تخيل مدى الشعور بالانتشاء.. عندما تجد نفسك فى حديقة محاطة بأشجار كثيفة تغرد على أغصانها البلابل والطيور الغناء.. تخيل نفسك وأنت جالس فى شرفة منزلك وبها قصارى الزهور البديعة.. تخيل نفسك وأنت تسير وسط الحقول وداخل بساتين الفاكهة.. فى الريف الجميل.. بالتأكيد ستشعر بالراحة النفسية الغامرة.. وتتمنى المزيد والمزيد من البقاء فى تلك الحالة من النشوة.
تخيلت ذلك وتملكتنى السعادة عندما أكد رئيس الوزراء.. خلال تفقده منذ بضعة أيام منطقة القاهرة التاريخية.. سرعة الإسراع بزيادة المساحات الخضراء ليس بالقاهرة وحدها وإنما بمختلف المحافظات.. تنفيذا للمبادرة الرئاسية 100 مليون شجرة كأولوية قصوى للحكومة الجديدة.. لأن هذا هو بيت القصيد.. فلا أحد ينكر أهمية الأشجار كرئة خضراء نتنفس من خلالها الهواء النظيف والنقى والنسيم العليل الذى نستشعره فى أوقات العصاري.. ناهيك عن المناظر البديعة عندما تشاهد البساط الأخضر وهو يحيط بك من كل جانب.
الحقيقة مبادرة الـ100 مليون شجرة بدأت أواخر عام 2002 خلال مؤتمر المناخ بشرم الشيخ وتستمر لمدة 7سنوات وعلى مرحلتين الأولى شملت 13 محافظة بهدف التصدى والتكيف مع الآثار السلبية للتغيرات المناخية على النواحى الاقتصادية والبيئية والجمالية.. لذا كان من المبادرة أهداف زيادة الرقعة الخضراء تمكننا من العيش فى بيئة نظيفة وتحسين نوعية الهواء واختيار عدد 100مليون شجرة.. القصد منها أن يكون لكل مواطن شجرة.. وبالتالى زيادة نصيب كل فرد من المساحات الخضراء.. لتكون مصر من أكثر الدول حظاً فى هذا المجال الأخضر.. وان تكون الأشجار متنوعة وليست قائمة على صنف واحد فالأشجار أنواع عديدة سواء المثمرة أو الخاصة بالزينة.
صراحة الحرص على تنفيذ تلك المبادرة.. سيجعل مصر.. واحة خضراء وجنة الله على أرض المحروسة.. مصداقا لكلماته سبحانه فى قرآنه المجيد «فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم…» يقصد اخراج بنى إسرائيل وحرمانهم مما تتمتع به مصر.. فالاستمرار يعنى تنفيذ المبادرة الرئاسية فى موعدها والتى بالإضافة إلى ما هو موجود.. ستكون بالفعل مصر جنة الله على أرضه وبالتالى سيؤثر ذلك على تلطيف درجات الحرارة وبالتالى تقليل الضغط على استهلاك الكهرباء وتقليل استيراد الأخشاب من الخارج من زراعة الغابات فى المناطق الصحراوية بالذات.
وأتمنى فى حالة زراعة الأشجار المثمرة كالفاكهة بأنواعها.. ألا تمتد أيدى الصغار لقطفها بطريقة عشوائية قبل أن تنضج.. ليكتب لها النجاح مثل تجربة الشيخ زايد فى الإمارات.. حيث تمت زراعة أشجار مثمرة كالتفاح والخوخ ومازال الأهالى يأكلون منها مجانا للآن فلو نجحنا فى مصر فى تحقيق ذلك سيتم توفير الفاكهة مجانا وبالتالى حدوث اكتفاء ذاتى وتخفيف فاتورة الاستيراد، ناهيك عن الشكل الجمالي.
الحقيقة المبادرة.. رائعة وبدء الحكومة الجديدة وضعها فى جل اهتمامها.. بشرى خير.. فلسنا أقل من أوروبا التى تتميز بكثرة الغابات ساعدها فى ذلك الشتاء الممطر غالبية العام، وقد لاحظت ذلك خلال زيارتى لكثير من دولها بالإضافة إلى كثرة مشاهدة الزهور فى شرفات المنازل بل وعلى الواجهة والأسوار المحيطة بها أيضا، لذا كان إصرار الحكومة أيضا على إعادة احياء حديقة الأزبكية التراثية ضمن مشروع تطوير القاهرة الخديوية التى كانت قطعة من أوروبا فى المساحات الخضراء والجمال وكذلك الاهتمام بسرعة تنفيذ مشروع «تلال الفسطاط» التى تعد من أكبر الحدائق فى الشرق الأوسط حيث تقع على مساحة 500 فدان فى قلب القاهرة.. التى بالفعل فى حاجة إلى المزيد من التوسع للمساحات الخضراء لكثرة تعداد السكان بها.
وفى النهاية.. مصر تتمتع بكافة المقومات التى تجعلها فى مصاف الدول بفضل الإرادة والقدرة على التنفيذ.. بشرط أن نحافظ نحن كمواطنين على كل شجرة والقيام برعايتها.. وأن نحرص على زراعة الزهور فى الشرفات كمنظر جمالي.. وهذا لا يكلفنا الكثير.
.. وأخيراً :
> مصر.. ستظل جنة الله على أرضه.
> الأشجار.. بالفعل تعمل على تخفيف درجات الحرارة.
> المواطنون.. يعلقون آمالا من الحكومة الجديدة.
> الاحتفاء الشديد من ملك دولة تايلاند بشيخ الأزهر.. يشرح القلب.. ويؤكد مدى ثقة الدول الإسلامية فى مصر الأزهر.
> حوار أبناء السودان فى القاهرة.. تحت شعار (معاً لوقف الحرب) يعنى أن مصر ستظل الحاضنة للعرب والحريصة على مصالحهم.
> بالرغم من مطالبات الديمقراطيين له بالانسحاب من الانتخابات الرئاسية.. بايدن يكابر ويغرد خارج السرب.
> مبروك.. عودة حزب العمال لحكم بريطانيا.. فهل ينجح ستارمر رئيس الوزراء.. فيما فشل فيه سوناك المحافظ؟!
> شهد شاهد من أهلها.. نصف الإسرائيليين.. يرون ان نتنياهو يطيل أمد الحرب فى غزة لأسباب سياسية.
> فوز مسعود بيزشكيان.. برئاسة إيران.. هل سيغير من الأمر شيئاً؟!!