بطبيعة الحال، المواقف النبيلة والشريفة والثوابت الراسخة، لها ثمن لابد أن تدفعه، كما ان النجاح والتطلع إلى المستقبل بثقة له ثمن يجب أن تسدده كما أن القوة والقدرة، وما لديك من أرض صلبة تقف عليها، من الطبيعى أن يكون لك أعداء يريدون اسقاطك، خاصة إذا كنت تقف حجر عثرة أمام مشروعاتهم الشيطانية وتفسد مخططاتهم، ومؤامراتهم وتحول دون تحقيق أهدافهم، لذلك تبقى دائماً فى حالة استهداف بوسائل وأشكال شتي، أمنية، اقتصادية.
وأظننى استطيع أن أقول وبثقة ان مصر أكثر دولة فى العالم مستهدفة طبقاً لمعطيات الواقع، وتفاصيل ومحتوى المشهد الحالي.
وحتى تفهم الموضوع، كما يقول أهالينا البسطاء، وبشكل واضح وصريح مصر رفضت التنازل عن شبر واحد من أرضها فى سيناء، أو حبة رمل من رمالها.. لصالح المشروع الصهيوني، الذى قوامه من النيل إلى الفرات أو إسرائيل الكبري، والذى يعتمد فى الأساس على تصفية القضية الفلسطينية، وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم خاصة قطاع غزة واجبارهم بعد القضاء على كافة مقومات الحياة فى القطاع لا بشر ولا شجر، ولا طعام ولا غذاء ولا مال ولا دواء إلى النزوح إلى الأراضى والحدود المصرية وبالتالى محاولة الضغط على مصر، وفرض أمر واقع بقبول توطين الفلسطينيين فى سيناء وبالتالى موت القضية الفلسطينية، ونشوب مخاطر جسيمة على الأمن القومى المصري، وهو ما رفضته الدولة المصرية وقيادتها العظيمة الشريفة المخلصة بحسم قاطع، بل وبتهديدات واعتبار ذلك «خطاً أحمر» وقضية أمن قومى لا يمكن المساس به، أو التهاون والتفريط فى حمايته، وأنه لن يحدث ولعلك تتذكر رسالة الرئيس السيسى الواضحة الكاشفة التى تحمل كل المعاني، «سيناء يا تبقى مصرية، يا نموت كلنا» وهو ما يجب ان يجعلنا نوجه تحية اجلال واعتزاز وفخر بقائد عظيم ابن مصر وأرضها الطيبة وهو الرئيس عبدالفتاح السيسي، إذا فهمنا لماذا مصر مستهدفة وتمارس عليها الضغوط القاسية، والتهديدات، والحصار، وحملات الأكاذيب والشائعات والتشويه والتشكيك والتحريض، والدعوات المشبوهة، فمن يحرك كل ذلك هى قوى الشر من الصهيونية، ورعاتها وحماتها وداعميها بالمال والسلاح، والسياسة والدبلوماسية والحصانة والصحفيين فى المؤسسات الأممية والدولية حتى وصلت الأمور إلى تهديدات مباشرة لمحكمة العدل والجنائية الدوليتين ولعل تفسير عدم حساب أو إيقاف عربدة وجرائم إسرائيل وحرب الإبادة وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية من قتل وحصار وتجويع واستهداف متعمد ومباشر للأطفال والنساء المدنيين والأطباء والصحفيين، والتنكيل والتعذيب للأسرى والمعتقلين، حتى يموتوا أو لا يصلحوا للحياة بعد إطلاق سراحهم تحت مسمع وبصر الولايات المتحدة والغرب الداعم للاجرام الصهيوني، فى تواطؤ سافر وأهداف شيطانية خبيثة.
وحتى نفهم أكثر، فإن كل ما يدور فى المنطقة فى كافة الاتجاهات الاستراتيجية فى البر والبحر يستهدف مصر، وإنها هى الهدف وليس فقط كما قال وزير المالية السودانى جبريل محمد إن ما يدور فى السودان وغيرها من دول الجوار الهدف منه مصر.. ولكن كل الشرفاء يدركون ذلك جيداً، لذلك تتعامل القيادة السياسية المصرية بحكمة ووعى واقتدار وفهم ودون تهور أو اندفاع أو استجابة للاستدراج، بل السعى إلى الصبر الاستراتيجي، لتفويت الفرصة على المتآمرين، والحيلولة دون تنفيذ أهدافهم عبر وسائل وتحركات سياسية ودبلوماسية شديدة الخصوصية، وهنا أقول ان مصالح الدول والحفاظ على الأوطان تجرى وفق حسابات وتقديرات دقيقة وليس بالعواطف، والشعارات لذلك ترصد ان منابر قوى الشر وأدواتها من الإخوان المجرمين، تعمل على تسخين مصر وتصدير صورة مشوهة عنها واستجابة وتنفيذ للمخطط الصهيوني- الأمريكى لدفع مصر إلى مستنقع الاستدراج والاستنزاف بهدف إضعافها، وضرب مشروعها الوطنى للتقدم، وحرمانها من حصد نجاحاتها وفتح الأبواب أمام صراعات يحاولون فيها استدراج مصر، والتى ستقف منفردة فى مواجهة قوى الشر، لذلك ليس غريباً ان ترى هذا النضج المصري، والعبقرية الرئاسية فى ادارة الصراعات والتهديدات دون ان تلحق بنا خسائر، والرهان على الوقت وان كل شيئ سوف ينتهى لكن الهدف الاستراتيجى ان تبقى مصر قوية وقادرة تقف على أرض صلبة، مهما حاصروها بالأزمات والتهديدات والحرائق المشتعلة فى كل اتجاه وعلى مختلف الحدود، وليس غريباً أيضاً ان ترى اشتعال البحر الأحمر، واضطرابات وتوتر، تصيب قناة السويس بالضرر، وتخفض عوائدها وإيراداتها، كل ذلك مرسوم ومخطط بهدف محاولة احكام الحصار الاقتصادى على مصر، وحرمانها من مورد استراتيجى للعملات الصعبة، بعد أكبر عملية تطوير لقناة السويس، تجاوزت بعدها عوائد القناة 10 مليارات دولار وكانت سوف تشهد المزيد لو لا ما نفذته أذرع المؤامرة فى المنطقة ليس خفياً على أحد حجم التهديدات التى تواجه مصر فهى غير مسبوقة، لم تحدث فى تاريخها وليس خفياً أيضاً حجم الضغوط التى تتعرض لها مصر، وأيضاً حجم الابتزاز وكذلك الاغراءات غير المسبوقة من أجل أن تفرط مصر فى جزء من سيناء لكن شرف الوطن والقيادة وشموخ مصر يأبى ذلك، ولو قالت مصر نعم وهذا لم ولن يحدث لانتهت كافة الأزمات، ورفع الحصار الاقتصادى وانتهى مسلسل ابتزاز مصر من خلال مواردها الوجودية، واطفأت الحرائق المشتعلة فى كل اتجاه من حولها، وانتهى تطويقها لكن مصر شريفة وعظيمة ولذلك أقول للمصريين عليكم ان تفخروا بوطنكم وقيادتكم التى تصدت للمؤامرة بقوة وشرف وحسم وشموخ.
المواطن المصري، هو هدف المؤامرة وهو مفتاح العبور منها، ولذلك هو مطالب بالفهم الكامل، والوعى الحقيقى لحقيقة ما يجرى من حوله، ويستهدف وطنه، وما يحاك له، لذلك أقول للمواطن المصرى القابض على جمر الوطنية والحفاظ على وطنه لا تسمح لأحد أن يخدعك أو يغرر بك، أو يهدم وطنك، فهو الأبقى والأعز، وأحذر من حملات الشر والتشكيك والتشويه والتحريض فهى أدوات ووسائل الأعداء الذين لا يقوون على مواجهة وطنك القوى القادر، وأحذر من الفوضى فأنت الوحيد الذى تدفع الثمن، وانظر حولك لدول وأوطان ضاعت، انها حرب شاملة ضد مصر، بهدف تركيعها واجبارها على قبول ما يتنافى مع ثوابتها المقدسة، وما يتعارض مع كرامتك الوطنية، إياك أن تنساق أو تنخدع فى كلام معسول وأحاديث ما هى إلا إفك، يخدعونك، فيدمرونك، ثم يتركونك تتجرع مرارة الندم، وتواجه المصير المظلم، والهلاك والدمار بلا حياة وبلا وطن، فكن مع الوطن، فكل الأزمات والمحن والشدائد المصنعة راحلة وزائلة، وسوف يعلو ويتقدم الوطن مهما كانت التحديات والأزمات والمخططات والمؤامرات، واقرأ التاريخ واعرف واعلم أن لديك قيادة وطنية شريفة تدافع عن كرامة الوطن بكل ما تملك من قوة.