بهدوء.. فى أجواء عالمية وإقليمية ومحلية أيضاً يغلب عليها القلق والترقب لما هو آت خلال هذه الأيام ومع الحرب بين الفلسطينيين والإسرائيليين ومع الحرب فى كل من أوكرانيا.. والسودان.. وسوريا.. والعراق والوضع غير المستقر والتحليلات المغلوطة التى لا تستند على أى معلومة أو منهج علمى.. فهل سنواجه هذه الفترة الشائكة بأسلوب جديد أم أن الأمر يستلزم بعض التطوير فى شكل الخطاب الذى يوجه لعامة الشعب والبسطاء فى أرضنا الطيبة نحن فى حاجة لجدار عازل يحمى عقول البسطاء من مروجى الشائعات الذين يبثون القلق ويحاولون كسر الشعب ومؤسساته الراسخة وقيادته الرشيدة.
مصر أقوى.. التاريخ يقول ذلك دائماً وحتى لا يقع الناس فريسة الشائعات لابد من ردود تفعيلية تأتى فى تمام توقيتها لتمنح حق المواطن فى الثقة واليقين.
ونحن نثق بأن مؤسسات فى هذا الوطن قادرة على فعل هذا التواصل مع الشعب بشكل قوى.
أصبح لافتاً للانتباه بقوة طوال الأيام والشهور الماضية ذلك الإصرار الشديد من البعض على نشر وترويج العديد من الشائعات الكاذبة والأخبار والقصص »المفبركة« وغير الحقيقية كم هائل من المعلومات المغلوطة والادعاءات الوهمية.
يحدث هذا على »الفيس بوك« ووسائل التواصل الاجتماعى أن يبدأ خبر بمزحة وينتهى به الأمر لحقيقة.. ولا يعدو الأمر فى كثير من الأحيان كونه شائعة أو مزاحا.
هذه الظاهرة جعلت الذين يتعمدون نشر شائعات وأكاذيب لنشر صفحاتهم وفيديوهاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى والحصول على أكبر قدر من الإعجاب والمشاهدة وأحياناً ما نجلس ونتناقش على أمور تخص الوطن أو المجتمع.
وفى النهاية نجد أن غالبية المشاركين فى الحوار لم يقرأوا ولو كتابا واحدا عن الموضوع وأن كل مصادرهم شائعات تحمل توجها معيناً يخدم مصالح أفراد أو هيئات أو دول.. وليس فى الغالب ليظهر الأمر على حقيقته كثيرا ونجد كثيراً من الناس يجلسون ساعات أمام مواقع التواصل الاجتماعى أو أمام قنوات تليفزيونية معينة لا تقول الحقيقة أبداً.. وقد يقرأون لساعات طويلة ما يوازى مجلدات على التواصل الاجتماعى ولا يجد متسعا من الوقت ليقرأ كتابا على الأقل في الموضوع الذى يتبناه ويدافع من أجله.. وقد يعادى ويخاصم ويتطاول بالألفاظ على خصمه لإثبات وجهة نظره.. ولم يكلف نفسه عناء البحث والتقصى عنها.
كان قديما حينما تكتب شيئاً أو تتحدث عن شىء تنوه عن المصدر حتى يستطيع المتلقى أن يستوثق من المعلومة أما الآن فعدنا نتحدث عن الأمر ببدايته ومنتهاه.
يجب على المثقفين الحقيقيين الذين يشغلهم وطنهم مصر ومستقبلها أن يتبنوا وسيلة تكون هى المصدر وكل ما يصدر عنها موثق لا يحمل توجها بقدر ما يحمل الحقيقة فى ظل طمس الحقائق وغياب المصادر الموثوقة.