أشرنا فى المقال السابق إلى بداية الصراع الفلسطينى الإسرائيلى منذ صدور وعد بلفور عام 1917 وتنامى أعداد اليهود فى الفترة بين العشرينيات والأربعينيات وحتى تأسيس دولة إسرائيل فى عام 1948 وحرب 1967 والقضايا التى لا يستطيع الفلسطينيون والإسرائيليون الاتفاق عليها مثل مصير اللاجئين الفلسطينيين والمستوطنات اليهودية.
اليوم نتناول الجهود المبذولة لحل الصراع الفلسطينى والإسرائيلى ومحادثات السلام التى تعقد بشكل متقطع لأكثر من 25 عاماً والتى بدأت بين تسعينيات القرن الماضى والعقد الأول من القرن الواحد والعشرين، عُقدت محادثات سلام متقطعة بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطيني، حيث تخللتها اندلاع أعمال عنف. وبدا التوصل إلى سلام عن طريق التفاوض أمرا ممكنا فى الأيام الأولي. ومهدت سلسلة من المحادثات السرية المنعقدة فى النرويج، الطريق لإتمام اتفاقية أوسلو للسلام عام 1993، حيث وقع الطرفان وبحضور الرئيس الأمريكى السابق بيل كلينتون، فى حديقة البيت الأبيض، أول اتفاقية رسمية مباشرة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية. كانت اوسلو لحظة تاريخية، اعترف الفلسطينيون بدولة إسرائيل، واعترفت إسرائيل بعدوها التاريخي، منظمة التحرير الفلسطينية، باعتبارها الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني. وتم تأسيس سلطة فلسطينية تتمتع بالحكم الذاتي.
فى العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، جرت محاولات لإحياء عملية السلام، بما فى ذلك عام 2003 عندما وضعت القوى العالمية خارطة طريق، تهدف للوصول إلى حل نهائى لهذا الصراع متمثلا فى حل الدولتين، لكن ذلك لم يُنفذ.
توقفت جهود السلام فى عام 2014، عندما فشلت المحادثات بين الإسرائيليين والفلسطينيين فى واشنطن.
وأحدث خطة للسلام، تلك التى أعدتها الولايات المتحدة عندما كان دونالد ترامب رئيسا، وأطلق عليها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اسم «صفقة القرن»، لكن الفلسطينيين رفضوها باعتبارها أحادية الجانب.
منذ ذلك الحين، خاضت حماس حروبا عدة مع إسرائيل. وفرضت إسرائيل، حصارا على قطاع غزة منذ عام 2007، بسبب ما تقول إنه «أمن القطاع».
> شنت حركة حماس المسلحة فى قطاع غزة، هجوما غير مسبوق على إسرائيل فى ٧ أكتوبر الماضي، حيث تسلل مئات المقاتلين إلى المناطق القريبة من القطاع، وقتل العشرات من الإسرائيلين، ويقول الجيش الإسرائيلى أن 203 من الجنود والمدنيين، بينهم نساء وأطفال، تم اقتيادهم إلى غزة كرهائن. وتم قتل أكثر من 38 ألفاً من الفلسطينيين معظهم أطفال ونساء وشيوخ، والمصابون حوالى 100 ألفاً، بالإضافة إلى مئات الآلاف من المشردين خارج بيوتهم، وهناك تدمير كامل للبنية الأساسية فى غزة، من منازل ومستشفيات ومدارس ومساجد وكنائس وغيرهم.
> يجب إيقاف إطلاق النار والمذابح التى تتم مع أهالى غزة، والعمل على حل القضية الفلسطينية نهائياً عن طريق حل الدولتين، وهو الحل الوحيد والعادل، وهذا ما صرح به الرئيس عبدالفتاح السيسى للعالم أجمع.