–نملك أول وحدة للتكنولوجيا الخضراء.. وإعادة التدوير ومعالجة المخلفات
–ندعم التنمية وزيادة معدلات التشغيل وتوفير فرص العمل لتحقيق رؤية مصر 2030
قفزت جامعة الأزهر خلال السنوات الأخير في التصنيفات الدولية محققة مراكز متقدمة حتى وصل ترتيبها 327 ضمن التصنيفات العالمية هذا الإنجاز تحقق نتيجة وجود أفكار، خارج الصندوق، بإنشاء حاضنات تكنولوجية ومنظومات للابتكار وريادة الأعمال أسهمت في نهاية المطاف إلى تحقيق التنمية في مجالات العلوم والهندسة والصيدلة، والزراعة، والطب، وكل عام يظهر علماء من جامعة الأزهر في التصنيفات الدولية كأساتذة متخصصين على مستوى العالم، يتم الاستشهاد بأبحاثهم.
«الجمهورية» ناقشت د. محمد جلال فرغلي مستشار رئيس جامعة الأزهر لدعم الابتكار وريادة الأعمال عن المدى الذي وصلت إليه جامعة الأزهر في مجال البحث التكنولوجي والحاضنات المتطورة وريادة الأعمال وتوطين التكنولوجيا الخضراء وإنشاء وادى العلوم.
- ما هي أبرز المشروعات التي تقدمها جامعة الأزهر؟
- تم إنشاء مكتب دعم الابتكار ونقل وتسويق التكنولوجيا في جامعة الأزهر بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا لتسويق المخرجات الناتجة من مشروعات التخرج ورسائل الماجيستير والدكتوراه من الكليات والمراكز البحثية والمعامل بالجامعة وتسويقها للصناعة والشركات والوزارات وانشاء وحدة تسجيل براءات الاختراعات والملكية الفكرية لمساعدة الباحثين وأعضاء هيئة التدريس وطلاب جامعة الازهر في تسجيل براءات الاختراعات وحماية حقوق الملكية للأبحاث والنشر العلمي والمؤلفات الأدبية، إضافة إلى انشاء وحدة المشروعات والمنح والتعاون الدولي التعريف أعضاء هيئة التدريس بأهم المنح والجهات المانحة الدولية والمصرية وأهم البرامج التمويلية للمشروعات البحثية المشتركة وكيفية التقدم لهذه المشروعات والحصول على التمويل، كما تم أنشاء حاضنة الأعمال التكنولوجية المتخصصة في مجالات الطاقة والذكاء الاصطناعي وإعادة تدوير المخلفات والتكنولوجيا الخضراء وهي أول حاضنة أعمال تكنولوجية يتم انشاؤها في جامعة الأزهر بالتعاون مع البرنامج القومى للحاضنات ( انطلاق ) بهدف توفير دعم مالی و حزم برامج تدريب وتأهيل رواد الأعمال والمبتكرين من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وخريجي الجامعة بقيمة تصل إلى 200 ألف جنيه لكل فكرة يتم قبولها ببرنامج الاحتضان منحة لا ترد ، وقد دعمت الحاضنة 10 شركات تكنولوجية ناشئة، وحاضنة تكنولوجي الصيدلة في يونيو 2012 وهى ثانى حاضنة أعمال تكنولوجية تم انشاؤها في جامعة الأزهر ومقرها كلية الصيدلة بنات لتدريب وتأهيل المبتكرين من الطلاب وعضاء هيئة التدريس وخريجي الجامعة بقيمة تصل الى 200 ألف جنيه لكل فكرة يتم قبولها ببرنامج الاحتضان، وحاضنة تكنولوجيا الزراعة بهدف دعم الحلول المتخصصة لمواجهة تحديات تغير المناخ في مجالات الزراعة وتكنولوجيا معالجة المياه والزراعة الذكية، وتقوم الحاضنة بتوفير دعم مالي للطلاب وأعضاء هيئة التدريس وخريجي الجامعة بقيمة تصل 200 ألف جنيه لكل فكرة يتم قبولها ، كما تم افتتاح بيت التصميم بالتعاون مع البنك المركزي وبنك مصر بمقر كلية الهندسة فرع قنا حيث يتعاون مع جميع المصانع والشركات في تقديم حلول تكنولوجية وتصميم وتنفيذ أجزاء ومكونات العديد من الأجهزة بديلا عن المكون المستورد ، دعما لجهود الدولة المصرية فى تعظيم وزيادة نسبة المكون المحلى المصرى دعما للصناعة المصرية وشعار صنع في مصر توفيرا للعملة الصعبة.

- إلى أين وصلت جامعة الأزهر في مجالات البحث العلمي والتكنولوجيا؟
- الجامعة حققت خلال الخمس سنوات الأخيرة قفزات كبيرة جدا لتصل في التصنيف العالمي للجامعات ووصلت إلى أكثر من مركز متقدم حيث ظهرت في كل التصنيفات العالمية الخاصة بالجامعات، وكل عام تتقدم الجامعة عدة مراكز حتى وصل ترتيبها ۳۲۷ على مستوى العالم، نتيجة الإهتمام الحاصل بالابتكار وريادة الأعمال، وإنشاء الحاضنات التكنولوجية، ونشر ثقافة الابتكار، ودعم التكنولوجيا فى الجامعة، مما أسهم في ظهور جامعة الأزهر لأول مرة فى تصنيف الجامعات المهتمة بالابتكار وريادة الأعمال القادرة على ثقل مهارات الخريج وعضو هيئة التدريس وإدارة الجامعة بشكل عام، حيث تحظى جامعة الأزهر بعدد كبير جدا من الأساتذة ممن ظهروا ضمن 2 الأكثر تأثيرا على مستوى العالم فى جميع المجالات، سواء أكان مجال العلوم والهندسة والصيدلة والزراعة والطب وكل عام يظهر علماء من الجامعة في التصنيفات الدولية كأساتذة متخصصين على مستوى العالم يتم الاستشهاد بأبحاثهم ، وزاد معدل الاستشهاد بالأبحاث العلمية التطبيقية التي تقوم بها جامعة الأزهر بشكل كبير جدا لوجود بروتوكولات تعاون مع أكثر من جامعة مرموقة على مستوى العالم في عدد كبير من التخصصات، فالجامعة لها دور في مجالات عديدة عكس ما يتوقعه البعض أنها جامعة للعلوم الدينية والشرعية فقط، ولكن حاليا وصل عدد الكليات بها لأكثر من 100 كلية وهو أكبر عدد موجود في جامعة على مستوى العالم، وفيها أكثر من 38 مركزا بحثيا متخصصا، وتعتبر جامعة الأزهر الأولى في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا والوطن العربي يدرس بها قرابة 40 ألف طالب وطالبة من 140 دولة ثلثهم يدرسون بكليات علمية، وبالتالي هناك مراكز بحثية كثيرة داخل جامعة الأزهر وبروتوكولات تعاون بين مؤسسات دولية ومصرية تتنوع بين التكنولوجيا الخضراء، والعلوم الطبية، الصيدلانية، والزراعية.

- ما المقصود بالتكنولوجيا الخضراء وما الهدف منها ؟
- أصدر د. سلامة داوود رئيس جامعة الأزهر قرارا بإنشاء أول وحدة للتكنولوجيا الخضراء وإعادة التدوير، وهى نقلة نوعية كبيرة ، والهدف منها العمل على معالجة كل أنواع كل المخلفات، سواء زراعية أو إلكترونية من الأجهزة الكهربائية التالفة كالهواتف المحمولة، والكمبيوتر ، وغيرها ، وإعادة استخدام مكوناتها، باستخلاص المعادن منها كالذهب والفضة والنحاس، وهناك مشروع إعادة تدوير إطارات سيارات النقل، لأن حوالي تسعين في المائة من استهلاكنا للإطارات يتم استيراده من الخارج فبدلا من التخلص منها بالحرق وبالتالي تسبب تلوث للبيئة نقوم من خلال هذه الوحدة باستخراج الخامات منها، مثل المطاط والمعدن الخفيف «السيور» والنسيج، لنستطيع من خلاله إنتاج 6 أو 7 مكونات أخرى من المطاط، ويصل سعر الطن أكثر من 5 آلاف دولار، وهو ما ينتج عنه توفير العملة ومكونات الإنتاج للمصانع من المطاط، وبالتالي تصبح مصدرا من مصادر صناعة السيارات في المستقبل فضلا عن مشروعات الصرف الصناعي.
- ماذا تقدم منظومة الابتكار وريادة الأعمال والحاضنات التكنولوجية؟
- تمثل ريادة الأعمال والابتكار ونقل وتوطين التكنولوجيا إحدى العناصر الرئيسية التي تدفع عجلة الاقتصاد المصري، وتعمل على زيادة الترابط بين الاقتصاد وتحسين البيئة، حيث تساهم ريادة الأعمال والشركات الناشئة فى دعم تنافسية وتنوع الاقتصاد المصري، فضلا عن تعزيز الابتكار في مختلف مجالات التنمية وزيادة معدلات التشغيل وتوفير فرص العمل اللائقة، مما جعل الدولة المصرية توجه كافة أوجه الدعم للشباب والأفكار الريادية التي تعتبر عاملا رئيسيا لتحقيق «رؤية مصر 2030»، ودائمًا ما يدعو الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الاهتمام برواد الأعمال، وقد شهد منتدى شباب العالم في نسخته عام 2018 الإعلان ضمن توصياته إطلاق مبادرة دولية لتدريب 10 آلاف شاب مصرى وأفريقى على ريادة الأعمال، وإنشاء 100 شركة متخصصة فى مصر وإفريقيا في هذا المجال وتوجيه مؤسسات الدولة لإنشاء مركز إقليمي الريادة الأعمال.
- حدثنا عن وادى العلوم والتكنولوجيا بجامعة الأزهر وكذلك معمل الابتكار؟
- تُعد جامعة الأزهر هى أول جامعة مصرية تقوم بإنشاء وادى العلوم والتكنولوجيا والحاضنات التكنولوجية تفعيلا للقانون رقم 23 لسنة 2018 الخاص بدعم حوافز الابتكار والعلوم والتكنولوجيا والذي أقره الرئيس السيسى ويعد أحد أهم القوانين الداعمة لنشر مفهوم وثقافة ريادة الاعمال ودعم الابتكار ونقل وتسويق وتوطين التكنولوجيا والذي أتاح لأول مرة فى تاريخ الجامعات المصرية والمؤسسات التعليمية والبحثية الحق في انشاء شركات تقوم على استغلال مخرجات البحث العلمى وتسويقها ، مما جعلنا ننتقل إلى إنشاء معمل الابتكار وتصنيع النماذج الأولية والذي يحتوى على أحدث أجهزة ومعدات التصنيع التي تعمل بالتحكم الرقمي.
- هل وجدتم صدى لما تقومون به من أعمال في مجال التقدم التكنولوجي؟
- بالفعل وجدنا أصداء تمثلت في الحصول عام الدراسة تخصص ريادة الأعمال في كبرى الجامعات بالولايات المتحدة الامريكية والمملكة المتحدة وألمانيا ، إضافة إلى اختيار سلسلة الحاضنات التكنولوجية ( رواق ) ضمن أفضل ٦ حاضنات على مستوى الجامعات المصرية الحكومية والخاصة من قبل برنامج دعم رواد الاعمال والحاضنات التي تشرف عليه الوكالة الامريكية للتعاون الدولى مع الحكومة المصرية ووزارة التجارة والصناعة وتقديم برنامج تدريبي على 12 منحة لمدة عام ودعم فنى لإنشاء معمل الابتكار بالحاضنة كمنحة تمويلية كاملة للحاضنة، وتم عقد اتفاقيات تعاون مع العديد من الجامعات الدولية المرموقة مثل جورج و واشنطن ، وجورج تـ تاون ، وكارنج، وبيتيسبرج وميتشيجين بالولايات المتحدة الأمريكية، وجامعات فريدريك اليكساندر بألمانيا ، وجامعات بيرمنجهام، ولندن، وسيوس بالمملكة المتحدة وجامعة قبرص الوطنية، وعدد من الجامعات الماليزية، إضافة الى الجامعات المصرية مثل جامعة النيل ، وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا.
- هل تتعاون جامعة الأزهر مع مراكز البحوث العلمية؟
- إن جهودنا ليست مجرد أبحاث توضع في أدراج المكاتب بل عمل فاعل بهدف تحقيق نتائج تعود بالنفع على المجتمع، لذلك فإن هناك تعاونا بين جام امعة الأزه ة والمراكز زهر والمؤسسات الصناعية . البحثية والشركات على مستوى مصر والعالم وهناك شراكة مع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجي أسهمت في انتاج إنتاج مشروعات بحثية تطبيقية كثيرة مثل مشروع ضخ مياه الآبار العميقة وتحليتها باستخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية في حلايب وشلاتين، ليكون جزءا منها قابلا للشرب والآخر لعمل مصائد زراعية وسمكية بالتعاون مع الأكاديمية استطعنا أن نصنع ثلاجات تجمد المياه المالحة بدل العذبة للحفاظ على الاسماك مدة بقاء الصيادين في البحر، ومشروع توفير مياه شرب عن طريق تكنولوجيا الترشيح الطبيعى لمياه الأنهار بما يسهم في وتوفير مبالغ ضخمة لإنشاء محطات تنقية باستخدام الطفلة والطين وهما مروقات طبيعية.
- استطعتم تطوير جهاز معالجة الصرف الصناعي؟ فما هي أوجه الاستفادة منه؟
- يقدم الجهاز طريقة معالجة صديقة للبيئة ومنخفضة التكلفة وعالية الجودة وغير تقليدية في معالجة مياه الصرف الصناعي للصناعات كثيفة الاستخدام للمياه كمصانع الورق والرخام والحديد مما يقدم حلا غير تقليدى فى تحديات التغير المناخي في مجال المياه، كما يسهم الجهاز في استرجاع وإعادة استخدام نحو 90% من المياه المعالجة مرة أخرى في العمليات الصنا اعية ويمنع تلوث ا الإنتاج ويحافظ على ا البيئة مما يوفر تكلفة الموارد المائية، وقد تم تجربة الجهاز بنجاح، كما أن الجهاز يسهم في مكافحة بقع الزيت الملوثة للنهر قبل انتشارها وسريانها مع مجرى النيل حيث يتدخل سريعا للمنطقة الملوثة ويقوم بفصل المياه النقية عن الزيت وإعادتها للنيل خلال 30 دقيقة فقط ، وتم عرض الجهاز في معرض القاهرة الدولى للابتكار بمشاركة 100 دولة وحصل على الجائزة الذهبية كأفضل ابتكار يساهم في التنمية المستدامة ومعالجة مياه الصرف الصناعي وتوجيه الدعوة العرضه في معرض الابتكارات الخاصة بمعالجة المياه ببرلين، وجاء السفير الألماني لزيارة مكتب الابتكار في المركز الرئيسى بمحافظة قنا المطالعة المشروعات التي تم تنفيذها مع الجانب الألماني بحضور ١٥ ممثلا المؤسسات ألمانية.