يتواصل الحديث عن مدينة الطود وأهميتها على الخريطة السياحية حيث يوجد بها أيضاً معبد «الإله منتو» والذى شيد فى عصر الدولة الوسطى وبالتحديد عصر الملك «أمنمحات الثاني» ثالث ملوك الأسرة فى العام «1929 – 1892 ق . م»، ويعتبر من أهم المعابد التى تبين نفوذ مصر الثقافى والتجارى لبلاد فلسطين وسوريا، وربما قد تكشف أعمال التنقيب عن شيء مما كان جارياً فى بلاد الرافدين فى العصر المقابل للدولتين القديمة والوسطى فى مصر.
فى سنة 1936م، اكتشف علماء آثار فى أساسات المعبد المتهدم عدداً من القطع الأثرية من المعدن أو اللازورد.. كانت معظم القطع المعدنية مصنوعة من الفضة.. كانت تخص عدداً من المسئولين المجهولين، كما لم يستدل على العصر الذى تنتمى إليه تلك القطع، ولكن يعتقد أنها ليست من أصل مصرى حيث تتشابه مع نمط القطع الأثرية التى وجدت فى مدينة كنوسوس فى كريت، والتى يرجع تاريخها إلى «1900 – 1700 ق . م».
كان اكتشاف هذه القطع الأثرية على يد فرناند بيسون دى لا روك الذى اكتشف أربعة صناديق «منقوش عليها اسم الفرعون أمنمحات الثانى مصنوعة من النحاس تحتوى على هذه القطع الأثرية.. افترض روجر موراى أن هذا الكنز صنع فى آسيا، أو على الأقل جزء منه، تحديداً فى إيران.. كما وجدت بعض القطع الذهبية فى هذا الكنز، ربما جلبت من الأناضول.. استنتج أصل تلك القطع الفضية عن طريق التحليل النسبى لمكوناتها المعدنية.. ويدلل وجود تلك القطع المجلوبة من مناطق عدة من العالم القديم على وجود حركة تجارة بين المصريين القدماء والحضارات القديمة.
بلغ مجموع أوزان القطع الذهبية فى الكنز 6.98كجم، والفضية 8.87كجم.. بعد اكتشاف الكنز، تم تقسيمه بين متحف اللوفر والمتحف المصري.
وقد زار الملك فاروق ملك مصر آنذاك الطود عام 1936م عندما تم اكتشاف «خبيئة الطود» حيث أخفى كهنة المعبد فى أرض إحدى القاعات الجانبية.
كما أن معبد الطود يعج بكثير من المبانى الأثرية، التى من بينها أطلال لكنيسة بنيت بالطوب اللبن، وقد زينت الكنيسة بأحجار من الجرانيت الوردي، الذى كان قد أتى به الملك سنوسرت الأول عند بنائه لمعبد الإله مونتو، واستخدم فى أرضية الكنيسة، وقد عثر أسفل الكنيسة على تماثيل من البرونز للإله أوزوريس.
وقد عثر أسفل الكنيسة أو بالقرب منها على أحد كنوز معبد الطود، الذى يتكون وصفه المعمارى من ميناء على نهر النيل، ولوحة ترحيب، ولوحة لتوديع الزوار، وطريق أبو الهول المعروف باسم طريق الكباش، وذلك على غرار الطريق الرابط بين معبدى الكرنك والأقصر الفرعونيين، بطول 2700 متر، ومقصورة من الدولة الوسطي، وبحيرة مقدسة وحجرة للتطهير، وحجرة للقرابين، وصالتين للأعمدة، وصالة من الدولة الوسطي، ومعبد بطلمى والكنيسة التى بنيت من الطوب اللبن، وزينت بأحجار أخذت من بقية معالم المعبد.
الجدير بالذكر أن الطود حظيت باهتمام بالغ إبان الحملة الفرنسية على مصر، إذ زارتها بعثة فرنسية برئاسة «كوستار» وقد جاء فى مؤلفات الحملة الفرنسية، أن بعثة «كوستار» زارت الطود وعثرت بها على «أحجار مليئة بالرموز الهيروغليفية وأطلال معبد مدفون فى الرمال، وقد بنيت فوقه أكواخ للسكان المحليين، ولم يبق على سطح الأرض سوى غرفتين صغيرتين، وغطيت وجهات الجدران الداخلية والخارجية بالنقوش الفرعونية البارزة».. كما زارت بعثة أثرية فرنسية برئاسة بيسوى دى لاروك، الطود، وعملت بها فى الفترة من عام 1934 وحتى عام 1939، وهى البعثة التى عثرت على أحد كنوز الطود، كما زارت بعثة من متحف اللوفر الطود أيضاً، وقامت بأعمال حفر وتنقيب بدءًا من عام 1985.
كما زار شامبليون، مدينة الطود فى شهر مارس من عام 1829، ووصفها فى رسائله بالمدينة العريقة.. وللحديث بقية..