منذ أكثر من سبع سنوات كانت زيارتى الأولى لمدينة العلمين الجديدة وكانت وقتها فى طور الإنشاء حيث مجموعة من المعدات انتشرت يميناً ويساراً تنشر العمران فى المنطقة التى تم تطهيرها مما احتضنته من ألغام خلفتها الحرب العالمية بالمنطقة.
لم تكن المدينة قد ودعت الماضى الحزين بعد حيث انتشرت البرك والمستنقعات التى سمحت بتوغل الحشائش حولها لتفرض حالة موحشة على المدخل الذى دلفت منه إلى المنطقة الشاطئية التى كان يجرى تخطيطها من خلال رسم مجموعة من البحيرات يجرى تكريكها فى حين انتشرت المعدات فى الجهة المقابلة حيث أعمال تحويل الطريق بجانب عمارات الإسكان المتميز التى كان العمل فيها قد بدأ للتو ومن المفارقات أن هذا الإسكان قد تم طرحه ضمن إعلانات الإسكان الاجتماعى فى السابق ولم يتقدم أحد للحجز فيه فى حين نفذ خلال دقائق من طرحه بعد افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى للمرحلة الأولى من المدينة.
مخطط لمدينة ساحرة استمعت لتفاصيله وقتها من ثلاثة مهندسين من قوام خمسة كانوا الطاقة الكلية لجهاز مدينة العلمين الجديدة وهم المهندس أسامة عبد الغنى رئيس الجهاز فى هذا التوقيت ونائبيه المهندس محمد زيادة والمهندس حسام حسنى ورغم أعمارهم التى كانت قد تجاوزت الخمسين وقتها إلا أن الحماس الذى بدوا عليه لهذه المدينة الواعدة جعلنى أشعر أننى أمام شباب فى العشرين من عمرهم.
بشغف شديد تابعت تفاصيل مهرجان «العالم علمين» والذى تطلق الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية نسخته الثانية خلال أيام وسيستمر حتى نهاية أغسطس القادم من خلال احتفاليات وفعاليات فنية أعادت تقديم الساحل الشمالى كعاصمة سياحية لمصر نجحت فى استقطاب العديد من الجنسيات للاستثمار فيها لتستعيد ذاكرتى زياراتى للمدينة لمتابعة مراحل التنفيذ وهؤلاء المهندسون الثلاثة الذين قادوا معركة التعمير فى هذه المنطقة من خلال مجموعة من الشركات المصرية نجحت فى تحويل الحلم لواقع حتى كان هذا المهرجان الذى نجح فى نسخته الأولى فى إبهار العالم.
تحية لمن قادوا مسيرة التعمير وتحية لمن يواصلون المسيرة لإعادة التاريخ وقيمة مصر الثقافية والفنية والحفاظ عليها قبلة لكل الفنانين العرب وكل الأصوات الباحثة عن فرصة فى قلعة الإبداع التى تجدد تاريخها هنا من الساحل الشمالى الذى لفظ الألغام وحولها لألحان.. وتحية للدولة المصرية التى نجحت فى تغيير خريطة الساحل الشمالى من خلال هذه المدينة السياحية التى كانت النواة لإطلاق مدينة رأس الحكمة وما صاحبها من تغيير لخريطة الاستثمار ونجاحه فى جذب رءوس الأموال الأجنبية بجانب كبار المستثمرين المصريين.
وكل التحية لوزارة الإسكان التى تحملت كافة الاستثمارات الخاصة بالمرحلة الأولى بالمدينة من بنية تحتية وأعمال طرق وإسكان بمستويات مختلفة حتى كانت المدينة التى تحولت إلى قبلة لكل باحث عن استثمار آمن.