مدبولى: الإسراع فى تنفيذ «تلال الفسطاط».. وتكليفات لجميع المحافظين بزيادة المساحات الخضراء
إعادة إحياء حديقة الأزبكية والنافورة الأثرية و«سوق الكتب».. أولوية
شدد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، على أن الحكومة تضع على أجندة اهتماماتها تنفيذ المبادرة الرئاسية «100 مليون شجرة» وزيادة المساحات الخضراء، مشيراً إلى وجود تكليفات لجميع المحافظين بذلك، بناءً على ما تم من مناقشات مع منظمات المجتمع المدنى والإعلام وأعضاء مجلسى النواب والشيوخ والمراكز البحثية، بحضور وزيرة البيئة.
«مدبولى»، بدأ أمس أول جولة تفقدية عقب إعلان التشكيل الوزارى الجديد، لمتابعة عدد من المشروعات التى يتم تنفيذها فى منطقة القاهرة التاريخية، يرافقه الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، والمهندس شريف الشربينى، وزير الإسكان، والدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، وقال مدبولى إن الحكومة ستعمل على تسريع وتيرة تنفيذ مبادرة «100 مليون شجرة» بناء على مخطط للزراعة يراعى الشكل الجمالى مع وضع آليات لاختيار أنواع الأشجار والتنفيذ والمتابعة والصيانة على مستوى المحافظات والمجتمعات العمرانية، على أن يتم التنفيذ بالمشاركة الكاملة مع منظمات المجتمع المدنى والقطاع الخاص والمراكز البحثية.
رئيس الوزراء بدأ جولته بتفقد مشروع «حدائق تلال الفسطاط»، مؤكداً أهمية تكثيف الجهود المبذولة فى تطوير حديقة تلال الفسطاط، والإسراع فى معدلات تنفيذه ودراسة طرح بعض مرافقه ومكوناته للتشغيل فى أقرب فرصة ممكنة، بما يسهم فى دخول المشروع حيز التشغيل بشكل تدريجى.
وأشار إلى الأهمية الكبيرة التى توليها الدولة لمشروع تطوير حديقة تلال الفسطاط، والذى يتضمن تطوير مسطحات خضراء شاسعة وإقامة حدائق عامة، فضلًا عن أنه يشتمل على تطوير الكثير من المزارات السياحية وهو ما يتماشى مع توجه الحكومة لزيادة أعداد السائحين إلى مصر.
وصف مدبولى «حدائق تلال الفسطاط»، بأنها أحد المشروعات المحورية، لاسيما أنه عند الصعود أعلى هذه التلال يمكن رؤية لوحة فنية غاية فى الجمال تضم معظم معالم القاهرة التاريخية قائلاً: إن المرحلة الحالية ستشهد بشكل عاجل طرح تشغيل بعض مكونات المشروع أمام الشركات؛ بما يسهم فى تحقيق عوائد يمكن استغلالها فى استكمال المشروع، مشيرًا إلى أن المنطقة الاستثمارية جاهزة لتشغيل الكثير من المكونات مثل المطاعم.
أشاد بنشر الكثير من المساحات الخضراء بالمشروع، وأن هذا أمر إيجابى يؤكد أن العمل فى المشروع يمضى على قدم وساق، لكنه فى الوقت نفسه أكد ضرورة العمل بوتيرة متسارعة من أجل زيادة هذه المساحات الخضراء بمعدل أكبر مع الحرص على الحفاظ على استدامة هذه المساحات طوال فترة تنفيذ المشروع، وكذا العمل على استدامة أعمال الصيانة لما تم تنفيذه حتى الآن ولحين اكتمال المشروع بصورته النهائية.
بدوره أشار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية إلى أن مشروع حديقة «تلال الفسطاط» يعد من المشروعات الكبرى التى تقوم الوزارة بتنفيذها، وتقع فى قلب منطقة القاهرة التاريخية، ويتولى تنفيذ المشروع الجهاز المركزى للتعمير، من خلال جهاز تعمير القاهرة الكبرى بتمويل من صندوق التنمية الحضرية.
أوضح وزير الإسكان أن حديقة تلال الفسطاط تعد من أكبر الحدائق فى منطقة الشرق الأوسط، حيث يتم تنفيذها على مساحة نحو 500 فدان، فى موقع مركزى بقلب القاهرة التاريخية «كان يستخدم سابقاً مقلباً للمخلفات»، مشيراً إلى أن تنفيذ الحديقة يأتى فى إطار جهود الدولة لتطوير القاهرة التاريخية، وتوفير المتنزهات للمواطنين، وزيادة نصيب الفرد من المسطحات الخضراء والفراغات العامة.
وتعهد «الشربينى» بتسريع وتيرة معدلات التنفيذ بالمشروع، مؤكداً أنه يأتى ضمن الأولويات التى سيعمل عليها خلال الفترة المقبلة.
رئيس الوزراء تفقد أيضا مشروع إعادة إحياء حديقة الأزبكية التراثية الذى يأتى ضمن مشروع تطوير القاهرة الخديوية.
وشرح استشارى المشروع الدكتور ماهر ستينو، خلال الجولة، خريطة الموقع العام لحديقة الأزبكية ومقترح إعادة إحيائها على مساحة 9.8 فدان، وقال إن رؤية المشروع تستهدف استعادة المكونات التراثية للحديقة، وتعتمد هذه الرؤية فى الحفاظ على الأشجار التراثية ومنطقة التبة، وتجديد برجولة قمة التاج، والنافورة الأثرية، ونادى سوق السلاح، وإحياء البحيرة، والكوبرى الخشب، وسور الحديقة، والبرجولات التاريخية، وأوضح أنه تم الانتهاء من أعمال تطوير حديقة الأزبكية بنسبة 93 ٪ ما عدا أكشاك الكتب ونادى السلاح والنافورة الأثرية.
وأكد أنه تم الانتهاء تمامًا من المبنى الإدارى، والمطعم والمسرح الرومانى والبحيرة، فيما يتم العمل على الانتهاء من البوابات وخزّان المياه والحريق والبرجولات والأسوار وأعمال تنسيق الموقع.
وفيما يتعلق بالأشجار التاريخية بالحديقة، وجّه رئيس الوزراء بوضع شرح حول تاريخ كل شجرة ونوعية هذه الأشجار.
تفقد مدبولى أعمال إعادة إحياء النافورة الأثرية، حيث تمت الإشارة إلى أنه تم البدء فى تنفيذ المشروع تحت إشراف وزارة السياحة والآثار، ومن المُقرر الانتهاء من أعمال التطوير بالنافورة الأثرية قبل نهاية العام الجارى .
وفيما يتعلق بإعادة إحياء سوق الأزبكية للكتب، أشار الدكتور ماهر ستينو إلى أنه تم إطلاق مسابقة التصميم المعمارى لطلبة الجامعات المصرية لتطوير السور، بالتعاون بين وزارات الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والتعليم العالى والبحث العلمى، والثقافة، وذلك خلال شهر يونيو 2022، مضيفًا أنه تم التنسيق مع المقاول للانتهاء من المجموعة الأولى من أكشاك الكتب قبل نهاية العام الجارى.
ولفت إلى أن هناك تكليفا بنقل سوق بيع الكتب من مكانه الحالى إلى المكان الجديد الذى يتم تطويره فى ساحة مجاورة لسنترال الأوبرا، على أن يتم تنفيذ التصور المُقدّم من وزارة الإسكان بشأن تصميم أكشاك سوق بيع الكتب، وقال إنه تم استلام المساحة المجاورة لسنترال الأوبرا، وتمت إزالة المخلفات وتمهيد الموقع.
كما شرح ستينو مخطط تطوير المدخل الشرقى للحديقة من ناحية ساحة المسارح (مسرح الطليعة ومسرح العرائس والمسرح القومي)، كما عرض الموقف التنفيذى لأعمال تطوير مبنى نادى السلاح، حيث تمت الإشارة إلى أن نادى السلاح يُعد أقدم الأندية فى مصر وملتقى الأمراء والنبلاء، وقد تأسس عام 1891 على يد الجنرال ماكسويل ومدرب السلاح العالمى كونستانتسى، ووشيكوريل، وأطلق عليه الملك فاروق «نادى السلاح الملكى المصرى» وكان رئيسًا فخريًا له، ويضم النادى العديد من القطع الأثرية، منها خوذة صلاح الدين الأيوبى، ومجموعة من السيوف التى نُقلت من قلعة صلاح الدين، فضلًا عن الكثير من الصور التى تعود ملكيتها إلى عصر الملكية.
وأوضح أن مبنى نادى السلاح يقع على مساحة 2000 متر مربع، ويتكون المبنى من جزء تراثى وجزء مضاف حديثًا.
ونوه ستينو إلى أنه بالنسبة لسنترال العتبة، فالمبنى يتمتع بعناصر إنشائية قوية وبحالة جيدة، كما يتمتع بمسطحات معمارية واسعة وارتفاعات مناسبة للعديد من الأنشطة.
وفى هذا الصدد، تم عرض مجموعة من الاستخدامات الجديدة لمبنى سنترال العتبة، ومحيطه الخارجى بما يسهم فى إحياء الصورة الحضارية لميدان العتبة.
وفى هذا الإطار، وجّه رئيس الوزراء بضرورة استغلال مبنى سنترال العتبة أفضل استغلال بما يحقق أقصى استفادة منه ويسهم فى إبراز الهوية الحضارية والتاريخية للمنطقة.