الحرب على مصر لا تنتهي.. المؤامرات والمخططات لا تتوقف.. فما يحدث فى محيط مصر الإقليمى وجوارها على كافة الاتجاهات الإستراتيجية حيث تدور رحى صراعات طاحنة.. وتشتعل حرائق مستعرة وأزمات دولية وإقليمية لها أثارها وظلالها وتداعياتها القاسية خاصة على الصعيد الاقتصادى بل لا أحد يعلم التطورات والاحتمالات القادمة لمستقبل المنطقة فى ظل شبح الحرب الشاملة الذى يخيم عليها أو تصاعد مواجهات جديدة لتصل إلى البحر المتوسط إذا ما اشتعلت الجبهة اللبنانية بين حزب الله وجيش الاحتلال الصهيونى لتصل إلى مستوى الحرب الشاملة وتلوح فى الأفق روائح مؤامرة ومخطط شيطانى تدور رحاه فى المنطقة ويستهدف بالأساس الدولة المصرية وحصارها بعد توتير البحر الأحمر بفعل فاعل ومع سبق الإصرار والترصد والهدف تحييد الموارد المصرية وعزل القاهرة ومحاولات استدراجها واستنزافها.
تحديات وتهديدات إقليمية ودولية وأزمات اقتصادية وعمليات ابتزاز ومساومات ومحاولات ضرب الموارد الوجودية المصرية.. وحملات على مدار الساعة تروج الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه والتحريض.. تضخ فى عقول المصريين لم تمر أو تواجه الدولة المصرية مثل هذه التحديات على مدار تاريخها.. حيث تتلاحق هذه التحديات والتهديدات والأزمات وتتزامن وتتجمع فى توقيت واحد وهو أمر يدعونى أن أقول كان الله فى عون الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يواجه ويتصدى لطوفان من التهديدات والأزمات ويتسلح بالحكمة والصبر ورصيد وافر من القوة والقدرة والوقوف على أرض صلبة شيدها على مدار 10 سنوات بنظرة ورؤية استشرفت المستقبل.. لكن الأمر الفاعل والحاسم فى مواجهة هذا الطوفان من الأزمات والتحديات والتهديدات هو وعى وفهم واصطفاف المصريين وكونهم على قلب رجل واحد.. وهو أمر يمثل القوة الضاربة المصرية فى مواجهة قوى الشر الحقيقية.. ان الأمور باتت واضحة قولاً واحداً مصر مستهدفة.. ومطلوبة من قوى الشر والمؤامرة.. ليس لأى شيء إلا لأنها رفضت التفريط أو التنازل عن مبادئها وثوابتها وأرضها وأمنها القومى وهى الدولة الشريفة التى رفضت كل الإغراءات والإملاءات والضغوط وتقف شامخة وحيدة فى مواجهة جحافل قوى الشر.. لكنها تنتصر وهذا النصر تظهر بوادره وملامحه فى الجانب الآخر فلم يعد لدى قوى الشر جديد تقدمه تكاد تكون خارت قواها.. وضعفت إرادتها وقاربت على الاعتراف بالهزيمة والفشل واجهاض مخطط التهجير والتوطين على حساب الأرض المصرية وباتت مخططات الصهيونية فى عداد المستحيل وتلفظ أنفاسها الأخيرة وسط فشل ذريع على أرض الواقع وفى جبهات القتال فجيش الاحتلال يطالب بوقف الحرب ويتمسك بعقد صفقة تبادل الأسرى وعلى استعداد لتقديم تنازلات ويؤكد ان القضاء على حماس يستغرق سنوات.. ويعلن ان وقف العدوان على قطاع غزة.. يمنع نشوب الحرب على الجبهة اللبنانية التى لا قبل له بها.. اذن نحن أمام معادلة جديدة وافلاس صهيونى وحرب ومعركة حامية الوطيس بين نتنياهو وقادة جيش الاحتلال.. فنتنياهو يريد استمرار الحرب ومعه بعض أعضاء حكومته من عتاة المتطرفين ويعلنون قرب انتهاء العملية فى رفح الفلسطينية والانسحاب من المعبر من الجانب الفلسطينى ومحور نتساريم.
التحدى كبير وخطير ذلك الذى يواجه مصر وتدفع ثمن مواقفها وتسدد فواتير الأزمات والصراعات وهنا يكمن دور المصريين من خلال فهم ووعى حقيقى بما يحاك لمصر ويدركون ان هناك من يريد دفعهم للتدمير والتخريب وهدم الوطن وايقاع الفتنة بينهم وتزييف وعيهم.. فالجميع يعلنون ان هناك أزمة اقتصادية.. الرئيس السيسى يستشعر معاناة المصريين ويعمل ويوجه على تخفيفها بشتى الطرق وأيضاً الحكومة الجديدة جل أهدافها هو القضاء على هذه الأزمة وتخفيف المعاناة.. وهى بالفعل أزمات فرضت علينا فى الجزء الأكبر منها بسبب معطيات ومتغيرات وصراعات إقليمية ودولية وجارى التعامل مع أخطاء البعض فى الفترة الماضية وباتت الحلول تلوح فى الأفق وستكون الأوضاع أفضل بكثير.. لذلك على المصريين الانتباه إلى محاولات ايقاع الفتنة بين المصريين والتحريض على الفوضى والهدم.. وأقول ان من يدفع ثمن الفوضى ويسدد فواتيرها هو الشعب.. ولا يجنى سوى الخراب والدمار وعدم الأمن والأمان والاستقرار بل وتفاقم الأزمات واهدار الوقت والموارد.. فالدول التى سقطت بفعل الفوضى لم تجن سوى الضياع وسقوط أوطانها وباتت تتحسر على ضياع أعز وأغلى ما يملكون وهو الوطن وباتت هذه الشعوب أسيرة الإرهاب والتشريد ومعسكرات اللاجئين.. وفقدان نعمة الأمن والاستقرار وسقوط عشرات الآلاف من القتلى واستباحة كل شيء الممتلكات والأعراض.. لذلك فإن الشعوب هى حائط الصد وصمام الأمان لحماية أوطانها.. لذلك عليها ألا تنخدع فى أحاديث الإفك التى تروجها أدوات وأذرع المؤامرة من المرتزقة والعملاء والمأجورين والذين يعملون لحساب من يدفع أكثر لا شرف عندهم ولا مبادئ لديهم.
لابد ان تتعلم الشعوب من دروس الماصى القريب والبعيد.. فالشعوب التى انخدعت ووقعت فى فخ أكاذيب وشعارات قوى الشر من حرية وديمقراطية ورخاء ورفاهية.. لم تجن سوى الضياع والدمار والخراب والقتل والدماء وفقدان الأوطان.. تآمروا على العراق وأفغانستان وليبيا وسوريا والصومال والسودان ويحاولون تصفية القضية الفلسطينية بل وكادت مصر تضيع فى مستنقع الربيع العربى المزعوم والسؤال المهم.. ماذا جنت هذه الدول؟.. هل غنمت الشعوب الديمقراطية والرخاء والتقدم أم تحولت إلى مجرد بقايا وأطلال وحطام ومجرد ذكريات ودفعت من دماء أبنائها وثروات أوطانها وباتت تتحسر وتلعن نفسها وتتبرأ من المتآمرين الذين قالوا مثل قول الشيطان «وقال الشيطان لما قضى الأمر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لى عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لى فلا تلومونى ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخى انى كفرت بما اشركتمون من قبل ان الظالمين لهم عذاب أليم» على الشعوب ان تحذر من خطر الفوضى المصنوعة.. والخداع والتضليل.. لأن العاقبة والمصير كارثى فان تعيش فى وطن يواجه تحديات عارضة ومؤقتة ولديه من الفرص غير المسبوقة ويقف على أرض صلبة أفضل وأعظم من لا وطن وهى الطامة الكبري.. فاحذروا وخلوا بالكم من أوطانكم وكونوا على قلب رجل واحد.