إنها سنة الله فى كونه، وطبيعة الحياة، بين اليسر والعسر، والشدائد والمحن هى من تصنع الرجال، وتبنى الأوطان واختبار حقيقى لصلابة الدول العظيمة، لكنها لا تعنى أبداً، اليأس والإحباط. ومن أهم أسباب عظمة مصر وخلودها هى قدرتها وصلابتها فى مواجهة المحن والشدائد والتحديات والأزمات، الطارئة والعارضة التى فرضت عليها، لكنها فى ذات الوقت تملك دائماً مقومات النجاة والعبور. وتستطيع أن تحول المحن والشدائد إلى منح والأزمات إلى إنجازات، لذلك بقيت مصر خالدة وذهبت وانتهت الأزمات والتحديات، فقوتها لم تأت من فراغ، وعبقرية شعبها، لم تكن صدفة، تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ، تضمن حاضرها ومستقبلها لذلك فإننا مطالبون أن نعلم الأبناء والأجيال الجديدة تاريخ مصر.
الحقيقة أنه منذ جائحة «كورونا»، وحتى الحرب الروسية ـ الأوكرانية، وصولاً إلى الاضطرابات الجيوسياسية العنيفة فى المنطقة وسخونة الأوضاع، ولا أحد يستطيع التنبؤ بمستقبل هذه المنطقة، فما حولنا من أوضاع وصراعات وحرائق، واقتتال، وسقوط دول، وأطماع وأوهام ومؤامرات ومخططات وضغوط، وابتزاز، يشير إلى خطورة استمرار هذه المعطيات ونذر التصعيد والحرب الشاملة، فالعالم والمنطقة فى مأزق حقيقي.
نجاح مصر فى الحفاظ على أمنها واستقرارها وسلامة أراضيها، واستمرار مشروعها الوطنى لتحقيق التقدم، والجهود المكثفة لتوفير احتياجات شعبها، ومجابهة الأزمات والصعوبات المعيشية التى خلفتها هذه الصراعات الدولية والإقليمية، بل ووقوف مصر على أرض شديدة الصلابة فى مواجهة هذه التهديدات الخطيرة، يعد إنجازاً تاريخياً، وعبقرياً، يحسب للرئيس عبدالفتاح السيسي، وهو أهم وأعظم إنجاز بحسابات الواقع والتجارب والمشاهد الإقليمية والدولية، فإن الأمن والأمان والاستقرار والبناء والتنمية والقدرة على التصدى للأزمات المفروضة علينا هو ذروة وسنام القوة والقدرة، ويتحقق بعبقرية وقدرة القيادة السياسية الوطنية المخلصة، فى قيادة سفينة الأمة المصرية، فى آتون هذه الحرائق والمحيط الإقليمى الملتهب من خلال الحكمة الرئاسية، والتوازن والصبر الاستراتيجى والرهان على ضبط النفس، والحسابات والتقديرات الدقيقة دون اندفاع أو تهور أو مغامرة بالوطن، ولا يجب أن يغيب عن عقل ووعى أى مواطن مصرى هذا الإنجاز ولعل وجود اللاجئين، وتوجه الفارين من ويلات الصراعات والحروب والاقتتال الأهلى إلى مصر دليل على عظمة هذا الإنجاز، وأن مصر هى الملاذ للباحثين عن الأمن والأمان والاستقرار، فلك أن تتخيل هذا الفوران الإقليمي، والحرائق المشتعلة فى المنطقة، وتبقى مصر فى عنان الأمن والاستقرار، وهى نعمة عظيمة تستوجب الشكر للمولى عز وجل وتقديم التحية لقائد عظيم حكيم هو الرئيس السيسي.
ما يواجه المواطن المصرى من أزمات وضائقة اقتصادية طارئة وعابرة تعمل الدولة بكل الجهود، والإمكانيات والقدرات وما لديها من فرص على إنهائها وتخفيف حدتها لكن النظرة الموضوعية من المواطن تتطلب تفكيراً مختلفاً، فرغم المعاناة المعيشية التى يجدها المصريون، وأشار إليها الرئيس السيسى فى كلمته بمناسبة الذكرى الـ 11 لثورة 30 يونيو العظيمة، ويعمل على تخفيفها مقدماً الشكر والتحية للمصريين على تحمل هذه المعاناة بوعى وصبر ووطنية إلا أن الأمر يجب أن نضعه فى نصابه الحقيقي، فمع الأزمة، هناك نعم وإنجازات كثيرة وأعتبرها إنجازات وجودية، فى ظل ما تتمتع به مصر من أمن واستقرار يحسدنا عليه الكثير بل وقوة وقدرة وصلابة وفرص على العبور ومواجهة التحديات والأزمات ومع الإقرار بوجود معاناة طارئة، هناك من يريد أن يستغل هذه الأزمة، وتكثر حملات الأكاذيب والتشكيك والتشويه والإساءات والتحريض للإيقاع بالمصريين فى مستنقع الفتن والفوضي، وهو ما يدركه المواطن المصري، ويدرك أيضاً أن الفرج اقترب وأنها مسألة وقت لا أكثر وسرعان ما تنتهى أو تخف حدة المعاناة والأكثر أهمية أن نحافظ على الوطن وأمنه واستقراره، ومشروعه الوطنى لتحقيق التقدم فى ظل ما يستهدفه ويحاك له من مؤامرات ومخططات ومحاولات استدراج ومساومات وضغوط من أجل أن يفرط فى ثوابته، وأرضه، لذلك فالوطن مسئولية الجميع القيادة والشعب والحكومة، كل الأزمات سوف تنتهى وسوف تتحول إلى إنجازات، سواء أزمة تخفيف الأحمال أو الأسعار والضائقة والمعاناة الاقتصادية والمعيشية فمن المهم أن يبقى الوطن قوياً فتياً آمناً مستقراً، فليس هناك معنى لأى حياة أو إنجازات، أو أموال بدون هذا الوطن.
الحقيقة التى يجب التوقف عندها، هى قدرة
الرئيس عبدالفتاح السيسي، وإدارته وعبقريته فى الحفاظ على مصر فى وسط هذا الطوفان من التحديات والتهديدات والأزمات والصراعات الإقليمية والدولية وهو أمر لم تتعرض له الدولة المصرية فى تاريخها، والقدر شاء فى هذا التوقيت، أن يقود مصر قائد عظيم وحكيم، استبق كل ما يجرى ويحدث من صراعات طاحنة ومؤامرات ومخططات شيطانية، فبنى القوة والقدرة، لتمكين مصر من القدرة على المواجهة، واتخاذ الإجراءات مبكراً فى حماية أمنها القومى ووجودها، وأرضها ومقدراتها، لذلك فإن الحملات الشرسة من قوى الشر على مصر وقيادتها من الأكاذيب والإساءات والتشويه سببها ما بناه هذا القائد العظيم من قوة وقدرة حالت دون تحقيق مخططات قوى الشر فى استباحة أرض وحدود وسيادة مصر، وبسبب هذه القوة الحاسمة والرشيدة، تخشى قوى الشر من المواجهة المباشرة مع مصر، لذلك عمدت على دفع أذنابها وأدواتها من المرتزقة وأذرعها فى المنطقة، وفى الداخل إلى دفع هذه الأدوات على الهجوم على مصر، وتكثيف حملات التضليل والتزييف والتشكيك، ومحاولات هز الثقة والوقيعة، لأنهم يريدون هدم مصر لا قدر الله من الداخل، لأنهم لا يجرءون على المواجهة المباشرة مع مصر، بالإضافة إلى حالة الذعر والخوف لدى قوى الشر من تنامى قوة مصر وقدرتها الشاملة والمؤثرة دفعتها خطوات وقفزات نحو استكمال مشروعها الوطنى للتقدم، لأن ذلك يضمن الحيلولة دون تنفيذ مشروعات ومخططات الشيطان فى المنطقة وفى القلب منها مصر، ولعل ما يجرى فى قطاع غزة وفى الجوار من كافة الاتجاهات يؤكد أن الهدف منه مصر.
الحقيقة أن إدارة الرئيس السيسى للصراعات والتهديدات والاضطرابات والأزمات الإقليمية والدولية تستوجب التحية، وأيضاً الدراسة والبحث.
تحيا مصر