أخيرًا وبعد طول انتظار.. أسدل الستار وأعلن التشكيل الوزارى الجديد وأدى الوزراء والمحافظون ونوابهم اليمين القانونية أمام رئيس الجمهورية.. انتظرنا تشكيل الحكومة أولاً ثم المحافظين.. وفوجئنا بالتشكيلين معًا وكذلك نوابهم ليجتمع الرئيس بهم جميعًا فى لقاء تحديد الأولويات للمرحلة المقبلة.. وطبعًا الأولوية القصوى والأهم هى المواطن.. ثم المواطن.. ثم المواطن.. كان التكليف الرئيسى للحكومة هو تخفيف المعاناة عن المواطنين ورسم البسمة من جديد فى الشارع المصري.. وتخفيف المعاناة يتطلب أشياء وأمورًا كثيرة أبرزها ضبط الأسواق وخفض الأسعار وتوفير السلع الاستراتيجية وحل أزمة الكهرباء والغاز.
الناس تفاءلت بالحكومة الجديدة لأن نسبة التغيير كبيرة وغير مسبوقة.. وحكومة مدبولى الجديدة هى الاكثر تغييرًا وتجديدًا للدماء فى تاريخ الدولة المصرية.. وتغيير الوجوه سيؤدى حتمًا إلى تغيير السياسات والتوجهات والقرارات والإجراءات.. ولذلك جاءت التصريحات الأولى للوزراء والمحافظين تواكب هذه الموجة وتحدثوا جميعًا عن المواطنين وتوفير احتياجاتهم وتحقيق مطالبهم وتخفيف معاناتهم.. لم تكن التصريحات فقط متوائمة مع التكليفات الرئاسية.. بل جاءت التحركات والاجتماعات والقرارات الأولى للوزراء مواكبة أيضا وتلامس أولويات المرحلة الجديدة.. كما تم تحديد اختصاصات نواب الوزراء بشكل محدد حتى لا يحدث تداخلات وتشابكات فى المهام والأدوار القادمة.. ويبدو أننا مقبلون فعلاً على مرحلة جديدة عنوانها «القيادات الشابة وأدوار مؤثرة فى صنع القرار».
المجموعة الاقتصادية تغيرت تمامًا وبنسبة 001 ٪ تقريبًا.. واستحدث منصبان جديدان الأول نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وأسند للفريق كامل الوزير.. ومعه حقيبتى النقل والصناعة.. والثانى نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية وأسند للدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان.. الأول مسئول تقريبًا عن النهضة الصناعية بوجه عام.. والثانى مسئول عن النهوض بالإنسان المصرى فى مجالات الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية والتوعية والدعم.. وأعتقد أن الدكتور مصطفى مدبولى سيكون مسئولاً مع الوزير وعبدالغفار عن إدارة المسارين الاستراتيجيين معًا وفى وقت واحد.. والذى يثير الأمل فى نفوسنا تلك الروح الحماسية العالية التى أبداها الفريق كامل الوزير عند تكليفه بحمل الحقيبتين معًا.. الصناعة والنقل.. وأكد أن وزارة النقل تسير حاليًا بقوة الدفع الذاتية بعد استقرار الأمور وتحديد المهام والأدوار ووجود 3 نواب للوزير كل واحد منهم مسئول عن قطاع بعينه.. ولذلك سيتفرغ أكثر لملف الصناعة بدليل أنه قرر تخصيص نصف يومه الأول للصناعة والنصف الثانى للنقل وأعتقد أن كامل الوزير بكل ما حققه فى ملف النقل خلال السنوات الماضية.. سيكون مرشحًا لتحقيق انجازات كبيرة مماثلة فى قطاع الصناعة وهو هدف استراتيجى مهم وثمين نتوق إلى تحقيقه جميعًا.
ومن الوزراء الجدد أصحاب المهام الصعبة الدكتور شريف فاروق الذى انتقل من رئاسة البريد المصرى ليكون وزيرًا للتموين والتجارة الداخلية فى مرحلة شديدة الحساسية والخطورة يمر بها السوق المصرى بكثير من الاضطرابات والهزات العنيفة والتى تجسدت فى ارتفاع أسعار السلع المختلفة فى الآونة الأخيرة وحتى لا يشعر وزير التموين الجديد بأنه ليس وحده فوجيء فى اليوم الأول لتواجده فى الوزارة بالعاصمة الإدارية بزيارة رئيسه السابق وزميله الحالى الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.. فى بداية اللقاء هنأ طلعت وزير التموين الجديد بثقة الرئيس وتوليه المنصب الوزارى الرفيع وأكد على دعم الاتصالات بكل ما لديها من خبرات وتجارب لمنظومة التموين والدعم وتطويع تكنولوجيا المعلومات لتطوير وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين ضمن منظومة الدعم التى تشمل بخدماتها ما يقرب من 07 مليون مواطن.. ورد الدكتور شريف فاروق مؤكدًا أنه لا يمكن التطوير بدون رقمنة والاعتماد على الميكنة والحوكمة للوصول إلى مستحقى الدعم باستخدام بيانات دقيقة.
كنا نتمنى دمج وزراتى الكهرباء والبترول فى منظومة واحدة لمواجهة الأزمات المتكررة وهو كان أقرب إلى التطبيق حسبما قال رئيس الوزراء لكنه تقرر تأجيله إلى وقت آخر.. قلوبنا جميعًا مع وزير الخارجية بدر عبدالعاطى الذى يتسلم المسئولية وكل الحدود من حولنا مشتعلة ونتمنى أن تكلل جهود الوزير السابق سامح شكرى بالنجاح ويتوصل عبدالعاطى مع الشركاء الدوليين لاتفاق وقف اطلاق النار فى غزة وتبادل الأسرى والبدء فى مفاوضات سلام حقيقية تقودنا إلى اعلان الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.