يواصل الاحتلال الاسرائيلى مجازره بحق المدنيين الفلسطينيين فى قطاع غزه لليوم الـ279، حيث ارتفعت حصيلة الشهداء الى نحو 38350 شهيدا وسط انتشار عشرات الجثث فى شوارع القطاع، بينما تتوالى الدعوات الدولية الى وقف العدوان الاسرائيلى وادخال المساعدات واطلاق سراح الأسري.
الوضع السييء فى القطاع دفع رئيس الوزراء الإسبانى بيدرو سانشيز، إلى حث الغرب على رفض المعايير المزدوجة، فيما يتعلق بحرب الإبادة الجماعية فى غزة. وقال «سانشيز»، فى قمة الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيس الناتو فى واشنطن: «إذا قلنا لشعبنا إننا ندعم أوكرانيا لأننا ندافع عن القانون الدولي، فهذا هو نفس ما يتعين علينا القيام به تجاه غزة.
وأكد الزعيم الإسباني، أنه يجب أن يكون هناك موقف سياسى ثابت «ليس فيه معايير مزدوجة. وأوضح سانشيز أنَّ العالم بحاجة إلى الضغط من أجل وقف هذه الأزمة الإنسانية الرهيبة التى تؤثر على الفلسطينيين، ودعا إلى عقد مؤتمر دولى للسلام للدفع من أجل إقامة دولة فلسطينية.
على صعيد آخر، ذكرت الحكومة البريطانية فى بيان أن رئيس الوزراء الجديد كير ستارمر ناقش مع الرئيس الأمريكى جو بايدن التطلعات لوقف إطلاق النار فى غزة وإطلاق سراح المحتجزين لدى حماس وإدخال المساعدات إلى القطاع وإحراز تقدم نحو حل الدولتين للصراع الإسرائيلى الفلسطيني.
ميدانيا، واصلت الطائرات الإسرائيلية قصفها لمختلف مناطق غزة فى اليوم 279 من الحرب مخلفة أعداد كبيرة من الشهداء و الجرح ، حيث أعلنت وزارة الصحة فى القطاع ارتفاع عدد ضحايا الحرب إلى 38 ألفاً و345 فلسطينياً، فيما بلع عدد المصابين 88 ألفاً و295 منذ 7 أكتوبر.
وأضافت الوزارة، فى بيان، أن الهجمات الإسرائيلية على القطاع أسفرت عن 50 شهيدا فلسطينياً خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، حيث ارتكبت قوات الاحتلال الاسرائيلى اربع مجازر بحق العائلات الفلسطينية.
وأعلن جيش الاحتلال رسميا انتهاء عمليته العسكرية فى حى الشجاعية والتى استمرّت أسبوعين. وعاد المواطنون إلى الحى الذى اصبح سراباً بعدما تعرض لتدمير اكثر من 58 ٪ من المبانى السكنية حيث اصبحت منطقة منكوبة لا تصلح للمعيشة الآدمية، وذلك وفقا لمصادر فلسطينية . . وأوضح الدفاع المدنى بغزة أنه تم العثور على نحو 60 جثة تحت الأنقاض عقب الاجتياح البرى لجيش الاحتلال.
وفى مديننتى غزة ورفح الفلسطينية، تواصل قصف الاحتلال على أحياء المدينتين، فى وقت لم يستطع فيه عناصر الدفاع المدنى الوصول إلى جثامين الشهداء الملقاة فى الشوارع. وقصف الطيران الإسرائيلى حى تل الهوى فى مدينة غزة مع استمرار عمليات التوغل ونسف المنازل.
وقالت مصادر إن جيش الاحتلال وسّع عملياته العسكرية فى حى الرمال جنوب غرب مدينة غزة. وأضافت أن المنطقة تعرضت لقصف مدفعى وجوى متواصل، مشيرا إلى أن المقاومة خاضت اشتباكات ضارية ضد قوات الاحتلال المتوغلة جنوبى غربى مدينة غزة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن غارة إسرائيلية استهدفت منزلا فى منطقة الزعفران فى مخيم المغازي، كما أطلقت مسيّرة إسرائيلية صاروخا باتجاه منزل فى مخيم النصيرات.
بالمقابل، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلى إن 5 قذائف صاروخية أُطلقت من رفح على مناطق بغلاف غزة والدفاعات الجوية اعترضتها دون أضرار.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدنى فى غزة محمود بصل إن أكثر من 30 جثة شهيد ما زالت ملقاة فى شوارع حى الرمال ومنطقتى الصناعة والكتيبة بمدينة غزة حيث تواصل قوات الاحتلال توغلها وقصفها العنيف.وأشار إلى أن عشرات من المناشدات تصل الدفاع المدنى من جرحى وعائلات محاصرة، لكنهم لم يستطيعوا الوصول إلى حى تل الهوى أو المناطق المستهدفة بسبب إطلاق النار وقصف قوات الاحتلال.
فى المقابل، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن جنديا قتل خلال المعارك الدائرة فى وسط قطاع غزة. وأوضحت أن الجندى القتيل يتبع الكتيبة 931 فى لواء ناحال. وبهذا يرتفع عدد القتلى من الضباط والجنود الإسرائيليين منذ بداية الحرب الى 681 قتيلا، بينهم 328 منذ بدء العملية البرية فى القطاع.
من ناحية أخري، قال مسؤول أمريكى إنّ إدارة الرئيس جو بايدن ستستأنف شحن قنابل زنة 500 رطل إلى إسرائيل، لكنها ستواصل إرجاء إرسال قنابل زنة 2000 رطل بسبب مخاوف من استخدامها فى قطاع غزة، بحسب «رويترز».
وعلقت الولايات المتحدة فى مايو شحنة قنابل زنة ألفى رطل و500 رطل بسبب القلق من التأثير الذى يمكن أن تحدثه فى غزة، خلال الحرب. وكان قلق الإدارة يتمحور بشكل خاص حول إمكانية استخدام مثل هذه القنابل الكبيرة فى رفح الفلسطينية التى لجأ إليها أكثر من مليون نازح فلسطيني.
وأوضح المسؤول الأمريكي، أنَّ القنابل زنة 500 رطل كان تم تجميعها فى نفس الشحنة مع القنابل الأكبر التى تم تعليقها مؤقتًا وبالتالى توقفت. وتابع: «كان مصدر قلقنا الرئيسى -ولا يزال- هو الاستخدام المحتمل للقنابل زنة ألفى رطل فى رفح ومناطق أخرى فى غزة، ولأن قلقنا لم يكن يتعلق بالقنابل زنة 500 رطل فإنها تمضى قدما فى إطار العملية المعتادة..
وكشف مصدر مطلع ان الولايات المتحدة أخطرت إسرائيل بأنها ستفرج عن القنابل زنة 500 رطل، لكنها ستبقى الحظر على القنابل الأكبر.
إنسانيا، قالت مصادر إن محطات تحلية مياه الشرب التى تزود مناطق شمال غزة ومدينة غزة بالمياه توقفت عن العمل بسبب نفاد الوقود.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلى يمنع منذ بداية الحرب إدخال الوقود إلى شمالى القطاع. وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قد تحدثت عن انتشار مرض الكوليرا نتيجة اضطرار النازحين لشرب مياه غير صالحة للشرب بعد تدمير الاحتلال معظم آبار المياه شمال غزة.
قالت منظمة الصحة العالمية: إن المنشآت الصحية فى قطاع غزة تعرضت لأضرار جسيمة وخرج كثير منها عن الخدمة وتؤكد ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار.. كما حذرت منظمة أطباء بلا حدود من توقف الرعاية الصحية فى مجمع ناصر الطبى فى خان يونس جنوبى القطاع، نتيجة نقص حاد بالإمدادات الطبية والوقود. يذكر أن مجمع ناصر الطبى يعد آخر مستشفى لا يزال يعمل فى جنوب غزة، وسط الارتفاع السريع بأعداد الجرحى والمرضي.
من جانبها، قالت مديرة وكالة التنمية الدولية الأمريكية سامانثا باور إنها وصلت إلى إسرائيل لبحث سبل تحسين التواصل والتنسيق بين المسؤولين الإسرائيليين والشركاء فى المجال الإنسانى لإيصال المساعدات بشكل آمن لسكان قطاع غزة.وأضافت باور، عبر منصة «إكس»، أن هذا الأمر بالغ الأهمية لمواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة والمستمرة فى الانتشار بجميع أنحاء القطاع.