أكدت حركة حماس رفضها لأى خطط أو مشروعات أو مقترحات، تسعى لتجاوز الإرادة الفلسطينية بشأن مستقبل قطاع غزة، ورفض أى تصريحات ومواقف تدعم خططاً لدخول قوات أجنبية إلى القطاع، تحت أى مُسمّى أو مبرر.
وقالت «حماس» فى بيان لها أمس إن إدارة قطاع غزة بعد دحر هذا العدوان الفاشى شأن فلسطينى خالص، يتوافق عليه الشعب الفلسطينى بجميع أطيافه، الذى لن يسمح بأى وصاية أو بفرض أى حلول أو معادلات خارجية تنتقص من ثوابته المرتكزة على حقه الخالص فى نيل حريّته وتقرير مصيره.
ودعت الحركة الدول العربية والإسلامية كلها إلى الضغط لوقف حرب الإبادة الصهيونية على الشعب الفلسطيني.
تأكيدات حماس جاءت رداً على ما وصفته بـ «التصريحات الإسرائيلية الداعية إلى تسليم قطاع غزة لقوات دولية»، فى اليوم التالى لانتهاء الحرب على القطاع.
وميدانياً ارتفع عدد ضحايا العدوان على قطاع غزة منذ السابع من اكتوبر الماضى إلى 38011 شهيدا، معظمهم من الأطفال والنساء، و87445 مصابا، فى حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفى الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
فى قطاع غزة استشهد عدد من الفلسطينيين، وأصيب آخرون فى غارات شنها طيران الاحتلال الإسرائيلى ومدفعيته على مناطق متفرقة من قطاع غزة، مع دخول العدوان على القطاع يومه الـ273.
وانتشلت طواقم الإسعاف جثامين 4 شهداء وعدد من الإصابات جراء قصف طيران الاحتلال منزلاى لعائلة البردويل فى حى الدرج شرق مدينة غزة، وجرى نقلهم إلى مستشفى الأهلى العربى المعمدانى.
وقصفت مدفعية الاحتلال المناطق الشرقية لحى الشجاعية شرق مدينة غزة، وسط إطلاق نار كثيف من قوات الاحتلال التى نسفت عدديا من المبانى السكنية فى الحى.
كما انتشلت طواقم الإسعاف والإنقاذ جثامين 5 شهداء بعد قصف الاحتلال منزلهم فى شارع غزة القديم فى بلدة جباليا شمال القطاع، وجرى نقلهم إلى مستشفى الشهيد كمال عدوان فى بيت لاهيا.
وقصفت مدفعية الاحتلال منطقة النصر شمال شرق مدينة رفح الفلسطينية، بالتزامن مع توغل لآليات الاحتلال فى منطقتى «أبو حلاوة» و»أبو الحصين»، وأطراف منطقة النصر شرق المدينة.
وفى الضفة الغربية أعلنت السلطة الوطنية الفلسطينية استشهاد 5 أشخاص، فى عملية عسكرية إسرائيلية فى جنين,بينما افادت بيانات وزارة الصحة الفلسطينية بأن 10 فلسطينيين استشهدوا خلال الـ 48 ساعة الاخيرة فى الضفة.
وذكرت وكالة وفا الفلسطينية أن مسيّرة استهدفت مخيم جنين لللاجئين بينما اقتحمت القوات الإسرائيلية المدينة وحاصرت منزل المواطن أحمد مروان الغول فى غرب المدينة قبل أن تقتحم آليات الاحتلال العسكرية المدينة من شارعى حيفا والناصرة.
وأفادت الوكالة بأن قوات الاحتلال قصفت المنزل المحاصر بعدة قذائف أنيرجا وأطلقت صوبه الرصاص الحى، وطالبت بمكبرات الصوت أحد الشبان بتسليم نفسه، كما نشرت قناصتها على أسطح المنازل.
فى المقابل قالت كتائب القسام إن مقاتليها يخوضون اشتباكا بالرشاشات والعبوات المتفجرة مع قوات الاحتلال فى محيط المنزل المحاصر فى جنين.
وفى قلقيلية، اقتحمت قوات الاحتلال المدينة بعدد من الآليات العسكرية، وداهمت عدة أحياء داخل البلدة القديمة، ما أدى إلى اندلاع مواجها، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحى وقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع، ولم يبلغ عن إصابا، أو اعتقالا.
من جانب اخر أعلنت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أن جيش الاحتلال الإسرائيلى انتقل بالكامل إلى المرحلة الثالثة فى مناطق شمال قطاع غزة.
وقالت الصحيفة، بعد أشهر من القتال، يستعد الجيش الإسرائيلى لواقع جديد فى غزة، مشيرة الى أن الجيش غادر بعض المناطق فى الشمال ويقوم بمداهمات بناء على معلومات استخباراتية، مثل العملية التى تنفذها حاليا قيادة الفرقة 98 فى حى الشجاعية.
اضافت الصحيفة ان حماس ما زالت تمتلك مئات الصواريخ الثقيلة القادرة على الوصول إلى إسرائيل، وأن الهدف هو تحديد وتدمير معظم منصات الإطلاق والصواريخ المتبقية ووسائل الإنتاج والمرافق الخاصة بالحركة.
وبحسب الصحيفة، فإن الغرض من المرحلة الثالثة، هو منع عودة حماس كمنظمة عسكرية وجعلها فى حالة فرار.
على الصعيد الانسانى شددت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، على أهمية إجراء تحقيق فى جرائم الاحتلال الإسرائيلى المستمرة ضد أهاليغزة، محذرة من الأثر الكارثى لوقف الإمدادات والمساعدات الإنسانية وهدم منشآت الوكالة فضليا عن العقبات التى تواجه موظفيها.
على الصعيد السياسى عاد رئيس الموساد الإسرائيلى ديفيد برنيع،إلى تل أبيب بعد زيارته للدوحة لمناقشة استئناف المفاوضات مرة أخرى.
فى نفس الوقت أشار مسئول اسرائيلى معنى بالمفاوضات إلى أن الأمر متعلق فى النهاية بموقف نتنياهو، الذى سيحدد مصير الاتفاق ووقف التصعيد فى غزة.
فى اثناء ذلك هدّد وزير الأمن الداخلى الإسرائيلى إيتمار بن غفير بالانسحاب من الإئتلاف الحكومى، أذا تم وقف إطلاق النار.
وأشار بن غفير إلى أن نتنياهو يعقد اجتماعات مغلقة مع وزير الدفاع يوآف جالانت وقادة أمنيين، ووصف الحكومة بأنها مجرد «ديكور».