البجاحة الإسرائيلية لا تتوقف رغم الفشل والتخبط والفضائح والخسائر والارتباك فى المشهد الصهيوني.. وسقوطه فى مستنقع غزة وعدم تحقيق أى هدف يذكر من أهدافه.. عدوانه على القطاع وباتت مطالبات الداخل سواء على المستوى الإعلامى أو الشعبى والعسكرى تطالب بإنهاء وايقاف العدوان الذى يدخل شهره العاشر دون تحقيق أى جدوى سواء الاستنزاف والخسائر المدوية وعدم رغبة الضباط والجنود فى القتال وانخفاض الروح المعنوية إلى أدنى درجاتها بين صفوف جيش الاحتلال بالإضافة إلى سقوط مزيد من القتلى والجرحى من الصهاينة على أيدى المقاومة الفلسطينية الشرسة سواء فى الشجاعية أو رفح وبات استمرار جيش الاحتلال فى القتال يعنى استمرار الخسائر والفضائح وهو ما حذر من الانقسام والإرهاب ووجود جماعة إرهابية تجثم على صدر الوطن.. تقتل فى أبنائه الأمل وتنشر الخوف والاحباط.. لذلك اسأل هل نسينا ما كنا نعيش فيه قبل السيسى من خوف واحباط وفوضى وضياع وأزمات ومعاناة.. بفعل المؤامرة التى استمرت من يناير 2011 وحتى رحيل أخطر تنظيم إرهابى عرفه التاريخ كان ومازال الأداة لتدمير هذا الوطن.. هل نسينا ما كنا فيه من أزمات متلاحقة ومعاناة عميقة وغياب للأمل والمستقبل وإرادة البناء والتنمية هل نسينا ما حققناه خلال عشر سنوات من بناء دولة قوية وقادرة.. وتمكينها من الوقوف على أرض صلبة فى مواجهة التحديات والتهديدات.. أعلم ان هناك من يرتدون فى حروب المدن والعصابات.
الجيش الإسرائيلى لا يرغب فى استمرار القتال وأعلن ذلك بشكل واضح كما انه لا يريد توسيع جبهة القتال أو الدخول فى حرب شاملة مع حزب الله.. وفى اعتقادى ان ما حدث فى عدوان إسرائيل على غزة والاشتباكات على الجبهة اللبنانية تؤكد ان الحروب باتت لا خاسر فيها بشكل كامل ولا منتصر بشكل كامل بسبب تكنولوجيا الحرب.. وما لدى الآخرين من أسلحة فى مواجهة الجيوش النظامية وكذلك إصرار جيش الاحتلال على التمسك بالعناد وإدارة العدوان بفكر عسكرى تقليدى همجى دون كفاءة أو قدرة قتالية أو دراية بالواقع واحتمالات ما قد يحدث على الأرض فقد نجحت المقاومة الفلسطينية فى استدراجه إلى حروب المدن والعصابات والضربات الخاطفة.. ووضعت هدفاً إستراتيجياً واضحاً هو فرض حرب استنزاف ضد جيش الاحتلال وتحقيق أكبر قدر من الخسائر يومياً فى أرواح ضباطه وجنوده وآلياته خاصة الدبابات من نوع ميركافا والمدرعة أو ناقلة الجنود النمر التى زعم الاحتلال عن أسطوريتها الكثير وسقط كل ذلك فى مستنقع غزة.. لم تفلح عمليات القصف الصهيونى المستمرة وتدمير المبانى والمنشآت وقتل الأطفال والنساء والمدنيين والأطباء واغتيال 150 صحفياً وفرض الحصار والتجويع أو قل حرب الإبادة الصهيونية ضد الفلسطينيين فى كسر إرادة الأشقاء وهم على مقربة من إعلان النصر وفرض شروطهم على نتنياهو وحكومته المتطرفة والمجرمة فى ظل ضعف وكسر إرادة إسرائيل وإحداث انقسام حاد بين الإدارتين العسكرية والسياسية.. وكذلك الاحتجاجات الشعبية والهجوم الحاد على نتنياهو واتهامه بالفساد وانه يعمل لمصلحته الشخصية ويطيل أمد وزمن الحرب خشية الحساب والعقاب أو طمعا فى استمرار وجوده فى السلطة على حساب وجود إسرائيل كما يتردد فى (تل أبيب) وان العدوان على غزة فشل بشكل ذريع وواضح ولم يحقق أى هدف سواء القضاء على المقاومة وقدراتها أو السيطرة على غزة التى يستطيع جيش الاحتلال التمسك بأرض عليها وكذلك عدم النجاح فى الافراج عن الأسرى والرهائن المحتجزين لدى المقاومة وهو الصداع والمسمار الذى يدق رأس نتنياهو والحديث إعلان على لسان العسكريين فى الجيش أو استمرار العدوان خطر على حياة ومصير الأسرى الإسرائيليين.. اذن كل الطرق تؤدى إلى الاستسلام والبحث عن مخرج يحفظ وجه نتنياهو القبيح وقد فشل فى ذلك أيضا لأن محصلة الفشل تزيد وتتصاعد بسبب ضربات المقاومة.. وأيضاً الرفض الدولى وخسائر فادحة فى صفوف الصهاينة على كافة الأصعدة.. والحقيقة ان إسرائيل لا تخجل خاصة المتطرفين فيها.. فالجميع يتحدثون عن فشل عسكرى ذريع وجيش لا يقوى على الوقوف على قدميه.. يترنح بين اخفاقات تلو أخرى بفعل ضربات المقاومة الفلسطينية وهذا الجيش المرتبك والمذعور والذى يخشى الدخول فى حرب شاملة مع حزب الله يخرج علينا متطرف ومخرف وموهوم يدعى اميحاى الياهو وزير التراث الإسرائيلى فى حكومة المتطرفين والمعنيين ليدعو عبر تغريدة بإعادة احتلال سيناء ربما كان من الأفضل عدم التوقف أمام هذه الخزعبلات والخرافات والهذيان.. فمن الواضح انه كان (متقل العيار شوية) أو فقد عقله ولا يعرف عن من يتحدث وعن أى شيء مجرد التفكير أو الاقدام على المساس بسيناء وهو انتحار.. لأن هناك من لن يرحم الصهاينة وهناك (خط أحمر) لكن مثل هذه التصريحات تكشف الأهداف الحقيقية للعدوان الإسرائيلى والتى فضحتها مصر مبكراً وهى تصفية القضية الفلسطينية واجبار الفلسطينيين للنزوح إلى الحدود المصرية والضغط عليها من خلال القضاء على كافة مقومات الحياة فى القطاع ومن ثم التهجير والتوطين إلى سيناء.. هذا هو المخطط الحقيقى وأهم أسباب العدوان وما يجرى فى المنطقة.. ولذلك الدعم الأمريكى لا يتوقف وهو ما يريدونه على مدار العقدين الأخيرين.. لكن (مصر– السيسي) رفضت واعتبرت ذلك وبوضوح أمناً قومياً لا يمكن التفريط فيه أو التنازل عنه أو التهاون فيه وانه لن يحدث ولا أدرى كيف جرؤ هذا الالياهو على ذكر ذلك رغم ان جيشه غارق ومستباح فى مواجهة مجموعات من المقاومة تتسلح بإمكانيات محددة فى قطاع غزة.. ويخشى مواجهة حزب الله.. فالأمر يتعلق بمصر التى لديها أقوى جيوش المنطقة وأحد أقوى جيوش العالم.. اعتقد ان وزراء نتنياهو مثله تماما أصابهم الجنون والخرف ويعانون من الفصام والهذيان لدرجة انهم يزعمون ان جيش الاحتلال هو أكثر جيوش العالم أخلاقية.. وأين لكم هذه الأخلاقية والعالم كله يعلم انكم سفاحون وقتلة الأطفال والنساء ومجرمو الحرب وتاريخكم ملطخ بالدماء والخداع والسرقة والكذب.
أرى ان إسرائيل لم يعد لديها جديد.. وأننا مقدمون على استسلام صهيونى مغلف بالدخول فى مفاوضات وصولاً إلى اتفاق لوقف العدوان.