تبقى دائماً ابداً «العدالة» هى الغاية التى يرنو إليها الجميع من أجل اقامة مجتمع يتمتع بكل ما هو مرغوب من رغد العيش ونشر الود والإخاء والمساواة بين بنى البشر وهى سمة جليلة تناولتها الكتب السماوية وأوردت نصوصاً مادحة فيه وفى العاملين على تطبيقه والجزاء الإلهى العظيم لمن يجعل منها دستور حياة داخل مجتمعه والناظر المدقق فى الكتب المقدسة يجدها مذكورة فى التوراة والإنجيل والقرآن فقد حثت الأديان على تطبيق «العدالة» على الجميع دونما أى تمييز بين شخص وآخر.. لذا لما سادت العدالة فى عصور الدولة الإسلامية المزدهرة وجدناهم سادوا العالم شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً وكانت أخلاقيات المسلمين داعية غيرهم للدخول فى هذا الدين الذى من أرقى سماته «العدل» بين الناس.
ــ كانت تلك «إرهاصة» ضرورية لما أريد الحديث عنه وهو موضوع الساعة على مستويات كثيرة.. وفاة لاعب كرة القدم والتى صاحبت وفاته آراء متضاربة و«لغط» من كل شكل ولون.. إما إلى أقصى اليمين أو أقصى اليسار.. ورغم أن «الحق واحد» لا يتعدد ولا يتجزأ.. فريق يلقى باللائمة على أشخاص معينين وبأنهم سبب معاناة اللاعب نفسياً حتى أفضى الأمر إلى وفاته وآخر ينفى بشدة التهمة عن نفسه.. من هنا وحسماً لهذا الأمر فإن الحكم الفصل فى هذا الأمر هو إحالة الأمر برمته إلى «النائب العام» فهو محامى الشعب ولديه من الصلاحيات والكوادر الفنية رجال النيابة ما يمكنه من الوصول إلى الحقيقة من أقرب الطرق.. فلا الأندية ولا وزارة الشباب والرياضة ولا غير ذلك يمكنه حسم هذا الأمر.. ففى مصر قانون يطبق على الجميع وليس هناك من هو فوق القانون.. ومن يدعى خلاف ذلك فيجب أن يكون أول من يخضع لسلطان القانون.. وفى النهاية لا نبغى من وراء إحالة قضية هذا اللاعب الذى يريد البعض إهدار حقه وحق أسرته ــ إلى القضاء المصرى هو إيصال رسالة إلى العالم إجمع أن فى مصر قضاءً شامخاً له كل الصلاحيات من أجل الوصول على إنصاف كل مظلوم وإعطاء كل ذى حق حقه فشريعة «الغاب» التى يريد البعض من معدومى الضمير والأخلاق أن تسود فى مصر ليس لها مكان فى عصر يرفع شعار «الشفافية» والعدالة الناجزة.. وهو ما نراه أمام أعيننا من خلال الأحداث والوقائع ولعل صدور حكم الإعدام البات على أحد قضاة مجلس الدولة خير دليل على ما أقول فليس هناك أحد فوق القانون.. ومن هنا فإن كل من يعتقد أنه يمكنه الإفلات من الوقوع تحت طائلة احكام ونصوص القانون فهو واهم واهم وسوف يأتى يوم قريب جداً يجد نفسه فيه عبرة لمن يعتبر.. وحوادث الزمان والمكان خير شاهد وأكبر دليل.