكيد الخبر من نفيه.
قالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية إن الأجهزة الأمنية فى إسرائيل «متفائلة» بنتائج عملية المواصى، فيما يخص استهداف الضيف.
وأضافت الصحيفة أن جهاز الأمن العام تقدم خلال الليل بمعلومات مفادها أن الضيف وصل إلى مجمع خيام فى منطقة المواصى، وكان يختبئ داخله، لهذا قرر الجيش المجازفة فقام عدد من الطائرات بحملة قصف واسعة النطاق شملت إسقاط عشرات الأطنان من القنابل من الطائرات المقاتلة.
فى الأثناء عقد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، محادثات أمنية مع كبار المسئولين عقب الهجوم. بينما اكد مسئولون إسرائيليون أن الاحتلال رفع حالة الاستنفار خشية رد حركة حماس وحزب الله.
فى المقابل أعلنت حركة حماس، أن الهجوم الإسرائيلى على خان يونس يظهر عدم اهتمام دولة الاحتلال بوقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن الحديث عن استهداف الضيف غير صحيح.
أوضحت الحركة، فى بيان صحفى، أن جيش الاحتلال ارتكب المجزرة فى منطقة صنفها بأنها آمنة ودعا المواطنين للانتقال إليها، بينما استهدفت طائرات ومدفعية ومسيّرات الاحتلال بشكل مكثف ومتتالٍ خيام النازحين بمختلف أنواع الأسلحة.
أضافت الحركة أن ادعاءات الاحتلال حول استهداف قياداتها كاذبة، وهذه ليست المرة الاولى التى يدعى فيها استهداف قيادات فلسطينية، ويتبين كذبها لاحقاً، مشيراً أن هذه الادعاءات الكاذبة إنما هى للتغطية على حجم المجزرة المروعة.
قال القيادى فى حركة حماس سامى أبوزهرى إن التقرير الذى بثته إذاعة الجيش الإسرائيلى وذكر أن الغارة على خان يونس بقطاع غزة استهدفت الضيف هو مجرد «كلام فارغ».
أكد أبوزهرى أن الرواية الصهيونية محض هراء وتهدف إلى تبرير المجزرة المروعة. فجميع الضحايا مدنيون، وما يحدث هو تصعيد خطير لحرب الإبادة فى ظل الدعم الأمريكى والصمت العالمى، مشيراً إلى أن ما حدث يعد رسالة عملية من الاحتلال بأنه غير معنى بأى اتفاق.
من جانبه قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن مجزرة المواصى تعد استكمال لحرب الإبادة الجماعية التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى محملا مسئوليته اللإدارة الأمريكية، التى تصر على مخالفة جميع قرارات الشرعية الدولية عبر استمرارها فى تقديم الدعم بالمال والسلاح لاحتلال.
طالب المتحدث مجلس الأمن الدولى، والمجتمع الدولى، بالتدخل الفورى لوقف هذه المجازر الدموية، وإلزام سلطات الاحتلال بالتوقف عن كل هذه الأعمال التى تنتهك جميع قرارات الشرعية الدولية وإنهاء عدوانها فوراً.
وطالبت الخارجية الفلسطينية الدول التى مازالت تدعم إسرائيل فى حربها على قطاع غزة، بالضغط عليها لوقف الإبادة الجماعية التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى الذى يتعرض لجرائم ومجازر على يد قوات الاحتلال.
أكدت الخارجية أيضاً أن هدف الحرب الإسرائيلية على غزة بات معلناً وهو القضاء على المدنيين الفلسطينيين.
فى الوقت نفسه أدانت الأردن استهداف تل أبيب الممنهج للمدنيين ومراكز ايواء النازحين فى غزة
على صعيد آخر أعلن فيليب لازارينى، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، أن الوكالة لديها أموال لمواصلة العمل حتى سبتمبر القادم فى ظلال تعهدات الجديدة بتقديم الأموال لها.
وقال لازارينى «عملنا بلا كلل مع الشركاء لاستعادة الثقة فى الوكالة»، بعد أن علقت دول عدة تمويلها فى أعقاب مزاعم إسرائيلية فى يناير بأن عدداً من موظفى الأونروا شاركوا فى هجوم 7 أكتوبر الذى نفذته حركة حماس على إسرائيل.
من جهة أخرى أعلنت اليابان أمس أنها ستقوم بتقييم شامل للاعتراف بدولة فلسطين، مع الأخذ فى الاعتبار تقدم عملية السلام فى الشرق الأوسط.
قالت وزيرة الخارجية اليابانية كاميكاوا يوكو، خلال مؤتمر صحفى بالعاصمة طوكيو، إنهم يدعمون حل الدولتين فى الشرق الأوسط.
أشارت إلى أن بلادها تتفهم هدف الفلسطينيين المتمثل فى إقامة دولة مستقلة وأنها تدعم جهودهم لتحقيق هذا الهدف.
أضافت «فيما يتعلق بالاعتراف بفلسطين، نريد الاستمرار فى معالجة هذه القضية بشكل شامل، مع الأخذ فى الاعتبار كيفية دفع عملية السلام».