تذكرت أنى فى مثل هذه الأيام منذ عامين شرفت باختيارى عضواً فى لجنة أخلاقيات البحث العلمى بمعهد تيودور بلهارس لأكون وسط نخبة من الأساتذة فى المجال الطبى والبحثى وكانت ترأسها الدكتورة سناء بطرس أستاذ الفرماكولوجى بالمعهد، ولم أتوقع كم الاستفادة من حضورى الاجتماعات الدورية الشهرية للجنة ليست بقدر الاستفادة العلمية التى اكتسبتها فى ذلك الوقت وتأكدت ان الأساليب والمنهج المتبع الخاصة بـ»حيوانات التجارب» فى مجال البحث العلمى فى ايدى أمينة ومراقب بشكل جيد.
وخلال الاجتماعات التى استمرت على مدار عام علمت جيداً ان حقوق حيوانات التجارب محفوظة ومكفولة بنص القانون كما أن حمايتها فرض على كل باحث حتى وفاة «الفأر» أو الحيوان وان الدوريات العلمية ترفض نشر أى بحث لم يتبع القواعد الأخلاقية التى وضعتها اللجان العلمية الدولية للتعامل مع حيوانات التجارب وطريقة الرأفة بالحيوان بعد انتهاء الأبحاث عليه حتى ولو كانت هذه الأبحاث ترتقى للفوز بجوائز عالمية وعلمت أيضاً ان القواعد الأخلاقية التى وضعتها تلك اللجان تتضمن معايير الاهتمام بالنظافة والاضاءة ودرجات الحرارة المناسبة وتوفير الغذاء والمساحة المطلوبة للتنفس لمساعدة الحيوانات على التكييف مع المعيشة الجديدة والطارئة عليهم بالإضافة إلى التأكد من عدم شعورهم بالألم خلال الأبحاث مع ذكر كل الكيماويات المستخدمة معهم وتدوين مدة صلاحيتها وتواريخ انتهائها والعديد من الضوابط اللازمة .. وكانت 2022 من أبرز السنوات بالنسبة لى التى اكسبتنى خبرة علمية جديدة ولله الفضل وسعدت كثيراً بخوضى هذه التجربة مدركاً تماماً مدى أهمية هذه اللجان الرقابية فى حياتنا بشكل عام.
من وجهة نظرى أنه لو تم تطبيق مثل هذه اللجان الأخلاقية وأصبحت مفعلة وهامة ليست فقط فى البحث العلمى وانما فى كافة المجالات المختلفة لتحضرنا ارتقاءنا بسرعة الصاروخ لانه كما نعلم كلما زادت الرقابة التزم البشر بالقواعد والشروط الضوابط.