الدولة «صلبة» ومستمرة فى صيانة أمنها القومى.. وحفظ مصالح دول الجوار
شدد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطي، على أن مصر لن تقبل أو تسمح بإيجاد أى بديل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، باعتبارها الوكالة الوحيدة التى لها ولاية من الأمم المتحدة فى إغاثة ودعم اللاجئين الفلسطينيين.
واشار فى مؤتمر صحفى مشترك مع مفوضى عام وكالة الأونروا فيليب لازارينى امس إلى أن الأونروا لها ولاية إنسانية وتاريخ طويل وإسهام فعلى على الأرض وهى جزء لا يتجزأ من حق ملايين الفلسطينيين علينا كمجتمع دولي، مؤكدا حرص مصر الدائم على العمل الوثيق مع وكالة الأونروا لأداء مهمتها السامية.
ولفت إلى أن الحملة الحالية التى يتم تنظيمها لزعزعة مصداقية الوكالة ليست بجديدة ولكنها تستهدف كسر قدسية عمل المنظمات الدولية التى تدعم الشعب الفلسطيني.
وطالب «عبد العاطي»، المجتمع الدولى والأطراف الدولية المانحة التى لا تزال تعلق مساهمتها المالية المخصصة للأونروا بضرورة اعادة النظر فى هذا الأمر غير المقبول لأن هذا يعنى مشاركة فى المجاعة أو استخدام المجاعة كسلاح للعقاب الجماعي، الأمر الذى يزعزع فى مصداقية المنظومة الأممية ومصداقية النظام متعدد الأطراف ويثير الكثير من القضايا حول ازدواجية المعايير وتطبيق القانون الدولى فى قضية ما وتجاهلها فى قضية أخرى وهذا يهدد المنظومة الدولية بأكملها بعدم الاحترام .
ووجه الشكر لكل العاملين فى مجال الإغاثة الإنسانية، قائلا «مصر تلعب دورا رئيسيا ومحوريا فى التخفيف عن معاناة أهالينا فى قطاع غزة، ومصر قدمت أكثر من 70٪ من المساعدات لغزة رغم كل التحديات الاقتصادية التى تواجهها».
واشار عبدالعاطى إن هذه هى المرة الأولى التى تواجه فيها مصر هذا الكم من الازمات فى توقيت واحد ، مؤكدا أن الدولة المصرية صلبة وستستمر فى العمل لما يصون الأمن القومى المصرى ويحقق مصالح دول الجوار.
ومن جانبه قال المفوض العام للاونروا فيليب لازارينى انه ناقش مع الدكتور بدر عبد العاطى التعاون الوثيق مع مصر خلال هذه الأوقات الصعبة والهجمات التى تتعرض لها الأونروا والتى فقد فيها حوالى مائتى موظف أرواحهم منذ بداية الحرب فى هجمات على مقار الوكالة والتى كان آخرها هجمة مأساوية على إحدى المدارس التى اتخذها عدد كبير من الفلسطينيين مأوى لهم .
وأشار إلى أن الاسبوع الحالى شهد نزوح 250 الف شخص من خان يونس بناء على التعليمات الاسرائيلية .. وهذه ليست المرة الأولى التى يُجبر فيها السكان على النزوح وهو ما يعنى أنه لا يوجد مكان آمن فى غزة.
وأوضح أنه ناقش مع الوزير عبد العاطى وضع الاطفال فى غزة مشيراً إلى أن نصف سكان غزة تحت 18 عاماً ويوجد 600 الف فتاة وفتى يعيشون وسط الأنقاض .. وهناك خطورة فى أن جيلاً بأكمله سيحرم من التعليم وهذا أمر مروع لأن التعليم هو حق من حقوق الفلسطينيين وهو الحق الوحيد الذى لم يتم أخذه منهم.
وقال إن الوضع أصبح يتخطى وقف إطلاق النار وتعداه إلى ضرورة عودة الاطفال للبيئة التعليمية إذا كنا نرغب فى وضع جذور للتطرف والكراهية.
وقال لازارينى ان الحديث عن وقف إطلاق النار اصبح متأخرا ، وان هذه الحرب قد تخطت كل شئ ممكن فيما يتعلق بالتهجير والتدمير ، وهنا السؤال عن مستقبل تطلعات الفلسطينيين ، واعتقد أن الموقف الدولى قبل 7 اكتوبر قد تغير لانه قبل ذلك لم يكن الملف الفلسطينى أولوية ، والان نحن نتعاون بشكل جماعى من أجل إيجاد حل الدولتين.
وردا على سؤال لـ « الجمهورية « حول المصاعب والتحديات العديدة التى واجهتها الاونروا خلال الفترة الماضية فى قيادة العمل الإنسانى فى قطاع غزة.. وما المطلوب من المجتمع الدولى فى مساعدة منظمة الأونروا على تحقيق أهدافها.. قال لازارينى أن 16 دولة قامت بتجميد مساهمتها فى الأونروا مما جعل الوكالة تجمد أنشطتها بسبب الادعاءات الصادمة حول مشاركة بعض موظفيها فى هجمات 7 اكتوبر ، وكان هناك تقرير صدر من قبل اللجنة المشكلة برئاسة كاثرين كولونا وخلص التقرير إلى أن الوكالة لديها نظام قوى للمراقبة اقوى من اى وكالة أخرى ، ولكن بسبب البيئة غير العادية التى تعمل بها فهناك إجراءات يمكن القيام بها لتحسين آلية العمل ، وقد توصلنا لـ50 توصية وتم تنفيذ بعض منها ، وهذا يؤدى لاستعادة الثقة التى تضعها الدول فينا .. واعتبارا من اليوم توجد دولة واحدة فقط علقت اسهاماتها حتى 2025 بسبب عدد من القرارات التشريعية وهى الولايات المتحدة التى كانت أكبر مساهم .. وهذا أدى لخسارة 800 مليون دولار..وأثر على الاستجابة لكارثة لغزة وعلينا أن نجد طرقا لتعويض هذه الخسارة ، ورأينا فى الأشهر الماضية بعض الدول الأوروبية التى زادت مساهمتها وكذلك بعض الدول الخليجية ودول أخرى مثل العراق والجزائر وجيبوتى ، ولدينا ما يكفى حتى شهر أغسطس المقبل وبالتالى فنحن نعمل على أساس شهري.
من جانب آخر .. أكد وزير الخارحية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطى أن مصر تعد أكبر دولة مجاورة للسودان استضافت أشقاءها من السودان سواء على مدار عشرات السنين الماضية أو أيضا منذ اندلاع الحرب المأساوية فى ابريل 2023، مشيراً إلى أن مصر بمؤسساتها استضافت هذا المؤتمر المهم، وهو وكما اكد الاخوة السودانيون خلال استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسى لهم أن هذا المؤتمر هو أول مناسبة يجتمع فيها ممثلو القوى السياسية والمدنية فى السودان فى مكان واحد وهو ما يعكس حرص مصر الشديد للغاية فى العمل على توحيد مواقف القوى السياسية والمدنية للعمل معاً لتنفيذ شعار المؤتمر وهو «معاً من أجل وقف الحرب»، وهذا هو الهدف الأساسى لمصر.