والبيان المقصود فى العنوان هو بيان الحكومة الجديدة الذى ألقاه رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى يوم الإثنين الماضى أمام مجلس النواب، وكان بيانا جامعا شاملا تطرق خلاله الدكتور مدبولى إلى كل كبيرة وصغيرة فى الدولة المصرية وإلى كل ما يهم المواطن، عبر أربعة محاور أساسية تقوم على حماية الأمن القومي، وبناء الإنسان المصري، وتحقيق اقتصاد تنافسي، واستقرار سياسى يؤدى إلى التماسك الوطني، والأمر المؤكد أن كل محور من هذه المحاور له أهميته الخاصة فى هذه المرحلة بالتحديد التى يتكالب فيها أعداء مصرمن مختلف الجهات والأيدلوجيات لأجل إعادة مشهد الفوضى القديم الذى فشلوا فى تنفيذه فى العقد الماضي، بفضل ثورة 30 يونيو، ويقظة المواطنين المخلصين والذين يعشقون هذا البلد ولديهم الاستعداد للموت والاستشهاد فى سبيل أن تبقى مصر للمصريين.
ولكن وقبل الدخول فى تفاصيل بيان الحكومة الجديدة، يجب أولا أن نشير إلى بعض النقاط المهمة التى يلحظها أى مواطن بمجرد قراءة أو سماع البيان من قبل رئيس الحكومة الدكتور مدبولى الذى تم تجديد ولايته ليستكمل المسيرة التى شارك فى تنفيذها وزيرا ثم رئيسا للوزارة، متحملا المسئولية، وباذلا جهودا مضنية على مدار الـ24 ساعة، لكى تستمر الإنجازات فى أحلك الظروف التى خلفتها «كورونا» عام 2020، ثم الحرب الروسية- الأوكرانية 2022 بما خلفته من أزمات، فى توفير الغذاء وارتفاع الأسعاروزيادة معدلات التضخم، أيضا تحمل الاقتصاد المصرى ما خلفه العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة الفلسطينى من تداعيات شديدة السلبية على الموارد، وعلى رأسها إيرادات قناة السويس، والتهديدات الحالية لحركة التجارة الدولية فى منطقة البحر الأحمر»، كذلك تحمل مصر لفاتورة استضافة ملايين الضيوف العرب بمن فيهم الأشقاء السودانيون والذين بلغ تعدادهم منذ اشتعال الأزمة حسب مصادر موثوقة، نحو 5 ملايين سوداني.
من النقاط المهمة أيضا هو الشعور باهمية بيان الحكومة هذه المرة واعتباره من أهم البيانات التى ترقبها المصريون على مدار تاريخهم الطويل، لطبيعة المرحلة وزيادة التحديات، ولحجم الاعباء التى يتحملها المواطن نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية والأزمات المتتالية، والزيادة الكبيرة فى أعداد السكان وعوامل أخرى نعرفها جميعا بما فيها استهداف مصر وتعمد تعطيل مشروعها التنموى العملاق، وهنا نتوقف عند البيان « الجامع الشامل» وهو يحسب لرئيس الوزراء الذى نجح فى طمأنة المصريين على المستقبل القريب والبعيد، كذلك طمأنتهم على برنامج الحكومة للفترة (2024- 2025 – 2026 -2027) الذى وضعت له الحكومة عنوان «معا نبنى مستقبلا مستداما « والذى يستهدف توفير متطلبات المواطن من كافة الخدمات خاصة التعليم والصحة، ومواصلة مسار الإصلاح الاقتصادي، وبذل كل الجهد للحد من ارتفاع الأسعار والتضخم وضبط الأسواق.
اللافت هنا هو تعمد الدكتور مدبولى خلال إلقاء بيان الحكومة، توجيه رسالة لأعداء مصر فحواها « الكلاب تعوى والقافلة تسير»، فهذه الرسالة فى حد ذاتها فى غاية الاهمية خاصة وأن قنوات جماعة الاخوان والمواقع الالكترونية التابعة لها كثفت هذه الايام حملة الهجوم على مصر مستغلة فى ذلك ليس فقط الآثار السلبية للازمة الاقتصادية العالمية على مصر، ولكن بعض التصرفات المرفوضة لبعض المشاهير، وتحويل هذه التصرفات على مسرح الجماعة الإرهابية إلى « منشور للفتنة « وتقسيم المجتمع، له سيناريو وحوار وأداء تمثيلى يدركه تماما المصريون الشرفاء الذين ذاقوا الأمرين على أيادى عناصر الجماعة قبل 30 يونيو، سواء من المعاناة من الفوضى والارهاب أو الخوف على بقاء هذا الوطن.
لقد نجح الدكتور مدبولى بالفعل- ومن خلال القاء بيان الحكومة الجديدة- فى التعبير عن إدراك الدولة لهموم المواطن ولكل «العدائيات» و»التحديات» التى تواجهنا حاليا، وقدرة مصرعلى توفير الحماية لحدودها وأمنها القومى ومواصلة الإنجازات وتعزيز برامج الحماية الاجتماعية، وكل ما يتعلق ببناء الانسان وضمان رفاهيته، فى المستقبل القريب والبعيد.. وللحديث بقية.