ومصر والسودان.. وبايدن وترامب
الناس تتحدث عن الحكومة الجديدة وتتساءل.. هل ستحدث القيادات الجديدة فارقا فى الأداء ينعكس على المواطن وقضاياه ومشاكله.. هل ستكون هناك انفراجة فى الأسعار وفى الأزمة الاقتصادية عموما.. هل.. وهل.. وهل..!
والناس تدرك وتتفهم ان هناك جهودا صادقة تبذل وان هناك محاولات ومحاولات بذلتها الحكومة السابقة من أجل الصمود والاستقرار وعبور المرحلة الصعبة.. والناس أصبحت أكثر وعيا وتفهما وصبرا.. والناس لذلك لا تطالب الحكومة الجديدة بالمستحيل وإنما تبحث عن الشفافية والمصارحة والوضوح فى التعامل من أجل التعرف على معالم الطريق ولعل هذا هو ما دفع رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى إلى التصريح بأنه سيكون هناك لقاءات موسعة عقب كل اجتماع وزارى للشرح والتوضيح.
وعندما نؤكد على الوعى الشعبى فإننا على ثقة من قدرتنا وقدراتنا على التحمل، فنحن نعتبر ان الاستقرار والصمود فى هذه المرحلة هو نجاح وان عدم توقف مسيرة التنمية هو انجاز وان المضى قدما للأمام فى استكمال العديد من المشروعات القومية هو عمل يستحق الدعم والمساندة.. ولكننا فى كل هذا نبحث وننتظر الكثير من الخطوات التى يمكن أن تجلب معها السعادة وأن ترسم الابتسامة على الوجوه.. وهى الابتسامة التى طال غيابها.. ننتظر انخفاضا أو استقرارا فى الأسعار وننتظر نهاية حاسمة لأزمة الكهرباء.. وننتظر أن يعود إلينا الاحساس بأننا سوف نرى أياما أفضل ومردودا يوازى ويتوازن مع حجم الانجازات التى تحققت.. نحن لا نحلم بالمستحيل ولكننا فى حاجة إلى أن نطمئن.
>>>
ودائما سيكون الحل فى مصر.. فالقاهرة التى حاولت انهاء الحرب الأهلية فى السودان الشقيق استضافت مؤتمرا للقوى السياسية المدنية فى السودان بحضور الشركاء الاقليميين والدوليين بهدف التوصل إلى حل توافقى بين مختلف القوى السياسية للتوصل إلى اتفاق سلام شامل.
والحل فى السودان الشقيق يبدأ وينتهى عند ادراك خطورة الأزمة التى أدت إلى تشريد أكثر من عشرة ملايين سودانى خارج وداخل البلاد والتى كان من نتيجتها وقوع أكثر من 15 ألف قتيل.
ان أزمة السودان المفتعلة يجب أن تشهد نهاية قريبة بالتوافق والتنازلات والمواءمات.. فليس معقولا أن تستمر إراقة الدم السودانى بأياد سودانية.. وليس مقبولا أن يعلن كل طرف من أطراف النزاع انه ألحق الخسائر بالطرف الآخر لأن الخاسر فى كل الحالات هو السودان والسودانيين ولا أحد آخر.. والحوار السودانى – السودانى يجب أن يكون فيه النهاية وفيه الخلاص.
>>>
ومازلنا مع الحوار الأمريكى حول أزمة اختيار الرئيس الأمريكى القادم بعد أن ثبت يقيناً أمام الناخب الأمريكى انه لا بايدن ولا ترامب يصلحان لقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
والمشكلة تتفاقم فى معسكر الحزب الديمقراطى الذى يدعم مرشحه جوبايدن حيث يشهد الحزب انقساما عميقا بين الذين أعلنوا تأييدهم لبايدن حتى النهاية وبين الذين يواصلون الضغط لحث بايدن على التراجع عن الترشح قبل فوات الأوان.
والحل عند بايدن.. وحده هو من سيقرر الخطوة التالية وان كان قراره قد أصبح واضحا حين قال «إذا خرج الرب وقال لى أن أنسحب من السباق الرئاسى سأفعل»..! وبايدن الذى ربط مصيره بمشيئة الرب لن يتراجع حتى وان فقد الذاكرة والإدراك تماما كما فعل مؤخرا فى مقابلة تليفزيونية عندما قال عن نفسه «أنا أول امرأة سوداء تعمل مع رئيس أسود» وكان يقصد انه كان نائبا للرئيس مع الرئيس أوباما..!
ولأنه لا غريب ولا عجيب إلا فى أمريكا.. فبايدن مع كل هذه العثرات والزلات يمكن أن يفوز وأن يستمر رئيساً.. الناخب الأمريكى له معايير أخري.. وحوار آخر..!
>>>
وعلى أية حال.. فقد تخلصنا من أحد المنحازين والداعمين والمتعصبين لإسرائيل فى حربها الدموية على المدنيين فى قطاع غزة.. والناخب البريطانى طرد سوناك رينش من رئاسة الحكومة البريطانية بعد اخفاقاته الداخلية والخارجية والتى كانت سببا فى سقوط حزب المحافظين أمام حزب العمال وتولى كير ستامرو رئاسة الحكومة البريطانية.. وسوناك كان من أكثر المؤيدين لإسرائيل فى حربها على غزة ولم يستطع اخفاء تعاطفه معها.. سوناك كان مكروها داخليا وخارجيا.. ولم يحمل له الشعب البريطانى أى تعاطف.. اعتبروه دائما غريبا عنهم وعليهم..!
>>>
وفى 14 مارس الماضى سقط لاعب كرة القدم أحمد رفعت على الأرض فجأة أثناء مباراة لفريقه فى الدورى المصري.. وتوقف قلبه طويلا قبل أن يتمكن الأطباء من انقاذه بعد أن تم كتابة عمر جديد له فى الحياة ليقضى عدة أشهر فى العلاج والأمل والرجاء.. وعندما تحسنت حالته وبدأ يعرب عن أمانيه فى الحياة وامكانية عودته إلى الملاعب مرة أخرى وقام بزيارة فريقه ومؤازرتهم فى المران.. وبدأ يزاول حياته شبه الطبيعية توقفت عضلة القلب فجأة وودع الحياة.. ويا الله.. هذه دروس وعبر.. ولكل أجل كتاب.. ولا شيء فى النهاية يستحق..!
>>>
>> وأخيراً:
لا تفكر.. لها مدبر
>>>
وهناك كلام يقول كل شيء
وهناك صمت يختصر كل شيء.
>>>
ولا أحد يعلم كم عانيت حتى وصلت،
فلا تلتفت لما يقولون.
>>>
وستمضى أقدارك على حال، فاجعلها تمضي
وانت راض عنها، فربما ثواب رضاك منها يرضيك.