وقعت خلال الأيام الماضية مفاجآتان أحدثتا دويا هائلا على مستوى العالم.
المفاجأة الأولى فى الشرق والثانية فى الغرب مما يؤكد ويؤكد يوما بعد يوم إن الله سبحانه وتعالى هو الذى يسيِّر الكون وفقا لإرادته ومشيئته.
أما بالنسبة للأولى فقد فاز فى انتخابات الرئاسة الإيرانية رجل شديد العداء للعباءات السوداء ألا وهو مسعود بزشكيان الذى عرف بانتمائه لما يسمى بالتيار الإصلاحى وقد سبق أن حاول خوض الانتخابات من قبل لكن تآمر عليه المتطرفون ووقفوا دون ترشيحه لكن ها هو فى النهاية يحقق الحلم ويحقق فوزا حاسما رغم الحرب التى شنها ضده المرشد الأعلى على خامنئى الذى كان حتى وقت قريب يدين له بالولاء لكن فى الفترة الأخيرة ونظرا لسياسات القهر التى يتبعها خامنئى وأعوانه انطلق معظم الشعب الإيرانى إلى بزشكيان ليعطوه أصواتهم فكانت النتيجة التى يبدو أنها أثلجت القلوب.
على الجانب المقابل.. ولأن الرئيس الجديد على بينة كاملة من مدى تأثير رجال الدين المتزمتين فقد كان أول تصريح أدلى به بعد فوزه:
أعزائى وإخوانى:
«انتهت الانتخابات وهذه مجرد بداية لعملنا معا.. أمامنا طريق صعب ولا يمكن أن يكون سلسا إلا بتعاونكم وتعاطفكم وثقتكم.. أرجوكم ابقوا معى وأقسم بشرفى أننى لن أتخلى عنكم».
المهم.. يبدو من تلك الكلمات المؤثرة أن الرجل يتوقع نهاية درامية يمكن أن تطيح بحياته لذلك فهو يحتكم للناخبين الذين منحوه ثقتهم وهكذا يعيد سيناريو مصرع الرئيس السابق إبراهيم رئيسى فى حادثة طائرة غامضة ولم يتم اكتشاف أبعاده وأسبابه حتى الآن.. وطبعا.. سيظل ذلك الغموض أبد الآبدين.
أيضا وعد الرئيس الجديد بتحسين أحوال بلاده مع الغرب ومحاولة تسوية خلافاتها مع القوى العالمية حول أنشطتها النووية فضلا عن زيادة مساحة الحريات وترسيخ مبادئ العدل والمساواة.
>>>
أما المفاجأة الثانية فهى التى تتعلق بالانتخابات البريطانية التى أسفرت عن فوز حزب العمال بعد 14 سنة من سيطرة المحافظين على مقاليد الحكم.
ويبدو أن الناس أيضا فى بريطانيا لم يكونوا متوقعين هذا الفوز..
لذا فقد عمت الاحتفالات الشوارع وصدحت الموسيقى داخل وخارج محطات المترو وعلى الفور أمر الملك تشارلز بتكليف كير ستارمر رئيسا للوزراء الذى بادر هو الآخر بإطلاق التصريحات الساخنة مؤكدا أنه سيضع مصالح البلاد أولا ثم مصالح حزبه ثانيا واصفا سياسته بأنها ستكون سياسة التجديد الوطنى.
ثم..ثم.. لم تمض ساعات إلا وكان الملك تشارلز يستقبل رئيس الوزراء الجديد خلال مراسم معروفة فى بريطانيا اسمها «مراسم تقبيل اليدين».
تصوروا هذه الدولة التى يفترض أنها عريقة فى الديمقراطية يسمح شعبها بهذه التسمية التى مهما برروا أسبابها إلا أنها أولا وأخيرا تنطوى على شبهة إهانة صارخة.
يعنى إيه تقبيل اليدين؟!
عموما.. مادام الإنجليز موافقين ورئيس الوزراء المنتخب موافقا فهم وشأنهم لكنها مجرد ملحوظة لم أشأ أن أتركها تمر من وجهة نظرى وإن كان الكثيرون داخل بريطانيا أو خارجها لم يتوقفوا أمامها طويلا.
أيضا ما يلفت النظر أن الأخ ستارمر ظل يؤكد أن زوجته وأولاده سوف يبقون خارج دائرة الضوء حيث إن الأمور العائلية خاصة به وحده وليس بغيره لكن ما أن أعلن فوزه حتى طار إلى الزوجة العزيزة يحتضنها ويقبلها لتشاركه سعادته التى بدت ألا حدود لها..!
كذلك.. قام بتعيين راشيل ريفر وزيرة للخزانة وتلك أول مرة تشغل امرأة هذا المنصب فى بريطانيا مما أثار خوف وقلق المؤيدين والمعارضين ولكن النغمة السائدة حاليا تقول بلسانهم: دعونا نرقب وننتظر ونحن معهم أيضا نرقب وننتظر.
>>>
و..و..شكرا