تضج وسائل التواصل الاجتماعى المختلفة «فيس بوك- تيك توك- انستجرام- واتساب» بالعشرات وربما المئات من الاعلانات الترويجية، لفيتامينات، ومكملات غذائية، واحيانا ادوية طبية، بعضها نسخة مقلدة لعلامات تجارية معروفة، والبعض الاخر يروج له بانه الدواء الاوحد للشفاء من الامراض المزمنة المستعصية، وخاصة تلك الامراض التى تصيب الغالبية العظمى من بنى الانسان، ليس فى مصر وحدها ولكن فى اى مكان. اغلب تلك المنتجات باسعار مخفضة، تصل لثلث قيمة المنتج الحقيقي، واحيانا لربع القيمة، فيستطيع المشترى شراء ثلاث عبوات من الفيتامينات بسعر عبوة واحدة، واحيانا اربع عبوات، ويتم الترويج على انها قادمة من احدى الدول الأوروبية واحيانا معبئة بإحدى الدول العربية على خلاف الواقع.. فجميعها تصنيع وتعبئة بير السلم. يتناولها المشترى بصورة يومية، سعيا للحصول على الفوائد من التناول المستمر للفيتامينات او المكملات الغذائية، ولكنه يجهل انها ليست موثوقة المصدر، وبدلا من الحصول على الفوائد، تتراكم داخل جسم المشتري، سموم يوما بعد يوم، تؤدى لامراض عديدة، منها الجلطات والسكتات القلبية والدماغية وارتفاع أو هبوط ضغط الدم وتلف الكبد وانسداد القولون والعديد من الاورام وغيرها، وبحسب الخبراء الاثار الجانبية تصل حد الموت فى احيان كثيرة. رغم التحذيرات العديدة التى اطلقتها هيئة الدواء المصرية، والعديد من الجهات الرقابية، والجهد المبذول فى اغلاق اماكن تصنيع تلك المنتجات الضارة، الا انها مازالت منتشرة، ومازال ترويجها مستمرا، تارة مع قدوم فصل الصيف حيث يتم اجتذاب الشباب بدعوى بناء الاجسام والحصول على «فورمة الصيف» وبعد الصيف يأتى شهر «رمضان» ومقاومة الهدم وتقوية البنية الجسدية للصيام، والبعض يروج لكيفية القضاء على النحافة أو انقاص وزن الفتيات.. وهكذا تستمر المبيعات مع اختلاف الشهور واختلاف الاسباب. يتم الشراء عبر رسائل صفحات الفيس بوك- غير الموثقة والمجهولة، أو عبر التواصل من خلال الواتساب على ارقام شخصية لا تتبع لاى شركات او جهات رسمية، وتصل المشتريات على عنوان المشتري، حتى باب المنزل، من خلال دليفرى الموت، وهى شركات اخرى تقوم بالتوصيل واحيانا بالتحصيل ايضا، لصالح البائع- وغالبا يكون البائع هو المصنع الحقيقى لتلك السموم. ولعل ضبط هؤلاء امر ليس باليسير، فهم شبكات متصلة تعمل فى الظلام، لكن المواجهة تحتاج تكاتف كافة الاجهزة المعنية، فالسموم التى يتم ترويجها على كونها فيتامينات او مكملات غذائية، اصبحت خطرا كبيرا يتربص بصحة الاجيال الحالية، وبالمستقبل الصحى للاجيال القادمة، خاصة وانهم لا يتركون فئة عمرية دون استهدافها، فلديهم فيتامينات ومكملات وادوية طبية للاطفال وللشباب ولكبار السن، انهم يستهدفون المجتمع بكافة فئاته العمرية، دون وازع من ضمير، ولعلنا ندق ناقوس الخطر بضرورة التصدى لهم ومحاسبتهم وحماية مصر والمصريين من شرهم المستطير.