يقوم الوسطاء فى مصر وقطر والولايات المتحدة بجهود حثيثة لإنجاز اتفاق تهدئة بين حماس وإسرائيل واطلاق سراح الرهائن من الجانبين ومحاولة الوصول لاتفاق كامل لوقف إطلاق نار يحقن الدماء ويعيد الهدوء لمنطقة الشرق الأوسط والتى يشعلها الغرور الإسرائيلى واليمين المتطرف الصهيوني.
واقع الحال يؤكد ان العالم توصل لنتيجة واحدة هى ان حرب الابادة التى تمارسها حكومة إسرائيل المتطرفة ليس لها مبرر وان امداد الدولة العبرية بالسلاح الغاشم تسبب فى مقتل آلاف من الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى وان حرب الابادة وصمة عار فى جبين البشرية وطلب الشباب الثائر ضد الجرائم الإسرائيلية من حكوماتهم وقف امدادها بالسلاح.
كشف استطلاع رأى للقناة 12 الإسرائيلية ان67 ٪ من الإسرائيليين يرون ان الأولوية يجب ان تعطى لاستعادة الاسرى مقابل 26٪ طالبوا باستمرار الحرب وان الطرفين المتحاربين ادركوا بعد 8 شهور من الاقتتال ان الحرب عصفت بأحلام الطرفين فلم تهزم حماس ولم تنجح إسرائيل فى الافراج عن الاسري.
وما زاد الطين بلة قيام إسرائيل بمصادرة مزيد من الأراضى فى الضفة الغربية تقدر بــ 12 كيلو متراً لبناء 5 مستوطنات جديدة فى تحد جديد للعالم وكأنها تقول انها غير معنية بمظاهرات طلاب الجامعات ومقاطعة بعض الدول واعتراف أخرى بقيام دولة فلسطينية أو احكام الجنائية الدولية أو قرارات الأمم المتحدة.
إن العالم أمامه فرصة ذهبية لاستعادة السلام فى الشرق الأوسط من خلال وقف الاقتتال وإطلاق الاسرى من الجانبين وقيام دولة فلسطينية بحكومة يختارها الشعب الفلسطينى على حدود 1967 ليعيش الشعبان فى أمن وسلام وتتوقف إلى الابد لغة التهديد والدمار وسفك الدماء وكفى البشرية بحور الدم التى تسبب فيها العدوان الإسرائيلى وهو ما يطلق علية محرقة غزة المعاصرة بعد محرقة النازية ضد اليهود.
ولقد اثبت التاريخ المعاصر ان المقاومة لم تهزم وانتصرت على الاستعمار فى الجزائر وفى فيتنام وغيرها فى بلدان أخرى فى آسيا وأفريقيا نالت استقلالها وحريتها ومعنى هذا ان حماس وحركات المقاومة فى فلسطين سوف تنتصر فى النهاية بعد ان ألهموا بثورتهم شباب العالم حتى تقام لهم دولتهم المستقلة فإن الشباب الثائر اليوم سوف يتقلد فيما بعد مقادير الامور فى الغد القريب.
ان جبهات الحرب فى الشرق الأوسط سوف تهدأ اذا ما تم التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية فى اليمن والبحر الأحمر ولبنان وسوريا والعراق بشرط ان يتم حل المسائل العالقة فى كل الجبهات وان تتوقف الدول الكبرى عن تاييد دولة إسرائيل لضم مزيد من الأراضى فى كل الجبهات خاصة أراضى فلسطين واستصدار قرارات أممية خاطئة ضد المنطق والعقل لصالح الدولة المعتدية وتصبح فلسطين شعبا بلا وطن.
ان العالم اليوم أمام فرصة ذهبية لحل القضية الإسرائيلية الفلسطينية بشرط تحقيق العدالة الغائبة منذ 75 عامًا وان يحصل كل من الشعبين على سلام عادل يحقق تطلعات الشعبين فى حياة كريمة اسوة بباقى الشعوب.