أحيانا تكون المشاكل أو المصائب سببا فى تصحيح المسار، لذلك كانت الأحداث السلبية التى مرت بها الكرة المصرية عقب إنسحاب الزمالك من مباراة القمة ووفاة النجم الخلوق أحمد رفعت بمثابة الصدمة حتى نفيق مما نحن فيه من مشاكل وأزمات عصفت بالكرة المصرية تماما فى السنوات الأخيرة وتسببت فى تراجعها الشديد وتفردها بصفات لا توجد فى أى دولة أخرى فى العالم وهى أننا ما زلنا نلعب المسابقات المحلية فى وقت أصبحت فيه كل الأندية فى العالم تستعد لإنطلاقة موسم جديد بعد أن انتهت كل المسابقات المحلية منذ نحو شهر ونصف تقريبا، واقتربت بعدها البطولات القارية اليورو وكوبا أمريكا من الإنتهاء.
المهم أن الحديث عن إصلاح الكرة المصرية تصاعدت جدا وتيرته بعد الحدثين الأخيرين وبخاصة بعد الحدث الجلل بوفاة أحد أفضل مواهب الكرة المصرية فى السنوات الأخيرة، ولكن متى وكيف نبدأ؟ هذا هو المهم.
البداية يجب أن تكون بمحاسبة كل المقصرين الذين وصلوا بنا إلى هذا الحال وهم نجوم المجتمع الذين يظهرون ليل نهار فى القنوات ووسائل الإعلام ويعتبرون انفسهم هم المنفذين للكرة المصرية وبدونهم لن تكون هناك كرة قدم.
ثم علينا من الآن البدء فورا فى الإصلاح بداية من الدورى الهزيل الذى كان أول مسابقة رسمية فى المنطقة ثم تراجع فى السنوات الأخيرة لتسبقه دوريات فى بلاد لم تكن تعرف شيئاً اسمه كرة القدم عندما انطلقت أول بطولة فى الشرق الأوسط وأفريقيا وهى كأس مصر ثم عندما بدأت بطولة الدورى نفسها عام 1948.
وكما ذكرنا مرارا يجب أن تكون البداية مع دورى إنتقالى يستمر لموسم واحد يتم فيه توفيق الأوضاع لنعود للأجندة الطبيعية ببدء المسابقة فى أغسطس وانتهائها فى مايو من العام التالي، ثم وضع لائحة تقضى بتقليص فرق الدورى إلى 16 فريقا من الموسم بعد القادم وذلك بهبوط 5 أندية فى الموسم الانتقالى القادم وصعود 3 فقط وبالتالى نضمن تقليل عدد جولات المسابقة إلى 30 فقط بدلا من 34.
وقد استمعت كثيرا فى الفترة الماضية عن مسئولين يتحدثون عن أضرار مالية إذا ما تم تقليص فرق الدورى ونقص عدد مباريات كل فريق وبالتالى تقليص عوائد البث وخلافه، وردى على هذا الأمر بأن تلك الأموال والاستثمارات الأكبر لم تنفع الكرة المصرية بشيء بل أن كثرة المباريات والتأجيلات أضرت بنا كثيرا وتسببت فى إمتداد المواسم الأخيرة حتى ما بعد إنطلاقة الموسم التالى فى كل الدنيا، كما أن دوريات عملاقة مثل الدورى الفرنسى الذى يعتبر ضمن البطولات الخمس الكبرى فى العالم قللت عدد أنديتها من 20 إلى 18 لأنها وجدت أن هذا الأمر يصب لمصالحها رغم أن هذا الأمر أخل بالتأكيد بالعوائد الاقتصادية للدوري.
ثم علينا فورا بوضع لوائح صارمة يتم تطبيقها على الجميع دون النظر للماضى الذى شهد كل أنواع التضارب والقرارات الهزيلة وعلينا أيضا بالعدالة المطلقة فى كل شيء، مواعيد المباريات والملاعب والحضور الجماهيرى وخلافه بما يضمن الشفافية التامة فى أى قرار.
نحن نسابق الزمن لتعود الكرة عندنا بدون كل هذه السلبيات، فهل نتحرك؟؟