صحيح، لكل داء دواء يستطب به، إلا الحماقة أعيت من يداويها، وهذا ما ينطبق على الكثيرين فى الدولة العبرية، المكتظة بالأشخاص المعتوهين، ناقصى العقل، فاسدى التدبير والتفكير، قليلى الفهم، حمقى بمعنى الكلمة، عندما يعيدون ويكررون ما قالوه عشرات المرات، عن مخططاتهم التى يرددون فيها تهجير سكان غزة إلى سيناء أو إلى الخارج، ووقفت مصر لها بالمرصاد حائط صد منيعا وأجهضتها قبل أن تولد.
واستطاعت مصر أن تقتلع هذه الفكرة الخبيثة من جذورها، وأعلنت بكل وضوح عدم القبول حتى بمجرد طرح أو مناقشة الفكرة الخبيثة، وكان للموقف المصرى المُشَّرِف صداه، بعد ذلك جعل أمريكا نفسها وتابعتها بريطانيا تتراجعان وتؤيدان الموقف المصري.
ورغم ذلك ما زال التناقض والتضارب والارتباك، سيد الموقف فى الدولة العبرية، منذ أن انطلق «طوفان الأقصي» فى 7 أكتوبر، وفقدت صوابها، وهم الذين يزعمون أن لديهم أحدث تكنولوجيا المراقبة والرصد والاستعداد، وبعد هذه الصفعة على القفا، والتى لا يعرف الجيش المتغطرس كيف يخرج من المستنقع إلا بالمزيد من الإبادة الجماعية والقتل والدمار الشامل.
وفى وسط هذا التخبط، يظهر المزيد من الخبائث الصهيونية، وتكرار ما قالوه، ويخرجون علينا بما يسمونه «وثائق» يخططون فيها لتهجير أهل غزة، يتعمدون نشرها ثم يدعون أنها «مسربة»، وآخرها ما جاء من وزارة الاستخبارات والذى يكشف عن مخطط دولة الاحتلال لتهجير سكان غزة «قسرًا» إلى سيناء، بما يحقق لهم نتائج استراتيجية إيجابية.
وحددت الوثيقة مراحل التنفيذ بإنشاء مدن خيام فى سيناء، وفتح ممر إنساني، وبناء مدن، وعدم السماح لهم بالعودة إلى النشاط أو الإقامة بالقرب من الحدود، واحتلال القطاع بأكمله، وبالتوازى تقود الحكومة الإسرائيلية حملة للترويج للتهجير، وتسخير دول العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة لتنفيذ هذه الخطوة، والضغط على مصر لاستيعاب سكان غزة، وتسخير الدول الأوروبية وخاصة اليونان وإسبانيا وكندا، للمساعدة فى توطين سكان غزة.
لم يقف الأمر عند هذا، فها هو وزير التراث اليمينى المتطرف عميحاى إلياهو الذى طالب من قبل بإلقاء قنبلة نووية على غزة، يدعو إلى إعادة احتلال سيناء ونشر تدوينة تروج لشراء قميص مطبوع عليه ما يفترض أنه خريطة لإسرائيل بما فى ذلك الضفة الغربية وغزة وسيناء، عليه شعار «الاحتلال الآن».
وسواء كانت هذه «الخزعبلات» وثائق أو أوهاما، فأهميتها لا تتخطى الورق الذى كتبت عليه، مجرد ترهات من أشخاص يفتقدون العقل والفطنة، يلقون بأيديهم إلى التهلكة، يخربون بيوتهم بأيديهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، لأنهم يعلمون من هى مصر ومواقفها وأنها على قلب رجل واحد، قيادة وحكومة وشعبا، بالأفعال لا بالأقوال، ولا يجوز تكرار طرح هذا المخطط سواء كان لجس النبض أو الاستفزاز، لأنه فى كل الأحوال من رابع المستحيلات.
وليشاهد أولئك المخرفون، ما تعرض له جيشهم الذى لا يقهر فى موقف –صوروه بأنفسهم– يميت من الضحك، يظهر مجموعة من جنودهم المدججين بالأسلحة، وهم يفرون ويتساقطون على الأرض فى حالة من الرعب والذعر، عندما مر بجوارهم «فأر»، أى والله فأر!!!، بما يعكس الحالة التى عليها جيش الاحتلال، ويكشف عن الأوضاع التى يعيشونها.
ولم تكن الدولة العبرية تعانى فقط من توابع الحرب والخسائر التى تمنى بها، فقد هاجمها فيروس «حمى غرب النيل» وهو مرض خطير عديم العلاج بالأدوية أدى حتى الآن إلى وفاة 11 إسرائيليا وإصابة 153 آخرين، والأعداد فى تزايد.