ونبدأ اليوم بالحديث عن الوزير المتطرف فى الحكومة الاسرائيلية، وزير التراث عميحاى إلياهو الذى يدعو إلى ضرورة احتلال سيناء وغزة وجنوب لبنان وضمها للضفة الغربية فى خارطة جديدة لإسرائيل تشمل هذه المناطق.
وقد صدرت تصريحات الوزير الاسرائيلى قبل عدة أيام ولم يعقبها حتى الآن أى نوع من الاستنكار الرسمى الإسرائيلى وكأنها تصريحات تعكس فكرا وعقيدة داخل إسرائيل..!
ويقيناً فإن الوزير الاسرائيلى يعبر فى هذه التصريحات الاستفزازية عن قناعات قطاع كبير فى المجتمع الاسرائيلى ويؤكد من خلالها أن اسرائيل لا تنظر إلى السلام على انه ضرورة للتعايش والعلاقات الحسنة بقدر ما تتعامل مع مفهوم السلام على انها مرحلة أو خطوة تكتيكية فى طريق تحقيق أهدافها التوسعية التى تعمل على تحقيقها.
ان تصريحات الوزير الاسرائيلى «الطائشة» لم تكن من باب «الفرقعة» الاعلامية بقدر ما هى نوع آخر من التهديد والارهاب فى سلسلة الغرور الذى انتاب بعض القيادات الحاكمة فى اسرائيل من جراء ما يعتقدون انه النجاح الذى تحقق فى قطاع غزة دون ادراك أو استيعاب انها كانت حربا على مدنيين عزل لا حول لهم ولا قوة..!!
>>>
ونترك الوزير الاسرائيلى غارقا فى أحلامه وأوهامه ونذهب إلى حيث البلد الذى يحمى اسرائيل والذى جعل لها صوتا ووزنا.. ونتحدث عن «لعنة المناظرة» التى حلت على الرئيس الأمريكى الحالى جو بايدن بعد أدائه الكارثى فى المناظرة التى جمعته بمنافسه دونالد ترامب.
فرغم ان بايدن يصر حتى الآن على عدم التراجع عن الترشح للرئاسة إلا ان منافسه ترامب بدأ يتحرك على أساس ان المعركة الانتخابية لن تكون مع بايدن قائلاً «لقد انسحب من السباق.. لقد أخرجته من السباق، انه مجرد كومة قديمة من المخلفات»..!
وإذا كان بايدن سوف يواصل السباق الانتخابى وهو ما يبدو حتى الآن فإن كل آماله سوف تكون معلقة على المناظرة الثانية فى سبتمبر.. فعندها سوف يعلن الرئيس القادم للولايات المتحدة الأمريكية، فإما يواصل بايدن الأداء المخيب للآمال.. ويستمر فى خسر النقاط وإما أن يوجه القاضية لترامب وتتحقق المعجزة ويعود إلى المنافسة من جديد.. وأغلب الظن انه قد لا يسمح له بدخول الحلبة والدفع بمرشح جديد.. بايدن قد ينهار قبل النزال..!
>>>
ونعود لحواراتنا وأحاديثنا فى ضوء التغيير الوزارى الجديد الذى يعقد عليه الرأى العام آمالاً كبيرة فى مرحلة بالغة الصعوبة.
ويحسب للحكومة الجديدة انها ضمت وجوهاً قدمت أداء متميزا قبل أن تتولى الحقائب الوزارية.
وأخص بالذكر وزير الخارجية السفير بدر عبدالعاطى التلميذ النجيب فى مدرسة الخارجية المصرية التى لا ينضب معينها ولا تتوقف عن انجاب قيادات دبلوماسية بتقاليد ومبادئ راسخة.
وقد كان لى شرف التعامل والتعرف على الوزير بدر عبدالعاطى قبل عدة سنوات عندما كان متحدثا رسميا لوزارة الخارجية وفى أول لقاء جمعنا كان حديثه منصبا على جريدة «الجمهورية» التى منحت الفرصة لزيارة عدة دول أوروبية فى الرحلة التى تنظمها «الجمهورية» سنويا لتكريم أوائل الثانوية العامة وحيث كان عبدالعاطى أحد متفوقى الثانوية العامة وكرر السفير بدر عبدالعاطى فى هذا اللقاء الحديث عن قامات «الجمهورية» من الراحلين عن دنيانا الأساتذة اسماعيل الشافعى ومحمد حمودة اللذين كان وراء تنظيم هذه الرحلة والاشراف عليها، لمست فى السفير عبدالعاطى نوعا من الوفاء والتواضع والاحترام.. صفات أهلته لكى يقود مسيرة الخارجية المصرية وأن يكون اضافة جديدة فى مسيرتها بعد نجاحه فى «هندسة» العلاقات المصرية – الأوروبية فى السنوات الأخيرة.. عبدالعاطى ستكون له بصماته فى الخارجية المصرية لأنه كان وسيظل من «المتفوقين» علما وخلقا والتزاما.
>>>
ووزير آخر ننتظر منه الكثير.. وزير الاسكان الشاب شريف الشربينى الذى تعاملت معه فى العديد من المرات عندما كان رئيساً لجهاز مدينة الشروق وتمكن خلال المدة القصيرة التى قضاها هناك من تحسين الصورة الجمالية والحضارية للمدينة بقدرته على التحرك السريع والحزم فى اتخاذ القرارات وتحمل مسئوليتها.
وشريف الشربينى الذى تم اختياره وزيرا للاسكان قادر بنفس اسلوب الادارة على أن يحقق مزيدا من النجاحات، فهو لن يكون وزيرا «مكتبيا» وإنما وزير «ميداني» قادر على المتابعة والانجاز.. وزير شاب لوزارة تحتاج إلى القفز والطيران لتحقيق مشروع مصر القومى فى حل أزمة الاسكان بلا رجعة..!
>>>
وفى مناسبة الشقق ووزير الاسكان.. فأنا حائر ومحتار وأتمنى أن أعرف من أين تأتى الملايين من الجنيهات التى يقوم أصحابها بشراء الوحدات السكنية من فيلات وشقق وشاليهات بأرقام فلكية.. فبمجرد الإعلان عن أى مشروع من المشاريع المتميزة فإن الإقبال عليه يكون رهيبا ويتم حجز الوحدات المعروضة فى ساعات قليلة..! الناس دى بتشتغل ايه.. وبتكسب كام ومنين.. دى أرقام خيالية مرعبة لوحدات سكنية يصل سعر المتر الواحد فيها إلى مائتى ألف جنيه..!!
وبالمناسبة أيضاً فإن أحد الاعلاميين المعروفين قام مؤخرا ببيع الفيلا أو القصر الذى يملكه فى الشيخ زايد بأكتوبر بنصف مليار جنيه.. وربنا يزيد ويبارك!! الملايين والمليارات أصبحت مجرد أرقام وليست خيالا!..
>>>
وأخيراً:
إياك أن تنحنى لتلتقط
ما سقط منك فى حياتك..
اكمل طريقك وستقابل الأفضل
إذا انحنيت سيسقط منك الكثير.
>>>
وكن راقياً فى أفعالك، واجعل لك قيمة
فى قلوب الناس، إن لم يكن حباً فليكن احتراماً.
>>>
والوقوف على قدميك يمنحك مسافة صغيرة فى هذا
العالم، لكن الوقوف على مبادئك يمنحك العالم كله.
>>>
وصافى النية تصفو له الدنيا.